هل يجوز للمسيحي تقبيل أقدام غير المؤمنين ؟! جون يونان

هل يجوز للمسيحي تقبيل أقدام غير المؤمنين ؟!

 جون يونان

انتشرت على مواقع النت صور للبابا فرنسيس وهو يغسل ويقبل بفمه أقدام المسلمين وغير المسيحيين .. متخذاً البعض منها دليلاً على التواضع والحث عليه .

وهنا وقبل ان ننشر هذه الصور والاخبار .. فلنأخذ الحيطة والتروي ونسأل فم الرب قبل ان ننساق وراء العاطفة ..

ونطرح السؤال الهام :

هل يجوز للمؤمن المسيحي المولود ثانية اذلال رأسه وتقبيل رجلي غير المؤمن ؟
ما موقف الكتاب المقدس من هذا الفعل ؟!

وبحسب اطلاع سريع على الكتاب المقدس .. نستخلص معاً هذه الافكار ..

أولاً :

الرأس عند القدم .. يعني الهزيمة !

الكتاب المقدس .. حكى لنا نبوة الرب عن مجيء المسيح المخلص للبشرية .. وان رأس الشيطان سيتم سحقها تحت قدم هذا المخلص ، اذ نقرأ :

" وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ " ( تكوين 15:3).

فرأس الشيطان تحت قدم الرب .. علامة هزيمته !

واستمرت النبوات تتابع في صفحات الكتاب .. حتى جاءت نبوة اخرى عن المسيح .. وعن انتصاره النهائي على كل اعداءه .. ومكانهم " موطئاً لقدميه " !

" قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" ( مزمور 1:110)

وهو ذات علامة النصر التي سيحققها للمؤمنين به .. اذ سيكون اعداء الرب مهزومين امامه .. مقدماً صورة لهزيمتهم بالسجود تحت اقدام المؤمنين سجود هزيمة وانكسار :

" وَبَنُو الَّذِينَ قَهَرُوكِ يَسِيرُونَ إِلَيْكِ خَاضِعِينَ، وَكُلُّ الَّذِينَ أَهَانُوكِ يَسْجُدُونَ لَدَى بَاطِنِ قَدَمَيْكِ، وَيَدْعُونَكِ: مَدِينَةَ الرَّبِّ، «صِهْيَوْنَ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ" ( اشعيا 14:60)

" وَتَدُوسُونَ الأَشْرَارَ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ رَمَادًا تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ يَوْمَ أَفْعَلُ هذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" ( ملاخي 3:4)

وهذه النبوة ستتم مستقبلاً .. وسيحققها الرب يسوع المسيح .. اذ قال لكنيسة فيلادلفيا :

" هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ ­ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ رِجْلَيْكَ، وَيَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا أَحْبَبْتُكَ" ( رؤيا 9:3)

فالرأس تحت القدم والرجلين .. اشارة الى الهزيمة والانكسار  والاذلال ..
وهذا ليس مصير المؤمنين بالمسيح ..

ثانياً :

المؤمن لا ينكسر سوى عند اقدام الرب  !

" .. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ" ( متى 10:4)

المؤمن يغسل أقدام المؤمن .. لأنه عضو في جسد المسيح ..
اذ مكتوب عن المؤمنة انها :

" غَسَّلَتْ أَرْجُلَ الْقِدِّيسِينَ.." ( 1 تي 10:5)

وهذا الغسل بين المؤمنين هو متبادل بينهم .. اذ قال السيد القدوس :

" فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ" ( يوحنا 14:13)

وغسل المؤمنين لاقدام بعضهم اشارة الى التواضع بينهم .. ( وليس فعلاً حرفياً طقسياً يجرى تقديمه مرة في السنة ! )

كما انه لا يحدث فيه " تقبيل " الارجل ... فالرب يسوع لم يُقبل أرجل تلاميذه .

فالتواضع لا يعني الذل والانكسار .. 

ثالثاً:
المؤمن كاهن وملك .. لا ينحني لغير المؤمنين !

" وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ" ( رؤيا 6:1)

فلا يوافق تعليم الكتاب ، ان يقوم المؤمن ( الملك - الكاهن ) بتقبيل أرجل غير المؤمن ..!

