support تبرع للخدمة

Saturday, April 9, 2011

الخطيئة .. مشكلة من يحلها ؟ - 3


 الخطيئة .. مشكلة من يحلها ؟ ( 3 )
بقلم : جون يونان

علاج الخطية .. بالدم !
بعد ان فشل آدم بستر خطيته باوراق التين التي كانت تجف وتذبل وتسقط .. قام الرب بنفسه بستر الانسان ، اذ نقرأ في سفر التكوين  :{وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما} ( تك 21:3). هل تلاحظون كلمة : { وصنع الرب } ؟ لماذا قال : " صنع " ولم يقل كلمة "كن فيكون " ، لخلق الجلد؟ اليس هذا يعطينا الدليل بأن الرب نفسه قد قام بطريقة ما بذبح حيوانيين بريئين عوضاً وكفارة عن آدم وحواء ، وقام بكسوهما بجلد تلك الذبيحة ! فكان أول " قربان " يُقدم عوضاً عن الانسان ولتغطية عريه ، مقدماً بيد الرب تبارك اسمه !  وهذا هو " العلاج " الالهي لمشكلة الخطية ، ولا حل سواه !
فكانت " أقمصة الجلد " مجرد رمز للذبح العظيم ! اي لذبيحة المسيح الكفارية التي كان مزمعاً ان يقدمها في ملء الزمان ! فالخلاص هو من صنع الرب وحده وعطيته وحده ، ولا يستطيع الانسان ان يخلص نفسه بنفسه ، اذ نقرأ : {لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله  ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد} ( أفسس 8:2 و 9 ).  وهنا سؤال يطرح نفسه :
    لمـاذا لا يغفر الرب خطية الانسان بمجرد كلمة عفو منه  ؟!
اولاً :
ان الخطية موجهة ضد الله القدوس الذي هو غير محدود ! قال داود النبي : { إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت} (مزمور 51: 4). مع كونه قد اخطأ ضد أوريا وزوجته ! ولكنه اعتبر الخطية موجهة ضد الرب بالمقام الاول !
ثانياً :
 بما ان الله غير محدود ، فصفاته بالتالي غير محدودة ! ومن صفاته ( العدل والمحبة ) . وهما صفتان متساويتان لأنهما غير محدودتان !
ثالثاً :
 العدل : يطالب بتوقيع القصا على الخاطئ ، وهو الموت ! لأن {أجرة الخطية هي موت } (روميه 23:6).
 المحبة  :  تطالب بالرحمة للانسان ! لأن { .. الله لا يسر بموت الشرير، بل أن يرجع عن طريقه ويحيا}  (حزقيال 33: 11) وأنه  { يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون} (تيموثاوس الأولى 2: 4).                                                                                         فلو اوقع العدل الالهي الموت بالانسان ، فان العدل سيكون قد استوفى ، ولكن في المقابل تكون صفة المحبة قد نقصت ، وهذا محال ! لأن صفات الله متساوية وكاملة ومتناغمة ومتوافقة مع بعضها . اما لو غفر للانسان بكلمة عفو دون قصاص ، لكانت صفة العدل قد نقصت مكانتها وجرحت كرامتها ، ويكون قد انحاز الى صفة دون الصفة الاخرى ، وهذا غير معقول لأن الرب كامل كل الكمال .                                                                        فهو لا يتساهل عن مطالب عدله ! ولا يتغاضى عن مطالب محبته !                                                                                                 اذن بسبب كمال ولا محدودية صفات الله فانه لن يغفر الخطية دون ان يستوفي عدله حقه !
فكان يجب ان يوفق بين عدله ومحبته في معاملته لخطية الانسان . ولكي يوفق بين عدله ومحبته كان عليه " الفداء " ! اي البديل الكفاري الذي يمكنه ان يوفق بين الرحمة والعدل . فكان موت المسيح الكفاري وذبيحته الكاملة هي الحل الالهي لمشكلة الخطية وبذلك تم كلام الرب القائل : {الرحمة والحق التقيا  البر والسلام تلائما} (مز 10:85).
 قيمة الدم !
نعلم من الكتاب المقدس بأن الرب قد قال لموسى : { لأن نفس الجسد هي الدم } (لاويين 17: 10)، (عبرانيين 9: 22). اذن حياة الحيوان هي في الدم . وحين يقدم ذلك الحيوان كذبيحة فانه يموت . فيقع عليه حكم " العدل " بالموت عوضاً عن الخاطئ ، وفي ذات الوقت تكون محبة الله مستوفية لأن الانسان قد بقى حياً .  وهكذا فعل الرب حين " صنع " اقمصة الجلد ، اذ تم سفك دم حيوانين بريئين عوضاً عن خطية آدم وحواء ، وحين رأيا منظر موت تلك الذبيحة تعلما خطة الرب لخلاصمهما وهي : البديل الفدائي !
 لهذا لو قمنا باكمال بقية الاية في سفر اللاويين سنجد الرب يواصل قوله لموسى بالكلمات : {لأَنَّ نَفْسَ ٱلْجَسَدِ هِيَ فِي ٱلدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُم، لأَنَّ ٱلدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ ٱلنَّفْسِ} (لاويين 17: 11). ان عبارة " يُكفر " قد ورت بالعبرية "kaphar  " بمعنى " يغطي " . لهذا نسمع المرنم الحلو يقول { طوبى للذي غفر اثمه وسترت خطيته } ( مزمور 1:31) وسترت بمعنى تغطت ! وهكذا " غطى " الرب عري آدم وحواء بجلد الذبيحة الكفارية .
فكان دم الذبيحة هو وسيلة الغفران وتغطية الخطية . لأنه : { دُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ} (عبرانيين 9: 22).  وكل هذا كان اشارات ورموز وظلال للحقيقة العظمى وهي دم المسيح له كل المجد . ولنا لقاء في العدد القادم . ورجائي ان يقوم القارئ بحفظ الايات عن ظهر القلب . لأنه يقول : { يا ابني احفظ كلامي واذخر وصاياي عندك } ( امثال 1:7).

No comments:

Post a Comment