support تبرع للخدمة

Saturday, May 14, 2011

كتاب : مريم كما يراها المسلمون

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

مــريـم كما يـراها المـسلمون !

" وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ " ( لوقا 35:2).
هناك ملايين المسلمين يعتقدون بكرامة ومقام السيدة العذراء مريم والمسماة في القرآن بـ " مريم بنت عمران " ، والتي أفسح المكان لذكرها اكثر من 34 مرة في صفحاته ، مفرداً سورة كاملة باسمها . ولكن الحقيقة هي ان تلك نظرة عابرة وسطحية لمكانة مريم في الاسلام ، لأن النظر والتدقيق بالعدسة المكبرة في دهاليز أوثق الكتب الاسلامية والتي سننبشها من الجذور، سيتضح لنا بأن مقامها السامي لا يفي بالغرض ولا يكفي مقارنة بما سنكتشفه من بعد شاسع بين ما يظنّه عوام المسلمين ويشيعونه في خطبهم الدينية والاعلامية عن مقام مريم وبين حقيقة ما ينسبه اليها الاسلام من قضايا متدنية ستُذهل العقل وتخدش الضمير، ولن يصدقها القارئ حتى يقرأها بعينه !
فلا تعطوا آذاناً صاغية لما تبثه الخطب الاسلامية الرنانة  من عبارات مزركشة حول قدسية بنت عمران في الاسلام ، حتى تحكموا بأنفسكم بعد الانتهاء من الصفحة الاخيرة لهذا الكتاب ..  
أصلي ان تحقق هذه الدراسة الصغيرة هدفها المنشود ، وهو ايقاظ وتنبيه الجميع سواء مسلمين او مسيحيين ، للحذر مما يشيعه مشايخ الاسلام عن خرافة تكريم مريم العذراء ، ملتمساً الصبر والتفهم من قارئي الكريم ان وجد ما بين سطوري ما يُحرجه او يضايقه ، مؤكداً له ان هذا ليس بهدفي واعتذر عنه سلفاً لأنه ليس سبيلي، انما غرضي هو " الحقيقة " لا غيرها ، وتشجيع اخوتي على الاجتهاد والبحث. فرافقوني في غمار هذه الصفحات التي لن تطول قراءتها عن النصف ساعة او الساعة على الاكثر. وأعدك بأنك لن تشعر بالملل حتى آخر صفحة .

ملاحظات وتنبيه caution !
Ø      وجب التنويه بأن شخصية مريم العذراء في المسيحية والكتاب المقدس ، ليست هي ابداً مريم بنت عمران في القرآن والاسلام . وهذا ما سيتبين للقارئ حين يبلغ السطر الأخير!
Ø      البالغين فقط ! يمكنهم قراءة ومطالعة هذا الكتاب ، أي ما فوق الــ 18 سنة .
الفصل الأول
عدسة مكبرة على التـكريم !

من الدعاوي العريضة والثقيلة التي يطلقها المسلمون سواء عوامهم او مشايخهم عن تكريم مقام مريم هي الدعوة الواهنة التي تقول بأن هناك :
سورة كاملة في القرآن بإسم سورة مريم !
وتلك دعوة تثبت بأن أمة المليار مبرمجة ومنذ قرون لترداد كل ما اتسمع دون ادنى حد من الروية والتفكر، ولو بأبسط قواعد المنطق !

ديدات وسورة مريم !
واكثر المطبلين والمروجين لهذه الفكرة كان الشيخ الشهير ( والمعروف بمعاداته الشديدة للمسيحية والكتاب المقدس ) أحمد ديدات الذي لم يكن يترك مناسبة او محاظرة ، الا وردد تلك الاسطوانة المكررة عن مكانة مريم وكرامتها في الاسلام، وانها أعلى مقاماً في القرآن منها في الكتاب المقدس !! اذ كان يقول :
·         "سورة مريم . هناك سورة في القرآن الكريم تسمى سورة مريم وقد سميت بهذا الإسم تكريما لمريم أم عيسى عليهما السلام ولم تحفل مريم عليها السلام بمثل هذا التكريم حتى في الكتاب المقدس ومن بين 66 ستة وستين كتابا للبروتستانت و 73 ثلاثة وسبعين كتابا للرومان الكاثوليك لا يوجد كتاب واحد يسمى بإسم مريم أو إبنها عليهما السلام وإنك لتجد كتبا تسمى باسم متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس بالإضافة لضعف هذا العدد من الكتب ذات الأسماء الغامضة ، ولكن ليس هناك كتابا واحدا من بينها ينسب إلى عيسى أو مريم عليهما السلام . " (المسيح في القرآن – ديدات – ترجمة وتعليق محمد مختار- ص 44 و45 ).
_______________________
( 1 ) سنقوم بالتعليق والرد على مجموعة من شبهات الشيخ ديدات في هذا الكتيب . وسبب اختيارنا لديدات لكونه الأشهرعلى مستوى العالم الاسلامي في التخصص في المقارنة بين المسيحية والاسلام. ودحضنا لشبهاته سيؤدي بالتالي الى إنهيار شبهات أتباعه وتلاميذه، والذين يعتمدون في مهاجمتهم للانجيل على كتيباته ومحاظراته بشكل كلي .
·         "SURA MARYAM
There is a Chapter in the Holy Quran, named Sura Maryam "Chapter Mary" (XIX) named in honour of Mary the mother of Jesus Christ (pbuh); again, such an honour is not to be found given to Mary in the Christian Bible. Out of the 66 books of the Protestants and 73 of the Roman Catholics, not one is named after Mary or her son. You will find books named after Matthew, Mark, Luke, John, Peter, Paul and two score more obscure names, but not a single one is that of Jesus or Mary!
(Christ In Islam- Deedat – page 11).
وكرره في الكثير من محاظراته مثل محاظرة :
lecture: Islam And Other Religions
)الإسلام والديانات الأخرى – تكنيكون دربن- جنوب إفريقيا ( 1983  - 

اولاً : مكانة مريم في الكتاب المقدس !

هل لا يوجد تكريم لمريم في الكتاب المقدس كما هو في القرآن ، بحسب مزاعم الشيخ ديدات ؟!
مريم في اول صفحات الكتاب المقدس !
بعد ان تفتح الكتاب المقدس ، ومن أول الكتب المقدسة وهي سفر التكوين ، وبعد صفحتين بالضبط وبالتحديد في الاصحاح الثالث العدد 15 ستجد ذكر لأم المسيح المخلص ( مريم العذراء ) . وقد ذكرها الرب الاله وتنبأ عنها بقوله للحية :

·         " فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ ".

أم ربي ، مباركة أنت في النساء !
ويكفي تكريماً للعذراء القديسة هو قول الملاك :
·         " فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ.فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." ( لوقا 26:1-35).

ولنقرأ هذا التكريم على فم اليصابات والدة يوحنا المعمدان :
·         " فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ". (لوقا 41:1-45).
فمريم العذراء مكرمة جداً في الكتاب المقدس كما رأينا، مما يدحض حجة أحمد ديدات وتلاميذه من بعده.

ثانياً : سورة بإسم مريم !

فرحة الهندوس !
هل وجود سورة فى القرآن  باسم مريم دليل على اكرامها ؟ الاجابة العاقلة تقول : لا وألف لا ! لأن أطول سورة في القرآن تدعى بــ " سورة البقرة " ! وقد دعاها محمد بـ  "سنام القرآن " ! نعم .. البقرة !
والبقرة لها مكانة كبرى في الجنة ، اذ قال محمد :
·         " ‏سمعت رسول الله ‏ ‏ص ‏ ‏يقول ‏ ‏اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين ‏ ‏البقرة ‏ ‏وسورة ‏ ‏آل ‏ ‏عمران ‏ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما ‏ ‏فرقان ‏ ‏من ‏ ‏طير صواف ‏ ‏تحاجان ‏ ‏عن أصحابهما اقرءوا سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها ‏ ‏البطلة ‏ ‏قال ‏ ‏معاوية ‏ ‏بلغني أن البطلة السحرة" (صحيح مسلم - صلاة المسافرين وقصرها فضل قراءة القرآن وسورة البقرة).

