جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
ليــلة القبــض على عــيـسـى !
الصليب تاج رأسنا !
ان صليب المسيح يعتبر فخر المسيحيين دون منازع ، انه رمزهم منذ ان وجدوا والى اليوم عبر الأجيال . وما افتخار المسيحيين وحبهم للصليب إلا شكراً وتسبيحاً للمسيح القدوس الذي قدم نفسه كفارة وفدية عن نفوسهم ، فتحول الصليب من أداة تعذيب الى رمز التضحية والفداء ( غلاطية 14:6). فنقشوا الصليب على بيوتهم وملابسهم وعلى ابواب كنائسهم ، وعلى أغلقة كتبهم المقدسة، وعقلوه في رقابهم ووشموه على ايديهم ورفعوه شاهداً على قبورهم. وصعد صليبهم على قمة تيجان ملوكهم، لأن الحكمة تاج الملوك ، والصليب هو " حكمة الله " ( 1 كورنثوس 18:1-24). ونقشوه على أعلامهم ( 1 ) وعلقوه في مستشفياتهم وابواب الصيدليات وفيها الدواء لكل مريض. واتباع هذا الصليب هم أرقى شعوب الارض ! ولن ننسى بأن الصليب قد بثق مؤسسة انسانية بُنيت على اساس تضحية وفداء المسيح ، فرفعت الصليب بلون دم المسيح كعلم المحبة والانسانية وهو علم ( الصليب الأحمر ) ( 2 ) دون تفرقة بين البشر( 3 ) في كل قارات الأرض .
___________________________________
( 1 ) بلغ عدد الدول التي استخدمت الصليب في أعلامها (16) دولة هي كل من المملكة المتحدة، سلوفاكيا، الدنمارك، السويد، النرويج، آيسلاند، نيوزيلاند، سويسرا، فنلندا، اليونان، استراليا، توفالو، تونغا، الدومنيك، الدومينيكان، وجزر الفيجي.
( 2 ) ولأن الصليب هو شعار المسيحية ، فلم يرضى المسلمون بأن يبقوا بلا شعار ، فخصوا الهلال كشعار ديني لهم ، مع كونه لا يحمل أي معنى من معاني التضحية والإنسانية كما للصليب . فجعلوا صورته عوذة يتقون بها وجعلوه على المساجد والمآذن ونسجوه على أعلامهم وراياتهم ، بل بلغ تقليدهم ان صبغوه باللون الأحمر في محاكاة للصليب الأحمر عند المسيحيين ليصبح عندهم " الهلال الأحمر " ! ولن ننسى موجة الاستياء التي اجتاحت الاوساط الاسلامية حينما حطت مركبة الفضاء الأمريكية على سطح القمر عام 1961 ووطئ الرواد بأقدامهم سطحه فأهانوا كرامته !!
( 3 ) اطلب كتابي " الاسلام دين الرجل الأبيض " وهو يشرح عنصرية الاسلام تجاه العبيد وسود البشرة . مجاناً !
إزعاج للشيطان !
هذا كله أزعج الشيطان وضايقه ! فطفق على محاربته بشتى الوسائل ، بل حاول الشرير ان يقاوم صليب المسيح ومنذ البداية . فحين تكلم المسيح عن عمله الكفاري على الصليب ، لم يفهم تلاميذه مغزاه في البداية ، فحاولوا ثنيه عن المضي في طريقه على لسان بطرس الرسول الذي قال قال للمسيح : " «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا ". فأجابه المسيح : " اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ " ( متى 21:16 ). فالمسيح قد انتهر الشيطان الذي لا يطيق عمل الصليب لأن فيه انهاء للخطية ودحر لشوكة جهنم ! وحين جاءت ساعة الفداء والصليب حاول الشيطان ان يُنزل المسيح عنه مستخدماً هذه المرة جموع الحاضرين عند الجلجثة الذين صاحوا بكلمات ابليس : " خَلِّصْ نَفْسَكَ إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ" ( متى 40:27) . وهذا صدى لتجارب ابليس للمسيح كما في تجربته في البرية مراراً : " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا.. " ! ( متى 3:4 و 6 ) .
