..تابعوا تكملة الكتاب مع الجزء الثاني ..
نظريات اسلامية في علم الأجنة !
لنقرأ هذه التفاسير الاسلامية ، لنكتشف كيف يخترعون النظريات الطبية ! ومع التحذير بأنك ستشعر اثناء قرائتها بأن " بترولاً " على وشك الخروج من تحت طبقاتها العفنة المتحجرة !
· " قال ابن عباس : أخذ جبريل ردن قميصها بأصبعه فنفخ فيه فحملت من ساعتها بعيسى . وقيل غير ذلك على ما يأتي بيانه في سورتها إن شاء الله تعالى . وقال بعضهم : وقع نفخ جبريل في رحمها فعلقت بذلك . وقال بعضهم : لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ جبريل لأنه يصير الولد بعضه من الملائكة وبعضه من الإنس , ولكن سبب ذلك أن الله تعالى لما خلق آدم وأخذ الميثاق من ذريته فجعل بعض الماء في أصلاب الآباء وبعضه في أرحام الأمهات فإذا اجتمع الماءان صارا ولدا , وأن الله تعالى جعل الماءين جميعا في مريم بعضه في رحمها وبعضه في صلبها , فنفخ فيه جبريل لتهيج شهوتها ; لأن المرأة ما لم تهج شهوتها لا تحبل , فلما هاجت شهوتها بنفخ جبريل وقع الماء الذي كان في صلبها في رحمها فاختلط الماءان فعلقت بذلك". ( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – آل عمران :47).
· " .. { ولم يمسسنى بشر } وهو كناية عن الجماع ف { قال } جبريل { كذلك } يعني هكذا كما قلت أنه لم يمسسك بشر ولكن { الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا } يعني إذا أراد أن يخلق خلقا { فإنما يقول له كن فيكون } فنفخ جبريل في جيبها، يعني في نفسها قال بعضهم : وقع نفخ جبريل في رحمها ، فعلقت بذلك . وقال بعضهم : لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ جبريل ، لأنه يصير الولد بعضه من الملائكة ، وبعضه من الإنس ، ولكن سبب ذلك أن الله تعالى لما خلق آدم عليه السلام وأخذ الميثاق من ذريته ، فجعل بعضهم في أصلاب الآباء ، وبعضهم في أرحام الأمهات ، فإذا اجتمع الماءان صار ولدا ، وإن الله تعالى جعل الماءين جميعا في مريم ، بعضه في رحمها ، وبعضه في صلبها ، فنفخ فيها جبريل لتهيج شهوتها ، لأن المرأة ما لم تهج شهوتها ، لا تحبل ، فلما هاجت شهوتها بنفخة جبريل ، وقع الماء الذي كان في صلبها في رحمها ، فاختلط الماءان فعلقت بذلك .. .". ( بحر العلوم - السمرقندي - سورة مريم 17).
· " قال ابن جريج : نفخ جبريل في جيب درعها وكمها ، فحملت من ساعتها بعيسى .وقيل : وقع نفخ جبريل - عليه السلام - في رحمها ، فعلقت بذلك .وقال بعضهم : لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ جبريل؛ لأن الولد يكون بعضه من الملائكة وبعضه من الإنس؛ ولكن سبب ذلك ، أن الله تعالى لما خلق آدم وأخذ الميثاق من ذريته ، فجعل بعض الماء في أصلاب الآباء ، وبعضه في أرحام الأمهات ، فإذا اجتمع الماءان صار ولدا ، وإن الله - تعالى - جعل الماءين جميعا في مريم ، بعضه في رحمها ، وبعضه في صلبها ، فنفخ جبريل ، ليهيج شهوتها ، فإن المرأة ما لم تهج شهوتها لم تحبل فلما هاجت شهوتها بنفخ جبريل وقع الماء - الذي كان في صلبها - في رحمها ، فاختلط الماءان ، فعلقت بذلك ، فذلك قوله تعالى : إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون " . ( تفسير اللباب - ابن عادل - مريم 17).
ماء المرأة للحبل ؟
لاحظنا قولهم : " فجعل بعض الماء في أصلاب الآباء ، وبعضه في أرحام الأمهات ، فإذا اجتمع الماءان صار ولدا " . وأطرح سؤالاً علمياً : ما علاقة تهييج الشهوة لتحبل المرأة ؟ وما علاقة ماء المرأة بالحبل اساساً ؟
الا يصفع هذا الكلام كل علوم الطب والولادة ؟ لا تستغربوا ان يقع علماء القرآن في هذا السقط العلمي الشنيع ، اذ نقلوه عن نبيهم محمد واستمدوه من كلامه حين قال في الحديث الصحيح :
· "حدثني حامد بن عمر عن بشر بن المفضل حدثنا حميد حدثنا أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه قال أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام ذاك عدو اليهود من الملائكة قال أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد.." (صحيح البخاري - كتاب مناقب الأنصار - باب مهيم يا عبد الرحمن قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار ).
