هل نفهم قول
الرب : "هذا هو جسدي هذا هو دمي " .. حرفياً أم روحياً ؟ جان يونان
********************
بحث لمناقشة قول الرب : " هذا هو جسدي .. هذا هو دمي " . وتحديداً
هذا النص المقدس .
اذ سنفرد في ابحاث اخرى آيات اخرى حول معتقد الاستحالة .
********************
ان الاحباء في الكنيسة الطقسية قد اعتقدت في الأزمنة المتأخرة بأن العشاء الرباني
( الخبز والخمر ) يتحولان حرفياً الى جسد ودم الرب يسوع ، بل
ويستحيلان الى لاهوته ايضاً .
مستشهدين بقوله له المجد : " خذوا كلوا هذا هو جسدي ، ... واشربوا منها
كلكم هذا هو دمي " ( متى 26:26و27).
مفسرين اياه تفسيراً حرفياً حتى نخاع
الحرف !!
فرداً على زعمهم بالاستحالة من قول الرب : " هذا هو جسدي " نقول :
أولاً :
ان المسيح بعد ان قال عن الخمر انها دمه ، قال :
"لا أشرب من نتاج
الكرمة هذا" ( متى 29:26) .
وهذا
دليل على انها بقيت كما هي خمراً ونتاج كرمة ، ولم تتحول حرفياً الى دمه . بل هي دمه على المجاز وبفهم روحي .
فلو
كان كلام المسيح " هذا
هو جسدي " حرفياً .. فيكون باقي كلامه ايضاً حرفي حين قال :
"من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا, إلى ذلك اليوم حين أشربه
معكم جديداً في ملكوت أبي"
(متى
26: 29).
وبذلك
يصح للمسلمين اعداء الانجيل ان يعايروا المسيحيين بأن ملكوتهم ايضاً حرفي وفيه
خمراً تشرب على غرار جنة الاسلام ذات انهار الخمر لذة للشاربين !!!
في
حين ان كلام المسيح هذا روحي ككلامه السابق "هذا هو جسدي" ايضاً روحي .
فمعاملتنا
وعلاقتنا بالمسيح لم تعد جسدية ، اذ يقول الوحي :
"إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد" (2 كورنثوس 16:5).
اي
ان المسيح بعد صعوده لن يمكن لأحد لا كاهن ولا بابا ان ينزله من سماءه على مذبح
حجري ويجسده في قطعة خبر لكي نتناوله بأفواهنا . فعلاقتنا به روحية وليست جسدية بعد .
ثانياً :
ولو كانت عبارة " هذا هو جسدي " ..
تعني الحرفية او التحول من شيء الى شيء ..
بسبب لفظة " هو " ، فعلى
الاحباء الطقسيين ان يؤمنوا باستحالات اخرى كثيرة واردة في الكتاب المقدس .. تحوي
عبارة " هو " او " هم " وما شابه .. ولنقرأ هذه النصوص :
* قول الرب : " أنا هو الباب " ( يوحنا 9:10) فهل عبارة
"هو" تجعل المسيح يتحول الى باب حرفي ؟
* وقول الرب عن هيرودس : "امضوا
وقولوا لهذا الثعلب"
(لوقا
13: 32)، فهل تحول الى
ثعلب حرفي مع ان الرب استخدم اداة
" هذا " ؟
* وقال
الرب عن الرياء إنه "خمير
الفريسيين" (لوقا 12:1). فهل الرياء يستحيل الى
خمير حرفي ؟
* بل قال الرب
في حادثة الغني ولعازر، رد ابراهيم على الغني : " عندهم موسى والانبياء
" ( لوقا 29:16) فهل اراد بهذا اشخاصهم الحرفية أم كتبهم ؟ وهل كتبهم تحولت
الى اشخاصهم حرفياً ؟
* وقال المسيح عن النبي يوحنا المعمدان إنه "إيليا" (يوحنا 1: 29). فهل المعمدان هو ايليا
التشبي حرفياً ؟
* وقال
الرب لأمه العذراء عن يوحنا الرسول:
"هوذا ابنك" ، فهل قام المسيح بتحويل
يوحنا الى ابن حرفي للعذراء بقوله: "هوذا ابنك" ؟ وقال ليوحنا عن العذراء "هوذا
أمك" فهل قام بتحويل مريم الى
أم حرفية ليوحنا لاستخدامه لفظة "
هوذا
" ؟
فصار
ليوحنا أمين حرفيتين هما سالومة ومريم ؟
* وقول بولس : " والصخرة هي المسيح " ( 1كور 4:10).
فهو استحال الرب يسوع الى صخرة حرفية لسبب
كلمة " هي المسيح" ؟
* بل ان الرسول بولس يقول لأهل كورنثوس بأنهم " جسد المسيح
" ( 1 كور 28:12) .