 فهل معنى هذا بأن الله قد كرم البقرة أكثر من مريم ؟
فهل كان الشيخ ديدات – وهو هندي – يدعو مواطنيه الهندوس للاسلام مخبراً اياهم عن وجود سورة البقرة في القرآن ، باعتبارها كرامة للبقر ؟!! وحينها سيعتقد الهندوس بقدسية القرآن وكأنه نص سنسكريتي مقدس ؟ أفيدونا !

اكراميات سلبية !
بل هناك سورة تدعى " سورة المنافقون " وترتيبها في المصحف ( 63 ) ، وسورة " الكافرون " وترتيبها ( 109 ) ، فهل الله يكرم المنافقون والكافرون ؟!
وهناك سورة " الطلاق " ترتيبها ( 65 ) فهل هذا اكرام للطلاق وخراب البيوت ؟
بل هناك سورة ترتيبها ( 105 ) وتدعى سورة " الفـيـل " !! فهل هذا اكرام للفيل الذي اراد هدم الكعبة ؟!
ما هذا المنطق الذي يتحدث به المسلمون عن اكرام مريم بسبب سورة بإسمها ؟!

سورة كهيعص !
ثم ان سورة مريم ، لها عنوان آخر وهو " سورة كهيعص " ( 1 ) .
ففي أصح كتاب بعد القرآن وهو صحيح البخاري هناك باب بعنوان : ( باب سورَةُ كهيعص - كِتَاب تَفْسير الْقرآن ). فالسورة لها إسم آخر، وليست فقط " مريم " !
وهذا حديث عن قراءة هذه السورة أمام النجاشي وقد سُميت بـ " كهيعص " وليس مريم :
·         " فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء قالت فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص قالت فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته .. " (مسند أحمد - باقي مسند الأنصار - بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه – حديث 21992).
______________________
( 1 ) جيش من المفسرين تضاربوا في معنى هذه الحروف القرآنية الغريبة والنتيجة: " الله أعلم "!
ذُكرت مريم بإسمها لأنها جارية !
ان إفراد اسم مريم بسورة كاملة باسمها لا يعني التكريم . والسبب الحقيقي قد أورده الامام السيوطي في كتابه الشهير ( الاتقان في علوم القرآن ) وتمثل المبرر في أن مريم بنت عمران كانت بمثابة الأمة والجارية ، ولم تكن زوجة لأشراف !
·         " ترك اللفظ إلى ما هوأجمل نحو ‏{‏إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة‏}‏ فكنى بالنعجة عن المرأة كعادة العرب في ذلك لأن ترك التصريح بذكر النساء أجمل منه ولهذا لم يذكر في القرآن امرأة باسمها إلا مريم. قال السهيلي : وانما ذكرت مريم بإسمها على خلاف عادة الفصحاء لنكته وهو أن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في ملً ولا يبتذلون أسماءهن بل يكنون عن الزوجة بالفرش والعيال ونحوذلك فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر فلما قالت النصارى في مريم ما قالوا صرح الله باسمها ولم يكن سوى تأكيدًا للعبودية التي هي صفة لها وتأكيدًا لأن عيسى لا أب له وإلا لنسب إليه‏.." . ( الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - النوع الرابع والخمسون في كناياته وتعريضه – ج2 ص 93 ).

اذن الاشراف والسادة لا يذكرون اسماء زوجاتهم الحرائر ( 1 ) ، لأن في ذلك "ابتذال" واهانة للمقام السامي ! أما الجواري والإماء والعبدات فلا حرج من ذكر اسمائهن دون كناية ، ولا ضرورة لصيانة اسمائهن عن الذكر ، فهم مجرد خادمات . وهكذا صنفوا مريم ، ووضعوها في ذات ميزان الجواري والإماء ، وهو سبب ذكر اسمها الصريح في القرآن !
______________________
( 1 )  في المجتمعات الاسلامية يحرصون على كتمان أسماء أمهاتهم وزوجاتهم واخواتهم عن الآخرين بشكل ملفت وملحوظ. فترى المسلم يحدث زوجته أو اخته على هاتفه الجوال باختصار وتسرع ودون لفظ اي اسماء ! ولاعجب اذ ان " المرأة عورة " عندهم ، وكذلك " إسمها " ! قال محمد : " المرأة عورة ، و إنها إذا خرجت استشرفها الشيطان ، و إنها لتكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها " ( قال الألباني : إسناده صحيح -  السلسلة الصحيحة 2688 ) وقد صححه في هذه المراجع: ( صحيح الترغيب 346 ؛ صحيح الترمذي 936 ؛ صحيح الجامع 6690). وبما ان بنت عمران كانت مجرد عبدة وجارية – بنظرهم – فلا ضرر من كشف اسمها وابتذاله !
حتى معنى اسم مريم ارادوا تحقيره !

معلوم ان المسلمين يحرفون الاسماء ويتلاعبون فيها بشتى الوسائل ، واسوتهم هو القرآن الذي غير اسم يسوع الى عيسى واسم يونان الى يونس وحزقيال الى ذو الكفل ! الخ ..
 بل انهم يخترعون معاني غريبة للاسماء كما فعلوا بإسم مريم وهو عبراني מִרְיָם، ويعني اسمها " مرارة البحر " ، فكيف حرّفوا معنى اسم مريم ؟
لنقرأ هذا التخبط والهزل :
·         " وفيه ( القرآن ) من أسماء النساء : مريم لا غير، لنكتة تقدمت في نوع الكناية. ومعنى مريم – بالعبرية – الخادم. وقيل : المرأة التي تغازل الفتيان ، حكاهما الكرماني."  ( الاتقان في علوم القرآن – السيوطي – النوع التاسع والستون – ج2 ص 276 ).

·         " ومريم بالعبرية الخادم وسميت أم عيسى به لأن أمها نذرتها لخدمة بيت المقدس، وقيل: العابدة، وبالعربية من النساء من تحب محادثة الرجال فهي كالزير من الرجال، وهو الذي يحب محادثة النساء، قيل: ولا يناسب مريم أن يكون عربياً لأنها كانت برية عن محبة محادثة الرجال اللهم إلا أن يقال سميت بذلك تمليحاً كما يسمى الأسود كافوراً، وقال بعض المحققين: لا مانع من تسميتها بذلك بناء على أن شأن من تخدم من النساء ذلك، وفي «القاموس» هي التي تحب محادثة الرجال ولا تفجر ـ وعليه لا بأس بالتسمية". (تفسير روح المعاني- الالوسي- سورة البقرة 87).

فمعنى إسم مريم : " المرأة التي تغازل الفتيان " !
 أو التي " تحب محادثة الرجال " ! بربكم من أي خرابة قد اتى العلماء المسلمون بهذه المعاني الهابطة لإسم مريم ؟
 صدقوني هذا لا شيء من إهاناتهم ، فالآتي أدهى وأمرّ !
 والأنكى انهم يلومون التلمود واليهود . وهذا بحق ما يسمى في علم النفس بــ "الإسقاط " ! أي اسقاط عيوبهم على الآخرين والاشارة اليها باصبع الاتهام !
الفصل الثاني
مريم العذراء في تلمود المسلمين !