وبعد ان صُلب المسيح، قام ابليس بالترويج لفكرة جهنمية اخرى وهي ان الصليب جهالة ! " فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ " ( كورنثوس الاولى 1 : 18). وانما هو جهالة للجاهلين !
ولكن بعد ان استقر الصليب وفداء المسيح ، فيا ترى ماذا تبقي في جعبة الشيطان ليفعل؟ لم ييأس لكونه ماهر جداً وكذاب جداً ! قال السيد عن ابليس : "ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ " ( يوحنا 8 : 44).
فاخترع إكذوبة وهي ان المسيح لم يُصلب ولم يُقتل انما شُبه لهم !
نظرية الشبيه بعد 6 قرون !
ومع كل ما حققه الصليب من هذا المجد والانتشار ، إلا ان المسلمين ومنذ القرن السادس والى يومنا ، مازالوا يحاربون الصليب وينكرونه ، ويرفضون رسالته الفدائية . وذلك العداء للصليب متوارث عند المسلمين اجيالاً وقروناً ، يُمرر أباً عن جد . كقول القرآن : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ " ( لقمان: 21).
فتوارث المسلمين تلك القصة الخيالية عن شبه عيسى. وتلك حكاية ظهرت بعد ستة قرون من حادثة الصلب ، وضمن كتاب ظهر في بلاد بعيدة في الصحراء ، وبكلمات قليلة ونص واحد لا يسنده اي نص آخر . بينما الانجيل بأحرفه الأربعة (الأربعة بشائر التي ترمز لجهات العالم الاربع ) يثبت وبكلمات شفافة صريحة وبفم المسيح الطاهر انه سيموت ويقوم في اليوم الثالث :
· " مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ." ( متى 21:16).
· " لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" ( مرقس 31:9).
· " إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ" ( لوقا 7:24).
· " أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ.
فَقَالَ الْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ." ( يوحنا 19:2-21).
فَقَالَ الْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟ وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ." ( يوحنا 19:2-21).
والمعلوم انه قد طُبع ونشر ما لا يحصى من كتب مسيحية تتناول قضية الصليب وشرحها من جميعه جوانبها. ولانني لا احب التكرار او اعادة الابحاث ، فإنني أخبر قراءنا الكرام بأن هذا الكتاب لن يخوض في شرح عقيدة الفداء والكفارة وصلب المسيح من مختلف نواحيها . انما هو بحث مُركز للتحري حول مدى صدقية عبارة { شُبّه لهم } القرآنية ، والتي وردت في معرض كلام القرآن حول صلب عيسى !فهل شُبه لهم بشبيه لعيسى ؟ ام شُبه لهم أي انهم تخيلوا انهم يصلبوه ، بينما الأمر كان مجرد هلوسة جماعية ؟ فما الذي حدث ليلتها بالضبط ؟!
والتي جاز لي ان ادعوها بـــ " ليلة القبض على عيسى " !
الفصل الأول
نظرة فاحصة في اسطورة : شُبه لهم
يحبون عيسى أكثر منا !
أثناء محاوراتي العديدة مع المسلمين ، وخاصة حول موضوع " الصليب " ، كانوا يرددون دوماً حجتهم المتهافتة وهي : اننا نحب عيسى ابن مريم اكثر منكم ، واننا ننزهه من الموت والصلب المهين ، لأننا لا نرضى للأنبياء الاهانة الخ ..
وأتعجب لهذه البهلوانية الفكرية ! فالمسلمين لا يكرمون " المسيح " الحقيقي انما "المسيح المسلم " ! الذي زعموا انه مجرد نبي ، وانه قد تنبأ عن مجيء محمد وانه سيعود ثانية كمسلم مجدد للشريعة الاسلامية وسيموت ويدفن في المدينة المنورة بجانب قبر نبيهم ! هذا هو المسيح الذي يكرمونه وليس المسيح الحقيقي مخلص العالمين . فعيسى المسلم ليس هو يسوع المسيحي !
يسوع ليس عيسى !
فعيسى القرآني ليس هو الرب يسوع المسيح الانجيلي.