فلا علاقة لماء المرأة بمسألة شبه الجنين بها ، ولا الحبل به اصلاً !! فالمرأة لا تحبل عن طريق " ماءها " انما عن طريق " البويضة " التي تنزل شهرياً !
وهذا ايضاً لم ينطبق على بنت عمران التي اعتبروها " خنثى " ، جنس ثالث !
نظرية " الخنثى " !
قرأنا كيف اعتبروا بأن مريم بنت عمران كانت " خنثى " Hermaphrodite ! وان جسدها يحمل جهاز الذكر وجهاز الانثى !!
المفسرون الأفاضل قد طرحوا نظرية اسلامية خارقة ، حول نوعية أنوثة مريم ، فهي تلك التي يتواجد في جسدها " مبيض وخصية " معاً ، اي صفات الذكورة وصفات الأنوثة !
قالوا : " جعل الماءين جميعاً في مريم " ، اي فيها مني الذكر وبويضة الانثى !
" بعضه في رحمها وبعضه في صلبها " ، وهذا يدلنا على ان السيدة بنت عمران كانت " خنثى " !! فهل اصطفى اله القرآن " خنثى " ؟!
وقالوا : " فنفخ جبريل ليهيج شهوتها " ! نفخ جبريل ( الرجل الأمرد ) في فرجها ليهيج شهوتها فتحبل ! يا عيب العيب يا مسلمين ..هل يليق هذا الكلام بسيدة نساء العالمين ؟!
الشيخ ديدات ينجو من الآلهة الخنثى !
في احدى محاظرات الشيخ ديدات بعنوان From Hinduism to Islam والدقيقة :75 ، قام بالسخرية من أحد آلهة الهندوس ويدعى : shiva lingam والسبب : ان هذا الاله – أو رمز الاله – يملك الجهاز التناسلي الذكري والانثوي معاً ! وكان الحاضرين من المسلمين يضحكون !!
وقد شرح ديدات لحضوره بأن الـ LINGAM هو عضو الرجل ! وان الـ YONI هو عضو الانثى بلغة الهندوس . ثم اردف قائلاً بأن الاسلام قد انقذهم وانقذ بناتهم وامهاتهم من عبادة هذه الالهة – المزدوجة الجنس – الخنثى !
بينما في ذات هذا الاسلام ، كانت بنت عمران والتي اصطفاها الله لنفسه تحمل الصفات الذكورية والانثوية معاً " ماء الرجل وماء المرأة " ، فكيف أنقذهم الاسلام من هذه الدناءة ؟ الا ينطبق عليهم المثل القائل :
" هرب من الدب فوقع في الجب " !!
بنت عمران مثل ابليس !
وكما اعتبروا بنت عمران " خنثى " تحمل الجهازين التناسليين للذكر والانثى معاً، هكذا بالضبط اعتقدوا عن ابليس الرجيم ! اذ عده البعض " مخنثاً " وقد تكاثرت ذريته على ذات طريقة حبل بنت عمران ! لنقرأ ما قالوه عن ابليس :
· " واختلف هل لإبليس ذرية من صلبه ; فقال الشعبي : سألني رجل فقال هل لإبليس زوجة ؟ فقلت : إن ذلك عرس لم أشهده , ثم ذكرت قوله " أفتتخذونه وذريته أولياء " فعلمت أنه لا يكون ذرية إلا من زوجة فقلت نعم . وقال مجاهد : إن إبليس أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات ; فهذا أصل ذريته . وقيل : إن الله تعالى خلق له في فخذه اليمنى ذكرا وفي اليسرى فرجا ; فهو ينكح هذا بهذا" ( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – سورة الكهف 50 ).
" فهو ينكح هذا بهذا " ! هذا يدلنا على ان كلمة " النكاح " لا تعني الزواج فقط انما فعل الممارسة الجنسية . فهاهو ابليس ينكح نفسه ، طبعاً دون زواج !
فكما خُلق ابليس بذكر وفرج معاً ، هكذا كانت – في اعتقادهم – بنت عمران !
فهل بهكذا قذارة يعتقد " التلموديون " أصحاب التلمود الاسلامي بحق بنت عمران؟! ماذا تركوا لمؤلفي الروايات الجنسية الهابطة ؟
ليخبرونا من أين أتوا بهذه الأفكار، والنظريات السقيمة والألفاظ السفولة ؟
صدقوني ان لمسات الشيطان وبصماته جلية على الكتب الاسلامية !
مع التذكير بأن هذه الكتب الاسلامية جميعها، يقوم بتدريسها كبار المشايخ والفقهاء في الجامعات الاسلامية لطلابهم وفي كل أنحاء العالم الاسلامي !!والوصول اليها متاح ويسير فنحن في عصر العلم الذي تحصل عليه بضغطة زر أو بلمسة شاشة أو بأقل ! راسلوا جامعة الأزهر الاسلامية في مصر وأسالوهم، سواء بالايميل او المحمول لتقطعوا الشك باليقين. ايميل موقع الأزهر: info@alazhar.org ارقام امام الازهر :Tel/Fax:02-593893 - Tel :02-5907940
محور رابع
بنت عمران .. تقنط من رحمة الله !