اذ يكثر الهرف والحشو في الكثير من  كتب المسلمين ومقالاتهم ومواقعهم الالكترونية حول موقف اليهود من مريم العذراء القديسة .
ويشددون على اقتباس استشهادات شوهاء من مصادر يهودية بزعمهم انها تهين العذراء ، وخاصة من كتاب ( التلمود ) The Talmud
وهو كتاب ذو اجزاء عديدة تمت كتابته على فترة زمنية امتدت لقرون ، ويعد شرحاً وتفسيراً لكثير من تشريعات اليهود وعوائدهم .
ولن يفوتنا ان نذكر بأن التلمود كتاب غير موحى به من الله عند اليهود ، بمعنى انه يحتمل الصواب والخطأ .. والكثير من الاوساط اليهودية لا تلفت اليه لفتة ! بل ان ما لا يحصى من اليهود لم تقع أعينهم على جلدته طوال حياتهم !

الشيخ ديدات والتلمود !
وطبعاً لم يغيب عن بال الشيخ أحمد ديدات ولم يفوته ان يسرد ويحكي عن مريم في التلمود اليهودي .. اذ كتب قائلاً :
·         “WHAT SAY THE TALMUDISTS
The Jewish charge of the illegitimacy of Jesus (pbuh) and the adultery of Mary is referred to here as an insinuation of the Jews, questioning Mary's chastity.”
(Muhummed (p.b.u.h.) the Natural Successor to Christ (p.b.u.h.)- Page 63).
·         " ماذا يقول التلموديين : الاتهام اليهودي لعدم شرعية عيسى عليه السلام ونسبة مريم للبغاء ، تعريض من اليهود للتساؤل حول عفة مريم " ( محمد الخليفة الطبيعي للمسيح – ص 63).

ولكن لنقلب الطاولة ، ولنرى ما الذي يقوله " تلمود المسلمين " عن مريم ؟
صحيح ان المسلمين لا يملكون كتاباً بإسم " التلمود ". ولكن معنى كلمة تلمود العبرية תלמוד هو : التعليم !
فالقرآن وتفاسيره واقوال العلماء والفقهاء ليست سوى " تعليم " وتعاليم يسير على نهجها المسلمين !
فهم يملكون " التلمود " اي تعاليم الاسلام !
 فما الذي قاله التلمود الاسلامي عن مريم ؟
ونحن هنا لن نقوم بدراسة كل ما أورده الاسلام عن مريم بنت عمران ، انما سنكتفي بطرح نقاط محددة وردت عنها على شكل محاور ، مما تساوي وتوازي وتضاهي ما أورده التلمود اليهودي عنها .. بل ما يفوقه بأشواط ، من تفاصيل يندى لها الجبين وتخجل منها الاقلام !

ونُذكر القراء بملاحظة شديدة الاهمية :بأن ما ورد في كتب المسلمين ، قد جاء بأقلام مسلمين ، وجلّها بمداد مشاهير مفسري القرآن وعلماء الاسلام .. واقوالهم عن مريم تضاهي ما ورد عنها في التلمود اليهودي ( 1 ) ، لا بل تسبقها في شناعتها بمراحل !








________________________
( 1 ) طبعاً لجوئهم الى التلمود ، هو نهج اسلامي قديم لاثارة الضغائن ضد اليهود ، ومحاولة لجر أقدام المسيحيين والقاءهم في الخندق الاسلامي المعادي لليهودية واليهود بشتى الوسائل !
محور أول
تجسد " روح الله " كرجل لماذا ؟

لطالما لفتت نظري هذه القصة لغرابتها ، اذ يرسل الله " روحه " ! ليتجسد ويتمثل لمريم " بشراً سوياً " في صورة رجل شاب أمرد ( 1 ) !
اذ قال القرآن :
·         " فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا " (سورة مريم : 19-21). ( 2 )
لو كانت بنت عمران قد حبلت بعيسى دون جماع بشري ، فما لزوم تمثل روح الله لها على هيئة رجل سوي مفتول العضلات ؟!
هل لمجرد ان يخبرها بأنها ستحمل وتنجب ؟ ام جاء لمهمة أخرى ؟!
لماذا خافت منه مريم بالذات من جهة العفة، وخشت من وقوع الاغتصاب الجنسي قائلة له : " إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا " ؟ لماذا لم ترتعب من جهة السرقة مثلاً ؟  لماذا استعاذت منه وذكرته بالتقوى ، ان لم تكن قد رأت فيه ملامح الرجل المندفع، او نظرات رجل نهم قادم اليها ليهب لها حبلاً ؟!
هل لم يستطع الله ان يبعث " روحه " او ملاكه في وضح النهار وفي ظروف لا تثير الريبة ، وفيها طمأنينة أكبر للفتاة الشابة ؟
____________________
( 1 ) " بشر سوي تام الخلق " ( تفسير الجلالين ).  " في صورة إنسان تام كامل " ( تفسير ابن كثير ). " رجل حسن الصورة في صورة البشر " ( القرطبي ). " صورة رجل من بني آدم معتدل الخلق " ( الطبري ).
( 2 ) مع كل اطلاعي على كتب ومحاظرات الشيخ احمد ديدات إلا انني لم اسمعه قط ولا في أي مناسبة قد قام فيها بالاستشهاد بنص ( سورة مريم :19-21) حول لقاء الرجل الوسيم مع بنت عمران وما جرى بينهما ، ولا حتى ليثبت أي شيء !! وذلك طوال فترة دعوته التي امتدت لاربعين عاماً . ترى هل مَنعهُ ذكرها - ولو لمرة واحدة - ما فيها من ايحاءات جسدية غير لائقـة ؟!

ولكن هذا الرجل السوي قد جاء " ليهب " لها غلاماً ! أي ان هبة الولد ستكون منه مباشرة ، وهو المتمثل في هيئة رجل !
لو كان الله هو من " سيهب " الغلام لقال هذا الرجل " ليهب لك " ! ولكنه نسب الهبة لنفسه " لأهب لك " ( 1 ) ! اي انه قادم ليقوم هو بعملية تحبيل بنت عمران ووهبها ابناً !
فحتى لو كان الله هو الواهب باذنه وقضاءه للابناء ، فإن دور الرجل معترف به مع امرأته ! فهو الواهب المباشر . وهكذا حدث مع بنت عمران ، فكان الرجل الذي جاء اليها قد قام بدور الرجل مع امرأته في " وهب " الابن لها بشكل مباشر!
فهل هذا الرجل هو " روح الله " اي هو الله نفسه ، ام هو جبريل ( 1 ) كما يقول المفسرون وقد نسبوا اليه ذات قدرة الله من الوهب والعطاء !؟
والمعلوم أن " هبة " البنين لم تنسب في القرآن الا لله !
" يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ " (الشورى: 49). " فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ "( مريم : 49).
" وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا .. " ( الأنعام : 84).
اذن الله هو " الواهب " ! بينما نجد بأن الرجل المتمثل بشراً هو الذي " وهب " لمريم ، فهل هو شريك لله ام انه روح الله اي الله نفسه ؟
__________________________
( 1 ) لقد جاءت القراءات مختلفة المعنى في هذه العبارة " لأهب لك " اذ يقول الطبري :
·         " واختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق غير أبي عمرو : {لأهب لك } بمعنى : إنما أنا رسول ربك : يقول : أرسلني إليك لأهب لك { غلاما زكيا } على الحكاية . وقرأ ذلك أبو عمرو بن العلاء : " ليهب لك غلاما زكيا " بمعنى : إنما أنا رسول ربك أرسلني إليك ليهب الله لك غلاما زكيا " ( جامع البيان – الطبري – مريم 19).
واختلاف نطق كلمة يغير معناها ، فعبارة " يهب " ليست ابداً " اهب " !
فالاولى تقطع بان الذي سيهب هو " الله " والثانية تقطع بان الذي سيهب كان هو " روح الله الذي تمثل بشراً " وقال: " لأهب ".  فمن هو الوهاب ، الذي في القراءة الاولى ام الثانية ؟! ام ان
 " روح الله الذي تمثل بشراً " كان هو نفسه الله ، لأن الوهاب الوحيد هو الله ؟ فأيهما الصحيحة ؟ وايهما التي في اللوح المحفوظ ؟  فالقرائتان تختلفان في شخصية الذي يعود عليه الفعل . فكيف نطق جبريل بهذه الاية على محمد ؟ هل نطق بالاية مرتين ، مرة " يهب لك " ومرة اخرى "لأهب لك " ؟  فأي القرائتين هي الاصح ؟ اليست كلاهما من عند الله ، ولماذا يكتب الله كلمتين في لوحه المحفوظ عوضاً عن كلمة واحدة تشير لمقصوده دون التباس ؟
 وعلى هذا القياس قس حول عشرات ومئات الكلمات القرانية التي لها قرائتين او اكثر بكثير .