فهل هذا يعني
ان المؤمنين هناك قد تحولوا حرفياً الى جسد المسيح ووجب أكلهم على مائدة الرب ؟!
* ويقول بولس ان رأس كل رجل "هو المسيح " ( 1كور 3:11).
فهل تحولت رؤوس الرجال الى مسيح واحد او مسحاء
متعددون حرفياً ، لسبب استخدام كلمة " هو " ؟
* ويقول الرسول ايضاً : " لأن الرجل هو رأس المرأة " (
افسس 23:5).
فهل تحولت رؤوس
النساء الى رجال بسبب لفظة " هو " ؟
* والرسول يوحنا يقول ان السبعة كواكب هم السبعة ملائكة والسبع منائر هم
الكنائس السبع ( رؤيا 20:1).
فهل الكواكب تحولت حرفياً الى ملائكة ؟ والمنائر
الى كنائس حرفية ؟ مع استخدام كلمة " هم " ؟
* وقال الرائي ايضاً : " السبعة رؤوس هي سبعة جبال " و
"العشرة قرون هي عشرة ملوك " ( رؤيا 9:17و12).
فهل تحولت الجبال الى رؤوس حرفية ، والملوك الى
قرون حرفية ؟
وفي العهد القديم نقرأ :
* " لأن الرب الهك هو نار آكلة اله غيور " ( تثنية 24:4)
.
فهل استحال
الرب يهوه تبارك اسمه الى نار حرفية بسبب كلمة " هو نار" ؟
* دانيال النبي قال لنبوخذنصر : " انت هذا الرأس من الذهب
" ( دانيال 38:2).
فيلزم بحسب منطق المخالفين بأن نبوخذنصر قد تحول
من جسد حي الى معدن ميت هو الذهب !!!
* والنبي هوشع يقول عن اسرائيل انهم "جفنة ممتدة " وعن افرايم
" عجلة متمرنة تحب الدراس " ( هو 1:10و11).
فهل استحال اسرئيل الى نبات حرفي ؟ وافرايم الى
حيوان حرفي ؟
* وعاموس يقول : " يا ايها الذين يحولون الحق افسنتينا
ويلقون البر الى الارض " ( عا 7:5) .
فهل لانهم "يحولون " فيفهم منها انهم فعلاً وحرفياً يحولون الحق الى
نبات افسنتين حرفي ؟
لذلك كيف يمكن للعاقل ان يفهم بأن الخبز قد تحول حرفياً الى لحم المسيح والخمر الى
دم حرفي ، ومع بقاءه على حاله خمراً وخبزاً؟
مع انهم دائمي الشكوى في اي حوار يقوم ضد من يخالفوهم متهمين اياهم بأنهم " حرفيين
" ! ويقتطعون قول الوحي : " الحرف يقتل " ( 2
كور 6:3).
بينما النص لا
يتحدث عن نصوص وايات الكتاب المقدس بأنها تقتل ، لكنهم فضلوا اقتطاع هذه الاية
لتفيد غرضهم متى استلزم الأمر .
فأين اذن ذهب سلاحهم : " الحرف يقتل " مع ما يعتقدونه في كلام
الرب عن الخبز والخمر انهما يتحولان حرفياً الى ناسوت ولاهوت المسيح ..؟
اليس اعتقادهم بالاستحالة الحرفية يضاده ما يفهمونه من عبارة " الحرف يقتل
" ؟
وان كان "ناسوت " المسيح نفسه لم يتحول الى لاهوت .. ولا الناسوت الى
لاهوت .. فكيف يمكن الاعتقاد ان خبز يتحول الى ناسوت ولاهوت حرفياً ..؟
اليس هذا التأويل الملتوي الغريب يجعل مسيحيتنا تحت سخرية الأمم الوثنية والديانات
البشرية ،
الذين حين
يسمعون النصارى وهم يقومون بتحويل خبز الى اله معبود حرفياً ثم يأكلونه لينزل الى معدتهم ومن ثم الى المخرج
، بعد ان تحول حرفياً الى جسد مادي .. كيف يمكن لهم ان يخلصوا ويهتدوا الى الطريق
الحق ؟
في حين ان هذا الاعتقاد ليس له اي اساس في
الكتب المقدسة .
وهكذا حول رجال
الدين من المتسلطين المسيحية البسيطة الطاهرة الى مجموعة خرافات واضحوكة في فم
الأمم مع انها وحدها الطريق الحق المقدس ولا خلاص سواها .
لذا نصلي ان يستخدم الرب هذه الحقائق الى نور لعقول المسيحيين بالوراثة
الطقسيين فيمزقوا البرقع السميك الذي وضعه
الكهنة على عيونهم ، ويخلعوا ذلك النير المعدني الثقيل عن اعناقهم ويحملوا نير
المسيح الخفيف ، الذي له كل مجد واكرام الى الابد امين .