فعيسى قد نزل عليه الانجيل بينما يسوع هو كلمة الله نفسه ، وكلمة الله لا ينزل عليه كلام الله ، انما اوعز بروحه القدس لتلاميذه ان يكرزوا بالانجيل اي البشارة ثم كتبت في اربعة روايات بقلم رسله .
كما ان عيسى نسبه القرآن لأمه : " عيسى ابن مريم " ، وهذا لم يرد عن يسوع انما لقبه هو : ابن الله ، ابن الانسان !
حواريي عيسى دعاهم القرآن " مسلمون " : " اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" ( آل عمران :52). بينما تلاميذ يسوع لم يقولوا ابداً بأنهم مسلمون !
عيسى تكلم وهو طفل ، " تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً " ( المائدة: 110). وهذا لم يحدث مع يسوع !انما هي خرافة غنوصية من القرن الثالث . كما ان المسيح لم يصل الى درجة " الكهولة " انما مات وقام وصعد وهو في أوج شبابه !
عيسى بشر بـ " أحمد " ( سورة الصف :6). بينما يسوع لم يتلفظ بهذا الاسم ابداً ولم يبشر بأحد بعده !
عيسى تكلم وهو طفل ، " تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً " ( المائدة: 110). وهذا لم يحدث مع يسوع !انما هي خرافة غنوصية من القرن الثالث . كما ان المسيح لم يصل الى درجة " الكهولة " انما مات وقام وصعد وهو في أوج شبابه !
عيسى بشر بـ " أحمد " ( سورة الصف :6). بينما يسوع لم يتلفظ بهذا الاسم ابداً ولم يبشر بأحد بعده !
ومن جهة اكرامهم وتنزيههم له من الموت نسألهم : ألا تعتقدون ان المسيح سيموت بعدما يعود في اليوم الأخير ويدفن ؟ فاذا كان لابد ان يكون ، اذن تكون اهانة الموت واقعة عليه لا محالة !
وان كان الموت والقتل اهانة للانبياء ، فإن رسولهم محمد قد اعترف بأنه مات مسموماً بسم زعاف أطعمته اياه امرأة يهودية من قبيلة خبير التي غزاها تدعى "زينب بنت الحارث " كان قد قتل أبوها وأخوها وزوجها ! ( 1 )
فإن كان موت المسيح اهانة له ، فكيف لا تكون الاهانة أشد عندما يُقتل نبي العرب بسبب أكله شاة مسمومة وعلى يد إمرأة يهودية قد سبق وفتك بعائلتها ؟!
ونسأل المسلمين الذين يظنون بأن الله لا يسمح بقتل الأنبياء ، كيف تجاهلوا ما جاء في كتابهم : "وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" (سورة آل عمران: 181). وقوله : "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ" (سورة النساء: 155).
فكيف سمح الله بموت وقتل انبياءه اولئك ( 2 ) وهو جالس على عرشه ، لم يحرك ساكناً ، بينما خسف الارض ودمر قوم صالح لأنهم عقروا الناقة ؟!
_____________________________________
( 1 ) " وقال يونس عن الزهري قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي ص يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم " (صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب مرض النبي ص ووفاته).
" وأخرج الواقدي بسند له عن الزهري " أن النبي - ص - قال لها : ما حملك على ما فعلت ؟ قالت: قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي" (فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب المغازي - قصة خيبر).
( 2 ) الغريب ان القرآن لم يذكر أسماء الانبياء الذين قتلهم اليهود لا من قريب ولا من بعيد. وما الاسماء التي أُقترحت كأمثلة للانبياء المقتولين أي : زكريا ويحيى ، انما هي اسماء ذكرها المفسرون . لا أثر لها في القرآن. فأمامنا احتمالين إما ان المفسرين قد جاءهم الوحي وجبريل ، أو انهم لجأوا مضطرين الى الكتاب المقدس لكي يفسروا القرآن! وهو الكتاب الذي قال : " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ " ( النحل : 89).
المسلم ينشأ على كراهية الصليب !