بعد ان حملت بنت عمران ، يُخبر القرآن بأنها هربت من بيتها الشرقي الى جهة مجهولة ( ولم يضع لنا القرآن ولا محمد أي سبب منطقي لهذا الهروب ! ) ثم جاءها المخاض وقاربت الولادة .. وبدلاً من ان تكون بنت عمران في غاية السعادة والحبور ، وفي أعلى المستويات النفسية والمعنوية ، فإننا نجد العكس بنسبة 180 درجة وعلى خط مستقيم !!
اذ نقرأ بأنها كانت تعاني من كآبة شديدة وانقباض وحزن وقلق وبؤس لدرجة الانهيار ، اذ شابهت المنتحرين و تمنت الموت والهلاك !
فلنقرأ للتوثيق ما قاله القرآن ثم نعرج على التفاسير :
فلنقرأ للتوثيق ما قاله القرآن ثم نعرج على التفاسير :
· " فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً " ( مريم : 23).
ياللعجب .. لقد تمنت بنت عمران الموت لنفسها ، " قَالَتْ يلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا " ، مع كونها الصدّيقة المؤمنة ! فكيف لبنت عمران أن تقنط من رحمة الله ؟
كيف للمؤمن ان ييأس من رحمة الله متمنياً الموت ؟
وأسال أكثر : ماذا يقول القرآن عن الذين يقنطون من رحمة الله ؟ لنقرأ :
" وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ" ( الحجر 56).
" وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ" ( الحجر 56).
فالذي يقنط من رحمة الله هم الضالون ! قال القرطبي في تفسيره المعتمد :
" أي المكذبون الذاهبون عن طريق الصواب " ( الجامع لأحكام القرآن ).
وقال القرآن ايضاً :
" إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " ( سورة يوسف :87).
فبحسب نصوص القرآن هل يسوغ لنا إعتبار ابنة عمران من الضالين والكافرين ؟
الاجابة التي اضطرنا اليها القرآن هي : نعم ! فقد ضلت عن الايمان برحمة الله وانقاذه ، بل ضلت وتناست لقاءها مع الملائكة الذين بشروها بالنبي عيسى الغلام الزكي الوجيه في الدنيا والاخرة ومن المقربين ! هل طار كل هذا مع الريح ؟
ولنقرأ ما قاله محمد عن الذي يتمنى الموت :
ولنقرأ ما قاله محمد عن الذي يتمنى الموت :
· " حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ص فذكر أحاديث منها وقال رسول الله ص لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا "
(صحيح مسلم - كتاب الذكر والدعاء والاستغفار - باب كراهية تمني الموت لضر نزل به).
(صحيح مسلم - كتاب الذكر والدعاء والاستغفار - باب كراهية تمني الموت لضر نزل به).
وكلام محمد واضح بتحريم تمني الموت لأي ضرر او سبب ( 1 ) .
وما زلت اتعجب من سيدة تقابلت مع الملائكة ( او مع رجل بشراً سوياً قام بتحبيلها بنبي ) كيف تمنت الموت وطلبت الهلاك بعد ان اصطفاها الله له، لينفخ فيها من روحه لتحمل بكلمة الله وروح منه ؟
وما زلت اتعجب من سيدة تقابلت مع الملائكة ( او مع رجل بشراً سوياً قام بتحبيلها بنبي ) كيف تمنت الموت وطلبت الهلاك بعد ان اصطفاها الله له، لينفخ فيها من روحه لتحمل بكلمة الله وروح منه ؟
هل كانت تخشى الفضيحة ؟ أليس كأننا نقرأ حكاية امرأة مغتصبة ، تتمنى الموت قبل ان ينكشف ما حدث معها ؟
تساؤلاتنا مشروعة ، فالقرآن هو من نسب اليأس والقنوط لبنت عمران !
تساؤلاتنا مشروعة ، فالقرآن هو من نسب اليأس والقنوط لبنت عمران !
_________________________
( 1 ) لماذا اذن تمنى محمد الموت وحاول الانتحار مراراً بأن يتردى من فوق شواهق الجبال ؟
· " ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخو أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ... ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ص فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك ". ( صحيح البخاري - كتاب التعبير - باب أول ما بدء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة).
فمحمد ينهي عن تمني الموت ، في حين انه هو حاول الانتحار مراراً !وقد أحسن الشاعر بقوله :
يا من يعيب وعيبه متشعب كم فيك من عيب وأنت تعيب !
بنت عمران .. قطعة طمث منسية !!