محور ثاني
الرجل ينفخ في فرج بنت عمران !

قرأنا بأن الله قد ارسل روحه – أو ملاكه جبريل – متجسداً في صورة رجل شاب وسيم الى مريم بنت عمران ليبشرها ( 1 ) وليهبها غلاماً . والآن نسأل  كيف "سيهب " الملاك – الرجل لبنت عمران الولد ؟ اليس بطريقة بشرية او تشابه طرق البشر في تحصيل الولد عن طريق الجنس ؟ والا فلماذا جاءها على صورة رجل ، وخافت هي من الاغتصاب ؟
ولكي أثبت لقرائي بأنني لم اطلق العنان للتخيلات بعيداً ، فإن النص القرآني يعزز ما نقول . فلو ذهبنا الى القرآن وقرأنا ما جاء في سورة التحريم : 12 ، سنجد بأن رب الاسلام يقول صراحة بأنه " نفخ " في فرجها  !! لنقرأ هذا العجب :

·         " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " ( التحريم : 12).
جاء في التفسير بأن " الفرج " هو " ما بين الرجلين " اي العورة !
·         " { التى احصنت فرجها } الاحصان العفاف يعنى باز ابستادن اززشتى كما فى تاج المصادر والفرج ما بين الرجلين وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح فيه والمعنى حفظت فر جها عن مساس الرجال مطلقا حراما وحلالا" ( تفسير روح البيان في تفسير القرآن-  اسماعيل حقي - التحريم 12).
____________________________
( 1 ) ما هو عدد الملائكة التي أرسلت إلى مريم؟
هل كان مجموعة " ملائكة " :
"إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ " ( آل عمران 45).
أم ملاك واحد :  " فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا " ( مريم :18و19). هل هذا تناقض قرآني ؟ لو قالوا جاءتها البشارة مرتين ، قلنا كيف تكون " بشارة " وتجيء مرتين، اذ حينها لن تكون سوى بشارة قديمة !
"  نفخنا فيه " ، في الفرج  ! هل سمعتم يا اخوتنا المسلمين، لقد نفخ في فرجها الذي احصنته وهو " الذي بين الرجلين " !  بربكم هل هذا هو التكريم ، وهل هذا كلام لائق يقال عن سيدة نساء العالمين  ؟ أفيدونا أرجوكم .
لم تكن تحليلاتي اذن دون دليل ، فالدليل قدمه القرآن بكل وضوح. فالرجل قد قام بعملية جسدية جنسية واضحة مع بنت عمران اذ نفخ في فرجها !  وكانت النتيجة انها حبلت منه. وهذا كلام لم يرد ابداً في الانجيل المقدس ، ولم يذكر ابداً بأن ملاكاً قد تمثل بهيئة رجل واقتحم خلوة مريم ، ثم غافلها نافخاً في الـ ...! بل نجد ما هو عكسه بمقداره 180 درجة، اذ سرد الحادثة بكل قداسة ووقار وبكلمات النعمة والطهارة قائلاً :
·         " فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." ( لوقا 35:1).
اما في القرآن فنجد عميلة التخصيب مشروحة باسلوب مكشوف جداً وبفعل جسدي بواسطة " رجل " فحل أمرد ! وقد جاء " ليهب " بنفسه ، وعن طريق "فرجها "!

يبقى الامر الغير لائق قائماً ، اذ لماذا لم ينفخ الله او ( جبريل ) على مريم بشكل عام لتحبل ، ان ينفخ في وجهها مثلاً ؟!
هل كان لزاماً ان ينفخ النفخة " لتولج " النفخة في فرج بنت عمران ؟!
يعني لم يكن ليحدث الحبل دون ان تدخل نفخة الروح من الفتحة التناسلية التي بواسطتها يتم الحبل البشري بيولوجياً ؟!
وأعيد قولي بأنه ليست هذه تصوراتي الشخصية لما حدث ، انما هي أقوال علماء الاسلام . اقرأوا ايضاً ما جاء في الجلالين تفسيراً لهذا النص :
·         " ومريم" عطف على امرأة فرعون "ابنت عمران التي أحصنت فرجها" حفظته "فنفخنا فيه من روحنا" أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها بخلق الله تعالى فعله الواصل إلى فرجها فحملت بعيسى "وصدقت بكلمات ربها" شرائعه." . (الجلالين - التحريم 12).

وبالطبع التفسير يتعسف بذكر جبريل، بينما النص القراني لم يذكره هنا ، اضافة الى انه لم يذكر " جيب درعها " ! انما بصراحة شديدة ذكر " فرجها " ثم النفخ فيه . وحتى لو فرضاً تنازلاً ، انه نفخ في جيب درعها .. فتلاحظ من التفسير بأن النفخة كانت يجب ان تصل الى " فرجها " لتحبل !

خجل بعض المفسرين !
وبسبب ما نسبه القرآن لبنت عمران من تحبيلها بواسطة رجل نفخ في فرجها ، فقد خجل بعض المفسرون من هذه الحقيقة ، فلجأوا الى التلبيس والأدلجة والمونتاج ، ففسروا الأمر بأن جبريل قد نفخ في " فرج قميصها  " !!
ولكن هل هذا التفسير المفبرك يتماشى مع نصوص القرآن ؟  وإلا فليخبرونا ما معنى كلمة الفروج في القرآن وماذا تعني ؟ يقول القرآن :
" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ " ( المؤمنون 5 و المعارج 29 ).
" وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ " (الاحزاب:35).
ويقول التفسير :
·         " الحافظين فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم , والحافظات ذلك إلا على أزواجهن إن كن حرائر , أو من ملكهن إن كن إماء". (الطبري – الاحزاب 35).

" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ" (النور : 30 و 31 ).
يقول التفسير :
·         " وقوله" ويحفظن فروجهن " قال سعيد بن جبير : عن الفواحش وقال قتادة وسفيان : عما لا يحل لهن وقال مقاتل : عن الزنا وقال أبو العالية : كل آية نزلت في القرآن يذكر فيها حفظ الفروج فهو من الزنا إلا هذه الآية " ويحفظن فروجهن " أن لا يراها أحد" ( ابن كثير – النور 31).
وجاء في معاجم اللغة ، كـ " لسان العرب " لابن منظور في معنى " الفرج " :
·         " والفَرْجُ: العَوْرَة. والفَرْجُ: شِوارُ الرجل والمرأَة، والجمع فُرُوج.
والفَرْجُ: اسم لجمع سَوآت الرجال والنساء والفِتْيان وما حَوالَيْها، كله فَرْج، وكذلك من الدَّوابِّ ونحوها من الخَلْق. وفي التنزيل: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35] وفيه : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ} [المؤمنون: 5-6] .."
( لسان العرب - لابن منظور الافريقي - المجلد الثاني - حرف الجيم - فصل الفاء).

