support تبرع للخدمة

Saturday, April 9, 2011

غفران الخطايا بالذبيحة .. هكذا يعلمنا هابيل ! - الحلقة 4

غفران الخطايا بالذبيحة .. هكذا يعلمنا هابيل ! - الحلقة 4 

بقلم : جون يونان
بعد ان قام الرب بستر عري الانسان بواسطة ذبيحة حيوانين واخذ جلدهما،  وكسوه للانسان بدلاً من اوراق التين ( الاعمال البشرية المحدودة القيمة )، كان الرب هو أول من قدم الذبيحة لغفران الخطية ، وقد فصلنا في العدد السابق اسباب وجوب غفران الخطية بالذبيحة والدم .. فنواصل الأن بحثنا ونقول بأن آدم وحواء قد تعلما هذا الدرس من الرب .. وبدورهما علماه لابنائهما ، اذ حين نقلب سفر التكوين الى الاصحاح الرابع الذي يحدثنا عن أهم ما فعله الانسان وهو : كيفية التواصل والاقتراب من الله ! يقابلنا أخوين هما هابيل وقايين . الأول وكان راعياً للغنم والثاني كان عاملاً في الارض. وقد كانا أول من اقترب الى الله ، وأول من قدم القرابين ، وتكمن اهمية هذا الاصحاح ( الرابع من التكوين ) في انه يحدثنا بأن الرب قد قبل قربان أحد الاخوين ورفض الآخر ، ومنه نفهم الطريقة الصحيحة لارضاء الرب !
فكان هابيل: أول من وصف بأنه بار (عب 11: 4) ! بينما أخوه قايين وصف بأنه : أول قاتل على الأرض (تك 4: 8).
 ما هو نوع القربان المقبول ؟
لننظر في القربان الذي قدمه كل منهما :
 قربان قايين : " قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب " (تكوين 3:4 ) !
قربان هابيل : " من أبكار غنمه ومن سمانها " (تكوين 4:4) !
النتيجة : " فنطر الرب إلى هابيل وقربانه  ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر" ( تكوين 5:4)
  ولكن لماذا رفض الرب قربان قايين بينما قبل قربان هابيل  ؟
قربان قايين كان مقدماً من الارض التي لعنت بسبب خطية آدم وحواء ، فهو لم يؤمن ولم يقبل بالطريقة التي اعدها الرب ، والتي بها كسى عري آدم وحواء باقمصة الجلد ، فقايين رفض فكرة ان الرب هو المخلص، وانه يقبل بالتعويض الفدائي وليس الاعمال البشرية المحدودة ، فالرب غير محتاج لثمار الارض ولا الفواكه الطازجة فهو لا يحتاج للأكل ! انما الذي المحتاج الحقيقي هو : قايين نفسه الذي يحتاج الى دم وتعويض فدائي وجلد ليكسو خطيته وذنبه !
فكان طريق قايين معانداً للطريق الالهي ولمشيئة الرب ، اذ اتكل على ما ظنه اعماله الحسنة، اذ قدم ثماراً وفواكه وخضروات جميلة الالوان والمنظر ( هكذا تظهر اعمالنا من الخارج جميلة ولكنها للاسف غير مقبولة لأنها محدودة وليست بحسب فكر الرب ). يقول الكتاب : "قد صرنا كلنا كنجس  وكثوب عدة كل أعمال برنا" (اشعيا 6:64).
ولكن الرب قد رضى وقبل ذبيحة هابيل لأنها كانت مقدمة " بالايمان " الذي قبله من ابويه والمبني على عمل الرب الخلاصي ، ويسجل الروح القدس في الرسالة إلى العبرانيين عن هابيل ان الرب قد قبل قربانه لأنه كان بالايمان، فكان أول شخص ذكره الرسول كبطل الايمان اذ قال  : "بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين فبه شهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه ، به وإن مات، يتكلم بعد " (عب 4:11 ). فكان هابيل هو اول شخص في التاريخ يوصف بالايمان !
ونعلم يقيناً ان الايمان ياتي بالخبر من كلمة الله :  "الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله " (رو10: 17). فيكون هابيل قد تعلم هذا الايمان من ابويه وليس بتفكير شخصي منه لأن البشر لم يأكلوا اللحم بأمر الهي الا بعد الطوفان ( تكوين 9: 3) ، فهابيل لم يأكل لحماً ليتعلم كيفية ذبح الحيوان ، فيقيناً انه تعلم حقيقة الغفران بالذبيحة الدموية من أبويه بالايمان ، لهذا يقول الوحي بأنه " وإن مات، يتكلم بعد " !
 فماذا يقول لنا دم هابيل بعد موته ؟
انه يعملنا هذا الدرس الذي تيقنه هو باعلان الهي ، انه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة "  (عبرانيين 22:9). فالاعمال البشرية لا يمكنها من تسديد دين الخطية ، لا المال ولا الأعمال ، انما أمر واحد يسددها وهو : الموت ! نعم .. لأن " أجرة الخطية هي موت " . فكان لابد ان يموت بديل بريء عوضاً عن الانسان وتلك هي خطة الله ولا بشيء غيرها يتحقق الخلاص . فبعد ان ذبح هابيل قربانه من الغنم قام بحرقه كمحرقة على النار ، فكان يعلم في نفسه بأنه مستحق الموت والنار لأنه خاطئ ولكن الحيوان البرئ حين مات عوضاً عنه برره امام الرب الذي قبل قربانه : " فبه شهد له أنه بار " !
 ذبيحة هابيل تشير الى ذبيحة المسيح !
فهابيل اتبع طريق " الاعلان " و " الايمان "  ! اما قايين فاتبع طريق " العيان " اي ما هو منظور بالجسد !
فكانت ذبيحة هابيل تشير الى ذبيحة المسيح له المجد . لأن الذبائح الحيوانية كانت هي مجرد " ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الأشياء .. لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا." (عب 1:10ـ4).  فالعملة المالية الورقية تكتسب قيمتها من أنها لها رصيد من الذهب في البنك المركزي في الدولة، هكذا كانت الذبائح مقبولة عند الله على رصيد دم المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3: 25).                                           لذلك شهد السيد المسيح نفسه عن هابيل أنه بار (مت 23: 35). وهكذا فان طريق " البر " هو طريق الايمان وطريق عمل الرب بالذبيحة الكفارية.
 هابيل وقايين رمزان لطريقان يسلكه البشر !
فطريق هابيل : هو طريق المؤمنين الذي يتقدمون الى الله عن طريق الايمان ، وعن طريق الذبيحة الدموية الكفارية الفدائية .. وهي طريق المسيحية الحقة ، طريق الروح  !  
اما طريق قايين : فهو طريق " المتدينين " ادعياء الدين ، الذي يتكلون على اعمالهم وفروضهم ومناسكهم المحدودة للاقتراب الى الله وينكرون طريقة الرب وعمله الفدائي ، فطريق قايين هو طريق الجسد وطريق العنف والقتل ، اذ " قام على أخيه وقتله " (تكوين 8:4). فهو أول أب ورئيس للديانات البشرية الكاذبة ، وأول مضطهد وقاتل للمؤمنين ! وهكذا يضطهد ابناء قايين ابناء هابيل الابرار ويقتلونهم باسم الدين وفي سبيل الله !
وما ابلغ قول الوحي عن الانبياء الكذبة : " ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين " (يهوذا 11).
 

No comments:

Post a Comment