فالمسلمون مبرمجون programmed ومنذ صغرهم بأن صلب المسيح كذبة ابتدعها النصارى الكفرة. وتلك البرمجة حولتهم الى روبوت (رجل آلي ) يتحكم بهم المشايخ بالكمبيوتر أو بالريموت فيتصرفون دون الحاجة الى عقل او تفكير. فينتفضون ويتشنجون حين يسمعون المسيحيين وهم يبشرون بموت المسيح وقيامته فداءاً وكفارة عن العالم . فهم قد برمجوا لكي لا يتمتعوا بأي استقلالية ذاتية وفكرية.
فالاسلام يعادي شعار المسيحية بمنتهى العنف ، اذ يشعر المسلمون بنشوة وارتياح لفكرة كسر الصليب. وخاصة انهم يؤمنون بأن النبي عيسى بن مريم – مسيح القرآن – سيتبرأ من المسيحيين يوم القيامة ويكسر صليبهم عند عودته قبل يوم القيامة بحسب ما جاء في الحديث الصحيح :
· " قال رسول الله ص والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد .." ( صحيح البخاري – كتاب أحاديث الأنبياء – باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام ).
التفسير :
· " أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه , ويستفاد منه تحريم اقتناء الخنزير وتحريم أكله وأنه نجس" (فتح الباري بشرح صحيح البخاري – ابن حجر ).
فعيسى النبي المسلم سيكسر الصليب ويحطمه ويبطل دين النصرانية !!
لا للصليب في اوربا لأنه يزعج المسلمين !
بل وصلت الجرأة والشدة ببغضهم للصليب ان دعت وزيرة المانية من اصل تركي مسلم بازالة الصلبان من المدارس ، وذلك في ألمانيا ذاتها !!
§ " وزيرة ألمانية من أصل تركي تطلب إزالة الصلبان من المدارس" http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2010/4/556165.html
ان كان الصليب يؤذي مشاعركم فلماذا لا ترحلون الى بلدانكم في العالم الثالث ؟!
لبس الصليب في فيلم !
بلغ الأمر بأعداء الصليب ان طالبوا بمقاطعة أعمال الفنان عادل إمام لقيامه بدور قس اسمه بولس ، ويبدو لابساً للصليب ، في فيلم : حسن ومرقص . فأثار المسلمون الغبار ضد هذا الفنان لكونه ارتدى " شعار الكفر " الصليب واعتبروه مجرماً مارقاً عن الدين!! ما هذا الرعب الشديد من شعار الصليب ؟ ما الذي يخيفهم من صليب المسيح وهو رمز الفداء والمحبة والتضحية ؟
ولأن الانسان عدو ما يجهل والمسلمين يجهلون الصليب ، بل يجهلون ما الذي حدث ليلة القبض على عيسى. فيعترضون على الصليب لمجرد الاعتراض ، وحين نطالبهم بالدليل ، بحسب وصية الرب لنا : " قَدِّمُوا دَعْوَاكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. أَحْضِرُوا حُجَجَكُمْ، يَقُولُ مَلِكُ يَعْقُوبَ "( اشعيا 21:41). وهذا حث لنا ان نفحص وندرس ونقارن حججهم ودعواهم التي يقدمونها ، وإلا فالمطالبة بالحجج لا طائل منها ! فحين نطالب بدعواهم يقدمون اعتراضهم على اساس نص قرآني واحد يتيم مشوب بالغموض ( 1 ) ، وقد حير كبار علماء المسلمين في تفسيره ! فلنقرأ هذا النص القراني الغامض :
· "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ " ( النساء : 156- 158).
والآن هل علينا ان نبتلع طعمهم كله ؟ أبداً ، إذن لنبدأ بتحليل هذا النص ، ونسألهم عن مصير عيسى ، فما هو ؟! ما الذي جرى بالتحديد في ليلة القبض عليه ؟
___________________________
( 1 ) القرآن يعترف بأنه يكتض بالكثير من النصوص الغامضة مجهولة المعنى ! بقوله : "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ "( ال عمران : 7). وقد اعتبر نفسه " كتاباً متشابهاً " بشكل كلي! بقوله :" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ " ( الزمر:23). والمتشابه هو الذي لا يرجى تأويله ولا يستأثر أحد بعلمه سوى الله. وقد قال بأن تأويله لم يأتي بعد ، " هل ينظرون إلاّ تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءَت رسل ربنا بالحق " (الاعراف :53). فيكون القرآن متشابهاً في أكثره ، ولن يعلمه أحد الى يوم يأتي " تأويله " ! فلماذا اذن لا نعتبر نص القرآن عن صلب المسيح من ضمن " المتشابه " الذي لا يعلم أحد معناه ؟!