الفرج هو " العورة " كما قال المعجم ، مستشهداً بالنص القرآني . اذن الملاك المحترم قد نفخ في " عورة " بنت عمران !!
أم أن الفرج يعني " فرج القميص " ؟ وحينها تصبح الاية هكذا :  "والذين هم لفروج قمصانهم حافظون" ؟!  وحينها قولوا للغة العرب وداعاً .

فقد تضارب المفسرين اكثر مع النص ( وكأنهم حواة! ) ، فتخيلوا معاني اخرى وحشروها في الآية ، ليخرجوا منها معانيٍ اخرى مثل السحرة الذين يخرجون ارنباً من القبعة بعد وضع منديل !
فقالوا : ان النفخة في الفرج تعني : انه نفخ في كم مريم، أو في فتحة الصدر، أو في أسفل الثوب أو في " فمها " !! ( وكأنه كان يُقبّلها في فمها Kissing) !

·         " .. فنفخ في جيب درعها، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملته. وقيل: كانت النفخة في ذيلها، وقيل: في فمها." (تفسير فتح القدير- الشوكاني – مريم 17).

انهم يستميتون في جعل جبريل ينفخ في أي فتحة ، ماعدا التي حددها القرآن وهي
 " فرجها " والتي يعود اليها هاء الضمير في النص " فيــه " !
حتى لو قبلنا بعبثيتهم وتلاعبهم بالنص والذي يضرب اللغة بعرض الحائط  ، ويجعل " الهاء " تعود الى ما هو غير مذكور ابداً في نص الاية ، والذي اخترعه بعض حواة المفسرين واخترعوا " جيب درعها " و " فتحة قميصها " الخ !
حتى لو قبلنا هذا - جدلاً -  فإنه مصيبة ! إذ أدعوكم لتتخيلوا هذا الرجل ( الملاك ) المحترم ، قد وقف امام امرأة وفتح ثوب صدرها ونفخ في ما بين ثدييها !!
بربكم هل هذا موقف لائق او له رائحة التكريم ؟
صدقوني ان النص القرآن قد القى المسلمين في ورطة فكرية شديدة لا يحسدهم عليها احد. لما فيه من اهانة وتصغير لمكانة مريم ، بل لمكانة الملاك ، بل لقدسية الاله ذاته !

عينة من المفسرين الذين قالوا : نفخ في فرجها مباشرة !
·         " {وَمَرْيَمَ ٱبْنَةَ عِمْرَانَ ٱلَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } من الرجال { فَنَفَخْنَا } فنفخ جبريل بأمرنا { فِيهِ } في الفرج { مِن رُّوحِنَا } المخلوقة لنا {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَـٰتِ رَبَّهَا } أي بصحفه التي أنزلها على إدريس وغيره" (تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل- النسفي – التحريم 12 ).

·         "ومريم معطوف على امرأة فرعون ، { ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } : تقدم تفسير نظير هذه في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وقرأ الجمهور : ابنت بفتح التاء؛ وأيوب السختياني : ابنه بسكون الهاء وصلاً أجراه مجرى الوقف . وقرأ الجمهور : { فنفخنا فيه } : أي في الفرج " ( تفسير البحر المحيط- ابو حيان – التحريم 12 ).

·         "  فَنَفَخْنَا فيْهِ  أي : في الفرجِ  ". (تفسير اللباب في علوم الكتاب - ابن عادل - التحريم 12).
·         " وبين تعالى في سورة  التحريم أن هذا النفخ في فرجها في قوله تعالى : { وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } [ التحريم : 12 ] الآية . والضمير في قوله  فيه راجع إلى فرجها ولا ينافي ذلك قوله تعالى في  الأنبياء: { والتي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } [ الأنبياء : 91 ] لأن النفخ وصل إلى الفرج فكان منه حمل عيسى ، وبهذا فسر الزمخشري في الكشاف الآية ". (تفسير أضواء البيان – للشنقيطي – مريم :17).    فماذا قال الزمخشري ؟ لنقرأ ما قال :

·         " { فِيهِ } في الفرج. وقرأ ابن مسعود: فيها، كما قرىء في سورة الأنبياء، والضمير للجملة، وقد مرّ لي في هذا الظرف كلام. ومن بدع التفاسير: أنّ الفرج هو جيب الدرع، ومعنى أحصنته : منعته جبربل ". ( تفسير الكشاف- الزمخشري - التحريم 12).
" منعته جبريل " ، منعت فرجها من جبريل ، فماذا كان جبريل ينوي عليه ؟!
على كلٍ فالتفسير القائل أن الفرج هو جيب الدرع ، هو: " من بدع التفاسير "!
النفخة " ولجت " في فرجها !
اقرأوا هذا " التكريم !" في ما اورده ابن كثير  :
·         " وقوله تعالى " ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها " أي حفظته وصانته والإحصان هو العفاف والحرية " فنفخنا فيه من روحنا " أي بواسطة الملك وهو جبريل فإن الله بعثه إليها فتمثل لها في صورة بشر سوي وأمره الله تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها فنزلت النفخة فولجت في فرجها فكان منه الحمل بعيسى " . ) تفسير القران العظيم - ابن كثير - التحريم 12).

وما زال الامر يحمل التصور البشري الجنسي، " النفخة فولجت في فرجها! " يا عيب الشوم  ! نفخة الرب " تولج " في فرج بنت عمران لتحبل ؟ أليس معيباً استخدام كلمة " الايلاج " ذات الايحاء الجنسي ليتكلموا عن سيدة نساء العالمين ؟!
ولكن ما الحل وما في يد المفسرين من حيلة ..فقد فعلوا ما بوسعهم لتطرية وتخفيف المعنى الجنسي الصارخ في النص القراني ، ومع ذلك عجزوا عن اخفاءه بشكل كامل وسليم . فالنص صريح جداً ، " أحصنت فرجها فنفخنا فيه " !
فيا أعزائي المسلمين ليست هذه افكاري او تخيلاتي ، انما صريح الفاظ القرآن!
رب القرآن كأنه لا يستطيع ان يكتفي بأن ينفخ على مريم او على وجهها مثلاً ، انما استلزم ، بل وجب ان ينفخ في الفرج . وان تصل النفخة وتنزل ولكأنها " مني التلقيح " الى داخل الفرج - الجهاز التناسلي للمرأة -  ليحدث الحبل !
تتصاغر قدرة الله في ان يُحبل بنت عمران بواسطة النفخ في فرجها – على غرار طريقة التناسل البشري ! - مع الفرق ان ربكم قد استخدم نفخة وليس نطفة !

النفخة كانت كلقاح الذكر !
يقول الإمام ابن القيم الجوزي عن النفخة في فرج مريم :

·         " فكان لمريم بمنزلة الأب لسائر النوع، فإن نفخته لما دخلت في فرجها كان ذلك بمنزلة لقاح الذكر للأنثى ". ( كتاب الروح – ابن قيم الجوزي – جزء 1 – ص 155). 
هل عيسى ابن الله ؟
ومن المعلوم بأن " ناكح الفرج " (  وهو مصطلح إسلامي ) يُنسب اليه الولد ويصير ابنه شرعاً ، لذلك نجد بأن عيسى قد دُعي بـ " كلمة الله وروحه " ( النساء 171)، وكانت له صفات الألوهية - فالابن يشابه أباه  - فكان المسيح " يخلق من الطين " ( المائدة :110) ، تماماً مثلما يخلق الله - أبيه - من الطين ! وكان " يُحيي الموتى" وهي رميم ( آل عمران :49) ، مثل الله !
فبنوة عيسى لله هي نتيجة حتمية يفرضها النص القرآني الصريح كما رأينا .
فمن الطبيعي .. ان يولج الذكر في فرج الانثى اثناء الممارسة الجنسية ، لطلب الولد واتمام الحبل ، هذا من الناحية البشرية !
ولكن ما الذي يسوغ لرب محمد ان يقلد البشر ويولج " روحه " عن طريق النفخ في فرج انثى لكل تحبل؟ حقاً ان المرء ليقشعر من هكذا خيالات مريضة .
وبسبب ما يواجههُ المسلمين من مشاكل عسرة مع هذا النص القرآني ، فقد حرفوه في ترجمته الانجليزية ، لاخفاء الصورة الجنسية المتضمنة فيه ، والتي تُظهر رباً هابطاً الى مستوى متدني لدرجة النفخ في فرج امرأة ... لتحبل !