نعم على المؤمن ان يحب اعداءه ويباركهم ويحسن اليهم بكل طاقته ..

 انما لا يُقبل أقدامهم لأنه فعل يناقض "مكانة" ومجد المؤمن الذي اعطى اليه من الله بولادته منه وصيروته ابناً ..

لانه مكتوب :
" وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" ( يوحنا 12:1)

لا نعثر على مثال واحد لرأس مؤمن منبطحة عند قدمي غير المؤمن !

رابعاً :
الشيطان يبغض دم الصليب !


لهذا فالشيطان مكانه تحت اقدام المؤمنين :

"وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ " ( رومية 20:16)

والشياطين رمز اليهم الرب بالحيات والافاعي .. وهذه مكانها تحت اقدام المسيحيين المُخلّصين بدمه :

" هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ" ( لوقا 19:10)


خامساً :
المسلم يدوس دم صليب المسيح .. فهل تُقبل قدمه ؟!

فالاسلام يعادي صليب المسيح بمنتهى العنف ، اذ يشعر المسلمون بنشوة وارتياح لفكرة كسر الصليب. وخاصة انهم يؤمنون بأن النبي عيسى بن مريم – مسيح القرآن – سيتبرأ من المسيحيين يوم القيامة ويكسر صليبهم عند عودته قبل يوم القيامة بحسب ما جاء في الحديث الصحيح :

·         " ‏قال رسول الله ‏ ‏ص ‏ ‏والذي نفسي بيده ‏ ‏ليوشكن أن ينزل فيكم ‏ ‏ابن مريم ‏ ‏حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع ‏ ‏الجزية ‏ ‏ويفيض المال حتى لا يقبله أحد .." ( صحيح البخاري – كتاب أحاديث الأنبياء – باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام ).  التفسير :

·         " أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه , ويستفاد منه تحريم اقتناء الخنزير وتحريم أكله وأنه نجس" (فتح الباري بشرح صحيح البخاري – ابن حجر ).

فعيسى النبي المسلم سيكسر الصليب ويحطمه ويبطل دين النصرانية !!

ومن كراهية نبي الاسلام للصليب انه كان يقوم باتلاف كل اشارة للصليب ولو كانت عرضية !

·            " ‏أن رسول الله ‏ ‏ص ‏ ‏كان لا يترك في بيته شيئا فيه تصليب إلا ‏ ‏قضبه " ( سنن ابي داود – كتاب اللباس – باب في الصليب في الثوب).

 اي كان يقطع الصليب منه:

  " أي قطعه وأزاله , وفي رواية البخاري نقضه مكان قضبه ." ( شرح : عون المعبود شرح سنن أبي داود).

قال الامام ابن قيم الجوزي :

·         " لما كان الصليب من شعائر الكفر الظاهرة كانوا ممنوعين من إظهاره. وإظهار الصليب بمنزلة إظهار الاصنام فانه معبود النصارى كما ان الأصنام معبود اربابها ومن أجل هذا يسمون عبّاد الصليب " . ( أحكام أهل الذمة – 2\153).

فالمسلم يعادي الصليب ويعتبره من شعائر الكفر واتباعه كـ " عُباد الصليب " !

لذلك اقدام المسلم بالذات لا يجب تقبيلها ابداً .. لسببين على الاقل :

الأول : لن يستوعب ويفهم هذا الفعل  :

اذ مكتوب :
" كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِرًا، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضًا وَضَمِيرُهُمْ "
 ( تيطس 15:1)

الثاني :
 المسلم داس ابن الله ودنس دم العهد بالصليب :

فمكتوب :

" فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟"

(عبرانيين 29:10)

هذه الآية الواحدة تلخص موقف الاسلام ضد المسيح :

- الاسلام لا يؤمن ببنوة المسيح لله !
- الاسلام يكفر بالثالوث ، وهو وارد في الآية : " ابن الله " ( الابن - الله الآب ) ، " روح النعمة " ( الروح القدس )

- الاسلام يدنس الصليب ودم المسيح !


  فكيف يمكن تقبيل قدمي المسلم الذي داس دم المسيح ؟