حكايات علماء القرآن عن الشبيه المزعوم
" الدوبلير " !
هل تعلمون ما معنى " دوبلير " ؟ انه الشبيه والبديل. ففى السينما يقوم شخص مدرب بتلقى الضربات، أو القيام بالحركات الخطيرة نيابة عن الممثل الحقيقى. و الدوبلير فى عالم الأكشن Action يقوم بدور مشابه لدور الدوبلير السينمائى. وتتلخص مهمته فى تحمل التهمة نيابة عن الفاعل أو المتهم الحقيقى مقابل مبلغ من المال.
وعلى هذا المبدأ الاخراجي قام كبار علماء المسلمين والمفسرين بفبركة حدوتة خرافية تشبه حكايات علي بابا والاربعين حرامي ، عن شخص " بديل "- مثل الافلام التي تستعين بدوبلير!- تحول الى شخصية عيسى وصلب عنه، وقد تبعهم بذلك التفسير ملايين لا تحصر من المسلمين!
والآن لنأخذ جولة مع القصص الطريفة حول اسطورة الشبيه - الدوبلير !- :
عيسى لبس الريش وطار مع الملائكة !
هذا من تفسير القرطبي عما جرى ليلة القبض على عيسى ، ولاحظوا عملية تبادل الشخصيات - وحتى الملابس - بين عيسى وبين احد اتباعه - الدوبلير الشبيه - الذي أغراه بالجنة ليفر هو بجلده أو بريشه ! لنقرأ :
· " كانت القصة لما أرادوا قتل عيسى اجتمع الحواريون في غرفة وهم اثنا عشر رجلا فدخل عليهم المسيح من مشكاة الغرفة , فأخبر إبليس جمع اليهود فركب منهم أربعة آلاف رجل فأخذوا باب الغرفة . فقال المسيح للحواريين : أيكم يخرج ويقتل ويكون معي في الجنة ؟ فقال رجل : أنا يا نبي الله ; فألقى إليه مدرعة من صوف وعمامة من صوف وناوله عكازه وألقى عليه شبه عيسى , فخرج على اليهود فقتلوه وصلبوه . وأما المسيح فكساه الله الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فطار مع الملائكة ." ( الجامع لاحكام القرآن – القرطبي – آل عمران 55).
طار عيسى مع الملائكة في الجو مثل سوبرمان SuperMan ! ولا أفهم سبب كسوه بالريش مثل الطيور ليطير ، هل كانت هذه الحكايات الملهم الاساسي لعباس بن فرناس ، الذي كسى ذراعيه بالريش والقى بنفسه من فوق جبل فدُقت عنقه ؟
بشر في صورة قردة ، هل شُبه بهم أيضاً ؟
· " روي أن رهطاً من اليهود سبوه وأمه فدعا عليهم فمسخهم الله تعالى قردة وخنازير، فاجتمعت اليهود على قتله فأخبره الله تعالى بأنه يرفعه إلى السماء، فقال لأصحابه : أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة، فقام رجل منهم فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب." (تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل - البيضاوي – النساء 157).
خرافة نسبوها للمسيح بأنه لعن ومسخ الناس الى قردة وخنازير. بينما القرآن الذي ذكر عجائب المسيح لم يذكر هذه بينها ، بل إعتبر بأن المسيح آية للعالمين ولم يكن جباراً شقياً ( مريم : 32 ) والانجيل المبارك لا يحوي ابداً هذا البهتان ، بل بالعكس فهو القائل : " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ" (لوقا 56:9). ولما عقلوه على الصليب ليس فقط لم يدعو عليهم بل انه طلب المغفرة والصفح عنهم " فَقَالَ يَسُوعُ: يَاأَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" ( لوقا 34:23). فليس المسيح من يقابل الشتيمة بالشتيمة – كما كان يفعل غيره ( 1 ) - بل قيل فيه : " الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل " (1 بطرس 23:2).