تحريف ترجمة النص القرآني !!

لنرى كيف ترجموا هذا النص القرآني ( سورة التحريم :12) .

THE HOLY QURAN Translated by Muhammad Sarwar
 He has also told, as a parable, the story of Mary, daughter of Imran who preserved her virginity and (into whose womb) We breathed Our spirit. She made the words of her Lord and the predictions in His Books come true"

   ترجمة قريبة للصحة ، لكن مع اخفاء كلمة " فرجها " ، واستخدام كلمة  "رحمها " ."  نفخ في رحمها  "! ويبقى الفعل الجنسي واضحاً. وايضاً نقرأ  :

The Meaning of The Holy Quran by Mohammed Marmaduke Pickthall "And Mary, daughter of 'Imran, whose body was chaste, therefor We breathed therein something of Our Spirit. And she put faith in the words of her Lord "

" أحصنت جسدها فنفخنا فيه "! محاولة فاشلة للهروب يا بيكدل!فالقرآن لم يقل : جسدها .. انما قال " فرجها " .
وها هي اكثر الترجمات تحريفاً لمعاني القرآن لخداع الغربيين ( اي ترجمة عبد الله يوسف علي المعتمدة من السعودية والشيخ أحمد ديدات ( 1 ) ومركزه الاسلامي )، قد ذرت الرماد في العيون مستخدمة الاقواس لحشر كلمة " جسدها " في النص !

Translation Of The Holy Qur'an by Abdullah Yusuf Ali
And Mary the daughter of 'Imran, who guarded her chastity; and We breathed into (her body) of Our spirit; and she testified to the truth of the words of her Lord and of His Revelations, and was one of the devout (servants).

 " فرجها " اصبحت بقدرة قادر " جسدها " ولكن بين قوسين  ( ... )
وحتى مع هذا .. فالايحاء الجسدي ما زال صارخاً !
__________________
( 1 ) كان الشيخ ديدات لا يقتبس إلا من ترجمة يوسف علي للقرآن بالانجليزية ، ولا يكاد يخلو كتيب من كتيباته عن اشارة او دعاية لهذه الترجمة الاكثر تحريفاً ! وكان يقول مادحاً فيها :
·         " ان إمتلكت هذه الترجمة ، فلا تحتاج لأخرى " !
·         “…If you own this one, you do not need another.”
 (Christ in Islam- Deedat - page.6).
اما ترجمة " الهلالي وخان " المعتمدة لدى السعودية ، فقد استخدمت القص والحشر واللولبة لاخفاء هذه الثغرة ، هكذا  :

The Noble Quran By Dr. Muhammad Taqi-ud-Din Al-Hilali, Ph.D.Dr. Muhammad Muhsin Khan
And Maryam (Mary), the daughter of Imran who guarded her chastity; and We breathed into (the sleeve of her shirt or her garment) through Our Rooh (i.e. Jibrael (Gabriel)), and she testified to the truth of the Words of her Lord "

نفخ في كمة قميصها ! ومن هو النافخ ؟  انه طبعاً " جبريل "  لا غيره !
ولكن لا ندري اين يمكننا العثورعلى هذه الجملة:
" the sleeve of her shirt or her garment"  والتي حشرها المترجمان في النص القرآني ؟ هل هذا ذكاء أم " استعماء " ؟
اما ترجمة مولانا علي .. فلم يذكر " الفرج " ابداً ، بل ان  الفرج  قد اصبح عنده هو : "عيسى! "  وبأن عيسى هو المنفوخ فيه من روحه وليس في الفرج !

THE HOLY QURAN Translated by Muhammad Ali
And sets forth as an example Mary, the daughter of Imr›n, who guarded her chastity - so WE breathed into him of Our Spirit -and she fulfilled the prophecy conveyed to her in the words of her Lord
هكذا يكون التحريف والا فلا !
نفخ في عيسى ، بينما عيسى غير مذكور في النص ولا بالتلميح ! فلماذا يعدلون عن وضوح النص ومفرداته ليضيفوا اليه معنى خارجي ؟ أليس لتحريف معناه ؟

وأقول : إن الغالبية العظمى من المسلمين هم من غير العرب ، ولا يقرأوون القرآن بالعربية ، انما الإنجليزية على الاغلب ، وبواسطة هذه التحريفات المفبركة لترجمات القرآن بأقلام مشايخ وأئمة، يضلّلون عوام المسلمين ، لإخفاء ثغرات غائرة ! فأين الأمانة ؟
محور ثالث
بنت عمران تشتهي الملاك اثناء اغتسالها من الحيض !

صدقوني ان القلم يرتجف من يدي لذكر مثل هذه البذاءات .. ولكن ما العمل فهكذا قال " تلمود " المسلمين ، وللضرورة أحكام ، وما هدفنا سوى جلاء الحقيقة.
نعم هكذا يعاملون سيدتهم بنت عمران ، وبهكذا الفاظ جنسية يصفون حبلها بالنبي عيسى . يريدون ان ينسبوا " تهييج الشهوة الجنسية " لدى مريم بأي ثمن !
ولا غرابة فكل أفكارهم وتصوراتهم تدور في فلك الجسديات . اذ تجرأوا فقالوا :
ان جبريل .. جاء على صورة رجل لكي يجعل مريم " تهتاج شهوتها " !
( بذات حروف ألفاظهم المهذبة ) ! فلنقرأ من مصادر اسلامية " تلمودية "! ومن التفاسير القرآنية المعتمدة ، مع التحذير بأن ما ستقرأونه يفوق صناعة الجنس الشريرة الـ Pornography أس ثلاثة !
·         " ..{ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } قيل قعدت في مشرفة للاغتسال من الحيض متحجبة بشيء يسترها ـ وكانت تتحول من المسجد إلى بيت خالتها إذا حاضت وتعود إليه إذا طهرت ـ فبينما هي في مغتسلها أتاها جبريل عليه السلام متمثلاً بصورة شاب أمرد سوي الخلق لتستأنس بكلامه، ولعله لتهييج شهوتها به فتنحدر نطفتها إلى رحمها ."( تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل- ناصر الدين ابو الخير عبدالله بن عمر البيضاوي – تفسيره لسورة مريم : 17) .
هل اكتشفتم ما فعله جبريل بأدبه الرفيع !  دخل على فتاة وهي تغتسل من حيضها، وجاءها بصورة شاب أمرد ، عريض المنكبين ، فلماذا ؟ يجيب علماء القرآن :
 " لكي تتهيج جنسياً " !  فتنحدر نطفتها .. او لتصل الى الذروة الجنسية فتحبل !
وقبل ان يعترض المعاندون ضد تفسير البيضاوي ، فلنعرض لهم ما قيل عنه .