إضافة الى تمني بنت عمران الموت لنفسها ، فقد نسب القرآن اليها ما هو أدهى، وهو ان تصير قطعة طمث نجسة ، بدلاً من كونها انسانة !!
· " فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً" ( مريم : 23).
حكى القرآن عن بنت عمران بأنها رجت ان تتحول الى قطعة حيض مرمية !بقولها : " وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً "! وهذه الامنية التي وضعها مصنف القرآن على لسانها تعتبر تشبيهاً بشعاً مما تعافه النفس وتكره رائحته اذا ما نفذت الى الفص الدماغي لانحطاطه !
لنقرأ التفاسير الاسلامية " التلمودية " للتأكد من معنى عبارة " نسياً منسياً " :
· " قال صاحب الكشاف النسي ما من حقه أن يطرح وينسى كخرقة الطمث ونحوها كالذبح اسم ما من شأنه أن يذبح كقوله وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ الصافات: 107 تمنت لو كانت شيئاً تافهاً لا يؤبه به ومن حقه أن ينسى في العادة "( تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير- الرازي - مريم : 23 ).
· " قلت: وقد سمعتُ أن مريم عليها السلام سمعت نداء من يقول: اخرج يا من يُعبَد من دون الله فحزنت لذلك، و { قَالَتْ يلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هٰذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً} النِّسي في كلام العرب الشيء الحقير الذي شأنه أن ينسى ولا يتألم لفقده كالوتد والحبل للمسافر ونحوه. وحكي عن العرب أنهم إذا أرادوا الرحيل عن منزل قالوا: احفظوا أنساءكم؛ الأنساء جمع نِسي وهو الشيء الحقير يغفل فينسى. ومنه قول الكميت رضي الله تعالى عنه: أتجعلنا جِسْراً لقُضَاعةٌ ولستُ بِنسْيٍ في مَعَدٍّ ولا دَخل . وقال الفراء: النّسي ما تلقيه المرأة من خِرَق اعتلالها؛ فقول مريم: نسيا منسيا، أي حيضة ملقاة." ( الجامع لاحكام القران- القرطبي - مريم: 23).
· " .. { وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } نسي، فترك طلبه؛ كخرق الحيض التي إذا ألقيت وطرحت، لم تطلب ولم تذكر .."( تفسير القران الكريم - ابن كثير - مريم : 23).
· ".. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة { وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } قال: حيضة ملقاة . " ( تفسير فتح القدير- الشوكاني - مريم : 23 ).
· "وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً . شيئاً متروكاً لم يذكر ويقال حيضة ملقاة ويقال سقطة"( تفسير القرآن- ابن عباس - مريم : 23).
· " فتساندت إلى النخلة قالت: { يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً } قال: حيضة من حيضة . فناداها من تحتها قال: جبريل من أقصى الوادي . ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً . قال: جدولاً . وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً .وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة في قوله: { وكنت نسياً منسياً } قال: حيضة ملقاة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: { وكنت نسياً منسياً } قال: حيضة.وأخرج عبد بن حميد، عن نوف البكالي، عن الضحاك في قوله: { وكنت نسياً منسياً } قال حيضة ملقاة . "( الدر المنثور في التفسير بالمأثور- السيوطي - مريم: 23 ).
· " وَكُنتُ نَسْياً أي شيئاً تافهاً شأنه أن ينسى ولا يعتد به أصلاً كخرقة الطمث." ( تفسير روح المعاني- الالوسي - مريم : 23 ).
· "..فإننا لنكاد نرى ملامحها، ونحس اضطراب خواطرها، ونلمس مواقع الألم فيها. وهي تتمنى لو كانت { نسياً }: تلك الخرقة التي تتخذ لدم الحيض، ثم تلقى بعد ذلك وتنسى". (تفسير في ظلال القرآن- سيد قطب - مريم : 23).
بنت عمران تتمنى الموت ، متمنية ان كانت كخرقة طمث الحائض الملطخة بالدم!ما هذا الفكر السقيم الساقط ؟!
بل ان الرواية القرآنية صورتها كالمتذمرة اليائسة ، المتهمة الله او " أمر الله " اذ قالت : " يا ليتني مت قبل هذا " أي قبل ما حدث معها مع الله ، فهل يعقلون !؟
ولو استعرنا كلمات الشيخ ديدات عن المسيح ( 1 ) ، واستعملناها عن مريم لقلنا :
ربما لو كانت مريم يابانية – وليست يهودية – لقامت بالانتحار على الطريقة اليابانية " الهاري – كاري " !
هل هكذا كانت تتمنى بنت عمران ان تكون قطعة حيض .. ام هذا مجرد بيت من روائع قصائد التعاليم التلمو- اسلامية العفيفة ؟
هل هكذا كانت تتمنى بنت عمران ان تكون قطعة حيض .. ام هذا مجرد بيت من روائع قصائد التعاليم التلمو- اسلامية العفيفة ؟
مريم في الانجيل مبتهجة الروح !