فليس المسيح من يمسخ البشر الى حيوانات ، وهو الذي جاء لفداء العالم. ليس المسيح هو الاله الاسلامي الذي يحول الناس الى خنازير وقردة ( سورة البقرة 65) ، ولا داروين Darwin الذي اعتبر اجداد الانسان من القردة والشمبانزي !!
______________________________________
( 1 ) " حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت : دخل على رسول الله ص رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا" (صحيح مسلم - البر والصلة والآداب - من لعنه النبي ص أو سبه أو دعا - رقم الحديث 4705) . فهل كان محمد يشتم ويلعن من يغضبوه فقط !!
تشبيه غير متقن !
هيا بنا نقرأ مجموعة من التفاسير المعتمدة لدى القوم :
· " .. (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم بعيسى، أي ألقى الله عليه شبهه فظنوه إياه (وإن الذين اختلفوا فيه) أي في عيسى (لفي شك منه) من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به". (الجلالين – النساء 157).
· " وذلك أن اليهود لما اجتمعوا على قتل عيسى دخل البيت هاربا منهم فرفعه جبريل من الكوة إلى السماء , فقال ملكهم لرجل منهم خبيث يقال له يهوذا : ادخل عليه فاقتله , فدخل الخوخة فلم يجد هناك عيسى وألقى الله عليه شبه عيسى , فلما خرج رأوه على شبه عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه . ثم قالوا : وجهه يشبه وجه عيسى , وبدنه يشبه بدن صاحبنا ; فإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا فوقع بينهم قتال فقتل بعضهم بعضا " ( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – آل عمران : 54).
ولنا ملاحظات جديرة بالتأمل :
1- لو تغير وجه الشبيه فقط الى وجه عيسى وليس جسده ، فهل هذا كان تقصيراً وفشلاً من الله الذي قام بهذا التشبيه ؟! هل كان مستعجلاً لهذه الدرجة ، فلم يلحق في تكميل باقي جسد الشبيه واكتفى بالوجه فقط ؟!
2- ولاحظوا كيف حولوا عيسى الى جبان رعديد فقالوا : " لما اجتمعوا على قتل عيسى دخل البيت هاربا منهم فرفعه جبريل من الكوة إلى السماء " ! عندما يواجه الشخص خطراً فإما أن يقف مكانه ويواجهه وإما أن يهرب. ويسمى هذا التصرف بـ Fight or Flight. بينما في الروايات الاسلامية نجد بأن عيسى قد هرب .. اما الرب يسوع ( المسيح الحقيقي ) فواجه خصومه ببذله ومحبته وكفارته وانتصر على ابليس وقوات الظلمة وقام من بين الاموات. في حين أفلت عيسى من بين اصابعهم كالشعرة من العجين !!
3- اختفاء عيسى من الغرفة قد زاد القصة ضبابية ، فأين اختفى عيسى وكيف ؟ هل رفعه جبريل من الكوة ؟ هل توفى في مكان ما ثم بعثه الله ورفعه ؟ هل تحول الى " شبح " او " الرجل الخفي " Invisible Man او كأبطال مسلسل الخيال العلمي : Star Trek الذين كانوا يختفون داخل مركبتهم الفضائية ليظهروا على أحد الكواكب في ثانية من الزمن ، وبعدها يعودون مرة اخرى!! فماذا حدث لعيسى في تلك الليلة وكيف توارى عن الأنظار فجأة، لماذا لم يلتقي بتلاميذه فيما بعد ؟
لا داعي للتساؤلات وقد نسج كبار علماء القرآن حكاياتهم الخيالية كنسيج العنكبوت ، وقد جعلوا كل خدعة بصرية – وفكرية – داخل قبعة الساحر السوداء كحقيقة للعيان !