قيمة تفسير البيضاوي !
قال الشيخ الإمام محمد حسن الذهبي عن البيضاوي  :
·         " صاحب المصنفات وعالم أذربيجان وشيخ تلك الناحية.وقال السبكى: كان إمامًا نظارًا خيرًا صالحًا متعبدًا.  تفسير العلامة البيضاوى، تفسير متوسط الحجم جمع فيه صاحبه بين التفسير والتأويل على مقتضى قواعد الغة العربية وقرر فيه الأدلة على أصول أهل السنة ". (التفسير والمفسرون: لمحمد حسن الذهبى ـ الجزء الأول ص 282،283).

ولسنا نلوم علماء التفسير ، فالقرآن هو من أوحى بهذه الأفكار ، وإلا فلماذا جاء اليها الروح متجسداً في صورة بشراً سوياً  وشاب سوي الخلق ؟

جعلوها عارية !
بل هذا كله في كفة ، لأن القادم أدهى وأعظم ! اذ  قالوا ايضاً ان بنت عمران حين دخل عليها الشاب الأمرد كانت " عارية " تماماً ومتجردة من الملابس ! يا عيب الشوم ! لنقرأ من تفسير تلمودي اسلامي:

·         "  فَٱتَّخَذَتْ  ، فضربتْ، { مِن دُونِهِمْ حِجَاباً } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ستراً.وقيل: جلست وراء جدار. وقال مقاتل: وراء جبل. وقال عكرمة: إن مريم كانت تكون في المسجد فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها، حتى إذا طهرت عادت إلى المسجد، فبينما هي تغتسل من المحيض قد تجردت، إذْ عرض لها جبريل في صورة شابٍّ أمرد، وضيء الوجه، جعد الشعر، سويِّ الخلق، فذلك قوله:فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا ". ( تفسير معالم التنزيل - البغوي - سورة مريم 17).
تجردت تعني : كانت عارية من الملابس ! يقول المعجم :
" و التَّجْريدُ التعرية من الثياب و التَّجَرُّدُ التعري " (مختار الصحاح - لأبي بكر الرازي -  باب الجيم ص 90).
يعني بينما بنت عمران تغتسل وهي عارية الجسد " قد تجردت "! .. عرض اليها جبريل بصورة شاب وسيم (  لماذا ؟ ) .. لكي ينفخ في فرجها ! هل هذا تكريم ؟
ما أصدق قول المتنبي : وإذا أتتك مذمتي من ناقص   فهي الدليل على أني كامل

ملاك بوجهين ؟
هل تعلمون أن تصرف جبريل مع مريم يختلف عن تصرفه مع خديجة !
لقد دخل جبريل على مريم واقتحم خلوتها من وراء الحجاب وهي تستحم عارية "متجردة " لينفخ في " فرجها " ! ولكن عند ظهوره لمحمد وهو مع خديجة ، اختبرت خديجة الامر ، بأن تضع ثيابها وكشفت عن افخاذها وعندها اختفى هذا الكائن حياءاً لأنه يخجل من امرأة متكشفة ، فبشرت محمد بأن هذا ملاك وليس بشيطان ! لنقرأ :
·         " قال ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير : أنه حدث -عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله ص : أي ابن عم ، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : نعم . قالت : فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله ص لخديجة : يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني ، قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ؛ قال فقام رسول الله ص فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ؛ قالت : فتحول رسول الله ص فجلس على فخذها اليمنى ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم . قالت : فتحول فاجلس في حجري ، قالت : فتحول رسول الله ص فجلس في حجرها . قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قال : فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله ص جالس في حجرها ، ثم قالت له : هل تراه ؟ قال : لا ، قالت يا ابن عم ، اثبت وأبشر ، فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان". ( السيرة النبوية لابن هشام - مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما - امتحان خديجة برهان الوحي ). (الراوي: خديجة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/259خلاصة الدرجة: إسناده حسن‏).
فلو كان جبريل محمد وخديجة هو ذاته جبريل ابنة عمران ، فلماذا لم يستحي من دخوله على بنت عمران وهي تستحم عارية بينما استحى من خديجة لأنها كشفت شيئاً من جسدها ؟ فأي الجبريلين هو جبريل الحقيقي ؟
ألا ينطبق عليه قول ابا الاسود الدؤلي :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

هكذا يصورون بنت عمران كعارية ( 1 ) ! ويالها من " كرامة " تكللت بها مريم في الاسلام . لنترك هذا لضمائرهم ونواصل مع فعل منكر أكثر من كل ما سبق ..
اذ تكتمل الصورة ، و نرى جبريل الرجل المثير يدخل على هذه الفتاة المتجردة من ملابسها ، بلا أذن ! لا بل ينفخ فيها بعد ان استلقى عليها .. ثم  
" نهض عنها " !
_________________________
( 1 ) لقد عروا مريم ، مثلما عرّى محمد النبي موسى وجعله يركض عارياً وراء حجر سرق ثيابه، ثم رآه شعب اسرائيل عارياً ! والحديث في اعلى درجات الصحة وهو من البخاري:
·         "حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ص إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملإ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ". (صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة).
هل هذه طريقة الله المثلى في تبراة نبيه موسى ؟ حجر يسرق ملابسه ، فيقوم موسى بملاحقة الحجر بالعصا وهو عريان امام أعين الناس ؟
 وكما عرّى موسى كذلك عرّى النبي ايوب وصوره كالملهوف على جمع الذهب وهو عاري ! لنقرأ :
·          "حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي ص قال بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فنادى ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى بي عن بركتك". ( صحيح البخاري - كتاب التوحيد - الصوم لي وأنا أجزي به ).
النبي ايوب حكى عنه محمد بأنه كان يغتسل ويستحم عرياناً ، ومن الطبيعي ان يستحم عرياناً . لكن من غير الطبيعي ان ينزل عليه ربه كيساً من ذهب ..وهو بتلك الحالة من العري!
لنقرأ من تلمود اسلامي آخر لكي لا يتهمنا احد بالتلفيق :

·         " وأخرج ابن عساكر من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما بلغت مريم، فإذا هي في بيتها منفصلة، إذ دخل عليها رجل بغير إذن، فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها فقالت: { إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً } قال: { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكياً } قالت: { أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً } قال: {كذلك قال ربك } فجعل جبريل يردد ذلك عليها وتقول: أنى يكون لي غلام وتغفلها جبريل، فنفخ في جيب درعها، ونهض عنها، واستمر بها حملها، فقالت: إن خرجت نحو المغرب، فالقوم يصلون نحو المغرب، ولكن أخرج نحو المشرق، حيث لا يراني أحد، فخرجت نحو المشرق، فبينما هي تمشي، إذ جاءها المخاض، فنظرت هل تجد شيئاً تستتر به؟ فلم تر إلا جذع النخلة، فقال: أستتر بهذا الجذع من الناس ". (تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور- السيوطي - سورة مريم 17).