لنقرأ ما قالته مريم الحقيقية عند زيارتها لاليصابات والدة النبي يوحنا المعمدان ، اذ أنشدت نشيدها الخالد ممجدة الرب بكل فرح :
· "فَقَالَتْ مَرْيَمُ: تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لِإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ. " (لوقا 1 : 46 – 54 ).
_____________________
( 1 ) قال الشيخ ديدات بالحرف الواحد مُهيناً الرب يسوع المسيح ولمرات عديدة :
· “If Jesus were a Japanese instead of being a Jew, he would most assuredly have committed honourable "HARA-KIRI" (suicide) rather than endure the fickleness and infidelity of his followers.”. (Crucifixion or CRUCI-FICTION?- Deedat - p. 23-24).
· “If Jesus (pbuh) would have been a Japanese instead of a Jew, he would happily have committed that honourable "harakiri" (suicide)". (Muhummed, the Natural Successor to Christ – Deedat - page 37).
فمريم في الانجيل فرحة مغبوطة سعيدة ، كيف لا وهي المبشرة من الملاك جبرائيل بأنها هي العذراء المتنبأ عنها في الكتب المقدسة ، والتي ستلد المسيح المخلص !
لذا كانت مطمئنة هادئة رزينة ، واثقة بمخلصها الذي سيتكفل بها ويحرسها . بعكس بنت عمران في القرآن التي صورها خائفة يائسة مضطربة متمنية الموت !
وتلك أمنية التي تحمل سفاحاً لشعورها بالذنب، او التي اغتصبت. ويالها من صورة غير مشرفة عن مريم ، بل ملفقة ومخجلة !
ولزيادة توثيق حجتنا ، اقتبس هذا التفسير من " لباب التأويل " للخازن :
· " تمنت الموت استحياء من الناس وخوفاً من الفضيحة { وكنت نسياً منسياَ } يعني شيئاً حقيراً متروكاً لم يذكر، ولم يعرف لحقارته وقيل جيفة ملقاة، وقيل معناه أنها تمنت أنها لم تخلق" (تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل- الخازن – مريم 23 ).
اليس ما قالوه اعلاه وما نسبوه لبنت عمران يفوق بمراحل ما نسبه التلمود الى مريم ؟! صدقوني عندما تدرس الكتب الاسلامية والتفاسير فكأنك تدرس علم جيولوجيا طبقات الأرض بسبب تراكم الخرافات والنفايات و تجمعها على شكل طبقات طوبوغرافية !
كآبة X كآبة !
يقولون بأن الكئيب والبائس يُعدي غيره فيكتئب من هم حوله . وبما ان القرآن هو " بينات للناس " وقدوة لهم فقد اقتدت أم المؤمنين " عائشة " بمريم بنت عمران في يأسها وقنوطها من رحمة الله ويالها من قدوة ! بل اقتبست ذات كلماتها بالحرف والمنسوبة لمريم في القرآن ، اذ قالت عائشة :
· " فقالت ( عائشة ) : يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك ؛ فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا " (الراوي: عبد الله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - لصفحة أو الرقم: 1893 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره).
فعائشة راوية ألوف الأحاديث قد يئست من رحمة الله اسوة واقتداءاً ببنت عمران. على العموم كلتاهما سيجمعهما في المستقبل شيئاً مشتركاً، فتصبحان " ضرائر "! لن تفهم الآن وتستوعب ما اقوله، إلا حين تصل الى " المحور الثامن " فتمهل.
محور خامس
تكريم مريم بالخلط !!
من ضمن الاساءات الى مريم ، هو الخلط بينها وبين آخرين !
فكيف يمكن ان تحترم وتُقدّر من تجهله وتخلط شخصيته مع آخر ؟! والمثل يقول : " من لا يعرفك فهو يجهلك " !
ديدات يسأل : كيف عرف محمد وهو أمي ؟!
طرح الشيخ ديدات حجة واهنة متسائلاً عن امكانية معرفة محمد لقصة مريم وهو لا يقرأ ولا يكتب ؟ فكتب ديدات :
· " كانت هذه هي القصة . لكن من اين علم بها محمد ص ؟ لقد كان أمياً، فلم يعرف القراءة ولا الكتابة . لقد جعله الله القدير يجيب عن هذا السؤال في الاية المذكورة انفاً بأن يقول ان ذلك كله كان بواسطة الوحي الالهي " (المسيح في القرآن – ديدات – ترجمة وتعليق محمد مختار - ص 39 ).
· “This was the story. But where did Muhummed (pbuh) get this knowledge from? He was an Ummi (unlettered). He did not know how to read or write. He is made by God Almighty to answer this very question in the verse above, by saying that it was all "by divine inspiration".” (Christ In Islam – deedat – page 10).
شخصيات مشوشة !