هل والدة " الشبيه " كانت مريم العذراء ؟
فلو كان الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده ، نسأل : كيف اذن لم تتمكن مريم العذراء من تمييز جسد ابنها ، وهي التي كانت واقفة تحت الصليب وقد كلمها المسيح ايضاً ؟ ثم كيف لم تميز صوت ابنها من صوت الشبيه المزعوم ؟ ولو كان هناك شبيه لكانت مريم قد اكتشفته مباشرة بمشاعر قلبها كأم مباركة بل سيدة نساء العالمين ! ولكانت قد أخبرت تلاميذه ان الذي على الصليب ليس ابنها المسيح !!
ولو كان المصلوب ليس المسيح فلماذا خاطب العذراء " يا امرأة هوذا ابنك " ويخاطب يوحنا الحبيب " هوذا أمك " ( يوحنا 27:19) ؟
لماذا لم يتحين هذا الشبيه الفرصة وقام بالصياح بأعلى صوته انه ليس المسيح؟ فلو صدقنا المستحيل بأن وجه الشبيه قد تغير فهل نصدق بأن عقله ايضاً قد تغير وفقد القدرة على تمييز ذاته وكأنه أصيب بشيزوفرينيا حادة ؟! فاعتبر ان العذراء هي أمه .. وصدق بأن يوحنا هو تلميذه ! واختلطت عليه ذاته فظن بأنه هو المخلص فأخذ يعد التائبين بالفردوس !
مريم خادعة أم مخدوعة ؟
ونسأل : ما مصلحة العذراء مريم ان تشهد بصلب ابنها ان لم يكن قد صلب حقاً ؟ بماذا استفادت من التستر على هكذا خدعة ونشرها طوال حياتها وحتى ما لاقت ربها ؟ لماذا لم توضح الحقيقة لتلاميذ المسيح طوال فترة بقاءها معهم عن ان المصلوب لم يكن ابنها يسوع ؟ ام انها اشتركت ايضاً في الترويج لتلك الاسطورة لخداع البسطاء ؟ ام ان الله قد القاها في الخديعة مثلهم وجعلها تقاسي أشد الألام المروعة، اذ جاز سيف في نفسها ، بمعاينة عذاب ابنها على الصليب في حين انه لم يكن ابنها انما " شبيه " ؟ هل من الرحمة خداع سيدة طاهرة طيبة مثل مريم ؟
إنجيل المسلمين !
اما سيد قطب – الذي اعدمته السلطات المصرية – لانخراطه في مؤامرة قلب نظام الحكم لصالح الاخوان المسلمين ، ففي تفسيره المعروف " في ظلال القرآن " قد اقتبس من الانجيل الاسلامي المزور ( انجيل برنابا ) اسطورة شبه يهوذا . ثم اردف بتصريح خطير .. لنقرأ :
· " إنجيل برنابا . وهو يخالف الأناجيل الأربعة المعتمدة , في قصة القتل والصلب , فيقول: "ولما دنت الجنود مع يهوذا , من المحل الذي كان فيه يسوع , سمع يسوع دنو جم غفير . فلذلك انسحب إلى البيت خائفا . وكان الأحد عشر نياما . فلما رأى الخطر على عبده , أمر جبريل وميخائيل ورفائيل وأوريل , سفراءه . . أن يأخذوا يسوع من العالم . فجاء الملائكة الأطهار , وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب , فحملوه , ووضعوه في السماء الثالثة , في صحبة الملائكة التي تسبح إلى الأبد . . ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع . وكان التلاميذ كلهم نياما . فأتى الله العجيب بأمر عجيب فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار شبيها بيسوع . حتى أننا اعتقدنا أنه يسوع . أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتش لينظر أين كان المعلم . لذلك تعجبنا وأجبنا:أنت يا سيدي معلمنا . أنسيتنا الآن ؟ . . إلخ" .
وهكذا لا يستطيع الباحث أن يجد خبرا يقينا عن تلك الواقعة - التي حدثت في ظلام الليل قبل الفجر - ولا يجد المختلفون فيها سندا يرجح رواية على رواية . " ( في ظلال القرآن – سيد قطب – النساء 157).
وهكذا لا يستطيع الباحث أن يجد خبرا يقينا عن تلك الواقعة - التي حدثت في ظلام الليل قبل الفجر - ولا يجد المختلفون فيها سندا يرجح رواية على رواية . " ( في ظلال القرآن – سيد قطب – النساء 157).