ما معنى " نهض عنها " ؟!  هكذا يصورون ما حدث ، بنت عمران تغتسل من الحيض ! وكانت عارية ، فدخل عليها رجل بدون اذن ، فغافلها .. ونفخ فيها .. ثم نهض عنها ! ما هذا يا من تحترمون الانبياء ؟!
 هل تقبلون ان يقال هذا في حق بناتكم او اخواتكم ، فكيف اذن بمريم بنت عمران ،  ألا ذرة من خجل ؟!
بل ان المذهب الشيعي ايضاً قد شارك اهل السنة في هذه التصورات الشنيعة عن مريم بنت عمران ، اذ قالوا انها كانت " تستحم "! وزادوا بعض الخرافات - كنوع من رش البهارات - مثل ان مريم قد ولدت عيسى في " كربلاء " وبالتحديد في موضع قبر الحسين ! فهل يكذبون ويصدقون ولا يضحكون ! لنقرأ ثم نبتسم :

·         " وفي المجمع عن الباقر عليه السلام انه تناول جيب مدرعتها فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل الولد في ارحام النّساء تسعة اشهر فخرجت من المستحمّ وهي حامل محجح! مثقل فنظرت اليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحيية من خالتها ومن زكريّا. وعن الصادق عليه السلام كانت مدّة حملها تسع ساعات. وفي الكافي عنه عليه السلام انّ مريم حملت بعيسى تسع ساعات كلّ ساعة شهر. أقول: يعني بمنزلة شهر { فَانتَبَذَتْ بِهِ } فاعتزلت وهو في بطنها { مَكَاناً قَصِيّاً } بعيداً من اهلها.في التهذيب عن السّجاد عليه السلام خرجت من دمشق حتّى اتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها". (تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي - الفيض الكاشاني - مريم 17).

هل كانت بنت عمران مُقملة ؟
·         " { إذا انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً } .. وقيل: تباعدت عن قومها حتى لا يرونها عن الأصم وأبي مسلم. وقيل: إنها تمنت أن تجد خلوة فتفلي رأسها فخرجت من يوم شديد البرد فجلست في مشرقة للشمس عن عطاء {فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها رُوحنا } يعني جبرائيل (ع) عن ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم وسمّاه الله روحاً لأنه روحاني وأضافه إلى نفسه تشريفاً له { فتمثل لها بشراً سوياً } معناه فأتاها جبرائيل فانتصب بين يديها في صورة آدمي صحيح لم ينقص منه شيء وقال أبو مسلم إن الروح الذي خلق منه المسيح تصور لها إنسان والأول هو الوجه لإجماع المفسرين عليه وقال عكرمة كانت مريم إذا حاضت خرجت من المسجد وكانت عند خالتها امرأة زكريا أيام حيضها فإذا طهرت عادت إلى بيتها في المسجد فبينا هي في مشرقة لها في ناحية الدار وقد ضربت بينها وبين أهلها ستراً لتغتسل وتمتشط إذ دخل عليها جبرائيل في صورة رجل شاب أمرد سوي الخلق فأنكرته" (تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن - الطبرسي – مريم 17).

مريم كانت تريد الخلوة " لتفلي رأسها " من القمل! هلوسات مريضة صادرة من شرذمة وجدت في كتبها بأن النساء كن يقمن " بتفلية " شعر نبيهم من القمل ( 1 ) !!
____________________
( 1 )  فمحمد نبي الاسلام كانت النساء تفتش في شعره لقتل القمل منه ! وهكذا اعتبروا مريم !!
·         " قوله : ( إن النبي ص كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وتفلي رأسه ، وينام عندها ) ... قوله : ( تفلي ) بفتح التاء وإسكان الفاء ، فيه : جواز فلي الرأس وقتل القمل منه". (صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب الإمارة - فلي الرأس وقتل القمل منه).
·         " ..أي تفتش ما فيه من القمل" ( تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي - كتاب فضائل الجهاد). يفتشون ويفلون شعره من القمل والكائنات الحية المجهرية وكأنه أدغال الأمازون !

الكتاب لم ينتهي بعد .. فتابعوه مع المزيد من الاثارة ...!

5 comments:

  1. اجتهاد مقبول وبحث ممتاز

    ReplyDelete
  2. العنوان الصحيح الذي يجب وضعه لهذه المقالة هو مريم كما يراها المفسرون وليس كما يراها المسلمون الذين لا يؤمن جزء كبير منهم بهذه الروايات لتعارضها مع القرآن جملة وتفصيلا
    وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ (89) سورة النحل
    وليس في موضوع مريم فحسب التي لا يستنتج تكريم القرآن لها من تخصيص أحد سوره لها بل من خلال ما ورد في هذا الخصوص في نصوص القرآن
    فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا (37) سورة آل عمران
    وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ 👈إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ👉 (42) سورة آل عمران
    والذي تم تجاهله في هذا المقال الذي تم الزعم في مقدمته بتكريم سفر التكوين لمريم أم المسيح من خلال قول
    وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ ".
    وهو ادعاء غير صحيح لأن المقصود بالمرأة هنا زوجة آدم والمقصود بنسلها كافة الجنس البشري وليس المسيح بالذات القول الذي ورد في إطار الحديث عن العقاب المشترك لكل من آدم وزوجته والحية
    سفر التكوين إصحاح 3
    14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.
    15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
    16 وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
    17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.
    18 وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.
    فكيف أصبح العقاب والذم تكريما ؟؟؟ وإن كان يسوع هو المقصود بقول
    هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ
    فستصير مشكلة لتأكيد القول على نجاح الشيطان في سحق عقب يسوع ؟؟؟

    ReplyDelete
  3. ما يجهله العديد من الناس أن السور لم يكن لها أسماء في أقدم المخطوطات القرآنية وهو ما يدل أنها مجرد اجتهاد بشري وأن السورة 19 من القرآن عند نزولها لم يكن اسمها سورة مريم من الأساس حتى يتم الزعم باختيار الرحمن لهذا الاسم للرمز لعبوديتها المنطق الذي سينفي تكريم القرآن للنبي محمد لتسمية السورة 47 باسمه...فإن كانت هنالك محاولات احتقار وانتقاص لاسم مريم أو لمكانتها فتبقى مجرد آراء أفراد محسوبين على الإسلام قد تكون بدافع التعصب أو الغيرة من عدم ذكر أسماء نساء محمد في القرآن أو بسبب تأثير الخلفية اليهودية الخ وبالتي لا يجب في أي حال من الأحوال نسب هذه الآراء الشاذة لدين الله وجعلها حكما على كتابه العظيم
    أنت تتحدث عن أصحاب روايات جعلت ممن يعتبرونه خير الخلق شخص شهواني يشتهي زوجة غيره ولا يغض بصره ويطوف على نسائه في ساعة واحدة بنفس الغسل ويجامع النساء بدون عقد زواج بل جعلوا منه ناكح أطفال...فلا غرابة أن يدعوا اشتهاء أعف وأطهر النساء للملك وقدومه إليها وهي عارية...مع أني لا أرى أية مشكلة من الأساس في الأمر كون الملائكة التي ترى عورات الإنسان ليل نهار كالملائكة الحافظين
    وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) سورة الِانْفطار
    لا يشعرون بأية شهوة أو مشاعر اتجاه الإنسان مثلما لا يشعرون بالحاجة لأكل الطعام
    وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى 👈أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ👉 نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) سورة هود
    ويجعل فكرة انجابهم وممارستهم للجنس مع البشر ضربا من الخيال لا نجده إلا في النصوص البشرية المنسوبة لله
    سفر التكوين إصحاح 6
    1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ
    2 أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا
    4 وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.
    وبالأخص في زمننا المعاصر الذي أثبت فيه العلم وجود طرق أخرى من دون الجنس لزرع الحيوان المنوي في الرحم كالتلقيح الاصطناعي...أصلا الآية لم تذكر نفخ النطفة بل نفخ الروح والتي يستحيل أن تنفخ بواسطة الجنس...هذا إن سلمنا بصحة اللفظ وعدم وجود خطأ في التشكيل وأن المقصود هو فرج مريم وليس نفخ الروح في مريم نفسها
    وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا 👈فِيهَا👉 مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) سورة الأنبياء
    وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا 👈فِيهِ👉 مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) سورة التحريم
    ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى

    ReplyDelete
    Replies
    1. 🌷أحشنت الرد استاذنا الفاضل

      Delete
  4. 🌷أحسنت الرد استاذنا الفاضل

    ReplyDelete