نعم ، هذه المرة صدق ديدات ! فمحمد " الأمي " - بافتراض ان الأمية تعني الجهل بالقراءة والكتابة - قد قام بسبب جهله بالكتابة والقراءة " بلملمة " القصص والحواديت مما كان يسمعه من الفرق النصرانية المهرطقة في الحجاز ، فاختلط لديه الحق مع الباطل ، الحنطة والزؤان ، الذهب والقصدير !
اذ خلط محمد ( الأمي ! ) بين مريم وبين ما حدث لصموئيل النبي وأمه حنة، التي نذرته للهيكل ، فقام بنسبته لمريم وأمها التي وهبتها للهيكل !
(راجع سفر 1 صموئيل 11:1 و 20 و24 و28 ) وقارنه مع القرآن ( سورة آل عمران 35-36).
وخلط محمد ( الأمي ! ) بين مريم وايليا النبي الذي كان الرب يرسل اليه الطعام والشراب والرزق بطريقة معجزية عن طريق الغربان !
(راجع سفر 1 ملوك 6:17) وقارنها مع ( سورة ال عمران : 37 ).
الخلط بين مريم العذراء وبين مريم أخت هارون !
والقرآن خلط بين مريم العذراء وبين اخت موسى ، فاعتبر مريم اختاً لهارون ! اذ قال : " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً" (مريم : 27و28).
فهل قد اختلطت على محمد مريم ام المسيح ، مع مريم أخت هارون وموسى ؟
" فاخذت مريم النبية اخت هرون الدف بيدها.وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص". ( خروج 15:20).
أما إن زعموا بأن اليهود قد اعتبروا مريم اختاً لهارون لكونها من نسله .
قلنا لو كان هذا صحيحاً لقالوا بالأصح : " يا ابنة هارون " وليس " اخت " !
ومن جهة اخرى على المسلمين ان يثبتوا لنا وجود تقليد في عرف اليهودية يقول لفلان من الناس : يا اخا فلان في الايمان؟
ثم هل كان ايمان هارون اقوى من ايمان السيدة مريم حتى ينسبها اليه؟!
وفوق هذا ما هو دليل القران ان مريم تنتسب لنسل هارون؟ بينما هي من نسل داود وهو بدوره ينحدر من سبط يهوذا ، في حين ان هارون هو من سبط لاوي (سبط الكهنوت). ولنا دليل من كتبهم على كون مريم من سلالة داود وليس هارون وهو هذا التفسير بقلم احد أعلام الاسلام ، لنقرأ قوله :
· " وهى مريم ابنة عمران - من سلالة داود - عليه السلام - وكانت من بيت طاهر فى بنى إسرائيل......" (تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم – طنطاوي- سورة مريم 17 ).
ومما يزيد حجتنا وثاقة بأن القرآن لم يعتبر مريم ام عيسى كأنها أخت هارون فقط انما اعتبرها ايضاً ابنة " عمران " والد هارون وموسى !! .. يقول القرآن : "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا " ( التحريم:12 ).
ووالدة العذراء في القرآن هي " امرأة عمران " :
" إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (آل عمران:35).
" إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (آل عمران:35).
فهل تبلغ المصادفة لهذه الدرجة ؟ أن تكون أختاً لهارون وبنتاً لعمران وهو بدوره والد هارون وموسى ؟! لأن اسم والد هارون وموسى واختهما مريم في الكتاب المقدس هو " عمرام " وهو شبه متطابق مع " عمران " ( 1 ) !! لنقرأ :
" واسم امرأة عمرام يوكابد بنت لاوي التي ولدت للاوي في مصر.فولدت لعمرام هرون وموسى ومريم اختهما" ( سفر العدد 59:26).
" واسم امرأة عمرام يوكابد بنت لاوي التي ولدت للاوي في مصر.فولدت لعمرام هرون وموسى ومريم اختهما" ( سفر العدد 59:26).
فهل هذا الالتباس مجرد صدفة ، ام انه زلل تاريخي لا يمكن ان تخطئه عين الطفل!
ولا عجب ان قام احد ائمة التفسير وهو محمد بن كعب القرظي بالاعتراف ان مريم ام المسيح هي ذاتها اخت موسى وهارون وابنة ابيهم عمران !! والحجة ان عمران يمكنه ان يعيش عشرات القرون بمعجزة ! اذ جعل فتية الكهف ينامون لمدة 309 سنوات !! اضافة الى كعب القرظي فقد كانت عائشة " أم المسلمين " تتخذ ذات الموقف معتبرة بأن مريم أم المسيح هي أخت هارون وموسى ! ( راجع تفسير ابن كثير – مريم 28 ).
وهذه مقتطفات من كتابات شيخ مسلم من بيت المقدس يدعى ( صلاح أبو عرفة )
يثبت بالأدلة القرآنية بأن مريم ام عيسى هي ذاتها اخت هارون وموسى وجميعهم
______________________
( 1 ) فالقرآن قد غير بعض الاسماء من التوراة بتغيرات طفيفة لزوم السجع والقافية مثل "قايين" اذ جعله " قابيل "! و " اليشع " فجعله : " اليسع "! ، و " جليات " جعله " جالوت " !
ابناء أب واحد وهو عمران الذي لم يذكر غيره في القرآن ، وسميت سورة باسمه (سورة آل عمران )! وهذه بعض اقواله :
· " .. ما ورد في التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وهو ممن أسلم من يهود المدينة وصار علماً من أعلام القرآن والتفسير، فلا شك أنه أعلم من غيره ممن أسلم من العرب، ولم يكن من أهل الكتاب، فيقف مثل القرظي على كتب بني إسرائيل وأنسابهم وأسمائهم. فقد روى ابن كثير عنه أنه قال: "إن مريم أخت هارون أخو موسى بن عمران"، مخالفاً بذلك سواد أهل التفسير، فهذا البحث ليس بدعة، فقد سبقنا فيه إمامٌ عَلَمٌ، سبقته إلى القول بمثله اُم المؤمنين عائشة, ونحن نتتبع البينة، والحق أحق أن يتبع قل متبعوه أم كثروا، فالحجة للبرهان أولاً وأخيراً.. ولا يُرد ظاهر القرآن بظن الناس، والقرآن حجة على الناس والناس ليسوا حجة على القرآن!!. .. أشد ما دفع أهل التفسير لرفض أن يكون عمران موسى هو عمران مريم، أي أن يكون موسى أخا مريم، ذلك هو طول الفترة بين موسى ومريم، فأهل التاريخ يتحدثون عن ألف ومئتي سنة، وهذا الدافع ليس مانعاً مستحيلاً وإن بدا كذلك لوهلته الأولى، بل هو مما جاز في الناس، فآدم عمّر ألف سنة ونوح جاوز الألف، فكيف نثبت أو بمَ ننفي أن عمران كان مثلهم، بل لعلّه من أجل ذلك صار "عمراناً"، ففي اللغة والتفسير أن عمران من العَمْر، فهو الكثير المتطاول في العمر!. في كل الأحوال، يبقى الحكم الفصل أولاً لظاهر القرآن الذي لا يصح معه التكلف، فموسى أينما ورد في القرآن فهو موسى واحد، وهارون أينما ورد في القرآن فهو هارون واحد، أخو موسى وأخو مريم ابني عمران، ولا يُرد هذا الظاهر إلا بما هو أظهر منه وأثبت دلالة وقطعاً.." ( الشيخ صلاح ابو عرفة - صاحب موقع اسرار القرآن ).
مع العلم بأن الفرق بين مريم وبين هارون قرابة الـ 1600 عام ! ولن نلوم الشيخ بكلمة عتاب واحدة ، فالقرآن ( كلام الله! ) هو من أوقعه في هذا المزنق التاريخي.
لم يسمع بها أحد !!
عودة الى كلام الشيخ ديدات الذي سقناه في الصفحة 37 والذي زعم فيه بأن محمد كونه " أمياً " لا يعرف الكتاب والقراءة فإنه لم يحكي قصة مريم الا بوحي الهي ، وقد أجبنا عليه في الصفحات السابقة ، اما ان كان ديدات يقصد بأنه لا أحد من أعراب شبه الجزيرة قد طرقت أذنيه اسم مريم او قصتها ، إلا محمد ليثبت بذلك انه رسول موحى اليه من السماء السابعة ، فحينها ننسف هذا الزعم بقصيدة مشهورة للشاعر أمية ابن ابي الصلت . والذي عاش قبل نبوة محمد ونزول القرآن، وهي تلك الفترة المسماة بعصر الجاهلية !
ولنقرأ قصيدة أمية بن ابي الصلت ( أو بالأحرى سورته ) عن مريم والتي نظمها قبل وجود القرآن ! ولنقارن بينها وبين ما جاء في سورة مريم القرآنية !
· " وَفي دينِكُم مِن رَبٍ مَريمَ آيةٌ مُنَبِّئَةٌ بِالعَبدِ عِيسى اِبنِ مَريمِ (1) اَنابَت لِوَجهِ اللَهِ ثُمَّ تَبتَّلَت فَسَّبَحَ عَنها لَومةَ المُتَلَوِّمِ (2) فَلا هِيَ هَّمَت بالنِكاحِ وَلا دَنَت إِلى بَشرٍ مِنها بِفَرجٍ وَلا فَمِ (3) ولَطَّت حِجابَ البَيتِ مِن دُونِ أَهلِها تغَيَّبُ عَنهُم في صَحاريِّ رِمرِمِ (4) يَحارُ بِها السارِي إِذا جَنَّ لَيلُهُ ولَيسَ وإِن كانَ النَهارُ بِمُعلَمِ (5) تَدّلى عَليها بَعدَ ما نَامَ أَهلُها رَسولٌ فَلم يَحصَر ولَم يَتَرَمرَمِ (6) فَقالَ أَلا لا تَجزَعي وتُكذِّبي مَلائِكَةً مِن رَبِ عادٍ وجُرهُمِ (7) أَنيبي وأَعطي ما سُئِلتِ فاِنَّني رَسولٌ مِن الرَحمنِ يَأتِيكِ بابنَم (8) فَقالت لَهُ أَنّى يَكونُ ولَم أَكُن بَغيّاً ولا حُبلى ولا ذاتَ قَيّمِ (9) أَأُحرَجُ بالرَحمنِ إِن كُنتَ مُسلِماً كَلامِيَ فاقعُد ما بَدا لَكَ أَو قُمِ (10) فَسَبَّحَ ثُمَّ اغتَرَّها فالتَقَت بِهِ غُلاماً سَوِيَّ الخَلقِ لَيسَ بِتَوأَمِ (11) بِنَفخَتِهِ في الصَدرِ مِن جَيبِ دِرعها وما يَصرِمِ الرَحمَنُ مِلأَمرِ يُصرَمِ (12) فَلمّا أَتَمَتَّهُ وجاءَت لِوضعِهِ فآوى لَهُم مِن لَومِهم والتَنَدُّمِ (13) وَقالَ لَها مَن حَولَها جِئتِ مُنكَراً فَحَقٌّ بأَن تُلحَي عَلَيهِ وتُرجَمي (14) فَأَدرَكَها مِن ربّها ثُمَّ رَحمَةً بِصِدقِ حَديثٍ مِن نَبيٍّ مُكَلَّمِ (15) أَنيبي وأَعطي ما سُئِلتِ فاِنَّني رَسولٌ مِن الرَحمنِ يَأتِيكِ بابنَمِ (16) وأُرسِلتُ لَم أُرسَل غَويّاً ولَم أَكُن شَقيّاً ولَم أُبعَث بِفُحشٍ وَمَأثَمِ (17). " ( ديوان أمية بن أبي الصلت - جمع وتحقيق وشرح د. سجيع جميل الجبيلي ).
إذن حكاية مريم معلومة ومعروفة لدى عرب الجاهلية ، وقد نظموا عنها شعرائهم كأمية بن أبي الصلت. طبعاً مع أخطاء تاريخية عديدة بسبب ثقافتهم السمعية ، نتيجة سماعهم للقصص الشعبية المخلوطة بالتاريخ ، وهذا الخلط قد بلغ بالتالي الى مسامع محمد وتبناه واستخدمه كمصدر من مصادره في تأليف القرآن . ولدينا دليل خطير يثبت بأن محمداً كان يطرب لسماع قصائد شعراء العرب وخصوصاً قصائد أمية بن أبي الصلت ( 1 ) !
فلا غرابة ان جاءت سورة مريم القرآنية شبيهة بل كربونية لما جاءت في قصيدة أمية أو بالأحرى " سورة أمية " ! وهذا الدليل نسوقه من صحيح مسلم ، لنقرأ :
· "حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينة قال ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردفت رسول الله ص يوما فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء قلت نعم قال هيه فأنشدته بيتا فقال هيه ثم أنشدته بيتا فقال هيه حتى أنشدته مائة بيت " (صحيح مسلم - كتاب الشعر – 4185).
" أنشدته مائة بيت " ! ألم تكن ضمن تلك المائة بيت من أشعار أمية قصيدته عن مريم وكانت من 9 ابيات فقط ؟ فنقلها محمد الى قرآنه مع تعديلات بسيطة وقافية مختلفة ، وذلك نوع من انواع السرقة الأدبية Plagiarism! الغير مرخصة.
نستخلص بأن حكاية مريم كانت معلومة ومتداولة لدى عرب الجاهلية. ولم تكن حدثاً سرياً لم يعلمه سوى محمد ، كما حاول ديدات ان يوحي !
_______________________
( 1 ) من شدة اعجاب محمد بالشاعر أمية بن أبي الصلت الثقفي ، انه كان يختلي بإخته " الفارعة بنت أبي الصلت " لتسمعه بقصائد واخبار أخيها ! ( راجع تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي – تفسيره سورة الأعراف:175). بل كان يقلده في افعاله ، اذ نسب لنفسه بأنه قد شق صدره وغسل قلبه ، وتلك قصة انتحلها من أمية الذي حدث معه " شق صدر " ايضاً ! " وروى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عزا ابن عباس : أن وازعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أمية فقالت : قدم أخي من سفر فوثب على سريري فاقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ثنيته فانتبه فقلت : يا أخي هل تجد شيئًا قال : لا والله إلا توصيبًا." ( المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع).
وكأن أمية أول من استخدم بسملة " باسمك اللهم " ! ونقلتها عنه قريش ومحمد !
تابعوا مع الجزء الثالث ..
No comments:
Post a Comment