ان مجرد لجؤوهم الى الكتاب المسخ انجيل برنابا لدليل على مدى تخبطهم !
ويكفي لدحض هذا الكتاب الهابط ما وصفه به الاستاذ الشهير عباس محمود العقاد حين قال عن انجيل برنابا المزيف :
· " لوحظ في كثيرٍ من عباراته أنَّها كُتبت بصيغة لم تكنْ معروفة قبل شيوع اللغة العربيَّة في الأندلس وما جاورها، وأنَّ وصف الجحيم فيه يستند إلي معلومات متأخِّرة لم تكنْ شائعة بين اليهود والمسيحيِّين في عصر الميلاد نشكُّ في كتابة برنابا لتلك العبارات لأنَّها من المعلومات التي تسرَّبت إلي القارة الأوربيَّة نقلاً عن المصادر العربيَّة وكذلك تتكرَّر في الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهوديّ المطَّلع علي كتب قومه، و لا يردّدها المسيحيّ المؤمن بالأناجيل المعتمدة ولا يتورَّط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن " (جريدة الأخبار الصادرة في 16/10/ 1959).
وبعد ان سرد سيد قطب فقرة طويلة من كتاب برنابا المزعوم ، قام بنسف حجته قائلاً : " وهكذا لا يستطيع الباحث أن يجد خبرا يقينا عن تلك الواقعة - التي حدثت في ظلام الليل قبل الفجر " !! فكان الصمت أولى بك يا سيد قطب !
مبادلة ظالمة !
لنقرأ ما اورده إمام المفسرين الطبري ولاحظوا اعترافه في البداية :
· " واختلف أهل التأويل في صفة التشبيه الذي شبه لليهود في أمر عيسى , فقال بعضهم : لما أحاطت اليهود به وبأصحابه , أحاطوا بهم , وهم لا يثبتون معرفة عيسى بعينه , وذلك أنهم جميعا حولوا في صورة عيسى , فأشكل على الذين كانوا يريدون قتل عيسى , عيسى من غيره منهم , وخرج إليهم بعض من كان في البيت مع عيسى , فقتلوه وهم يحسبونه عيسى . ذكر من قال ذلك : 8484 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا يعقوب القمي , عن هارون بن عنترة , عن وهب ابن منبه , قال : أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت , وأحاطوا بهم , فلما دخلوا عليهم صورهم الله كلهم على صورة عيسى , فقالوا لهم : سحرتمونا ! لتبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا ! فقال عيسى لأصحابه : من يشتري نفسه منكم اليوم بالجنة ؟ فقال رجل منهم: أنا فخرج إليهم فقال : أنا عيسى ! وقد صوره الله على صورة عيسى , فأخذوه فقتلوه وصلبوه. فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى , وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى , ورفع الله عيسى من يومه ذلك . وقد روي عن وهب بن منبه غير هذا القول ... وقال آخرون : بل سأل عيسى من كان معه في البيت أن يلقى على بعضهم شبهه , فانتدب لذلك رجل , فألقي عليه شبهه , فقتل ذلك الرجل ورفع عيسى ابن مريم عليه السلام. ذكر من قال ذلك : 8486 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه } ... إلى قوله : { وكان الله عزيزا حكيما } أولئك أعداء الله اليهود ائتمروا بقتل عيسى ابن مريم رسول الله , وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه . وذكر لنا أن نبي الله عيسى ابن مريم قال لأصحابه : أيكم يقذف عليه شبهي فإنه مقتول ؟ فقال رجل من أصحابه : أنا يا نبي الله. فقتل ذلك الرجل , ومنع الله نبيه ورفعه إليه . * - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } قال : ألقي شبهه على رجل من الحواريين فقتل , وكان عيسى ابن مريم عرض ذلك عليهم , فقال : أيكم ألقي شبهي عليه له الجنة؟ فقال رجل : علي. 8487 - حدثنا محمد بن الحسين , قال : ثنا أحمد بن المفضل , قال : ثنا أسباط , عن السدي : أن بني إسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلا من الحواريين في بيت , فقال عيسى لأصحابه : من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة ؟ فأخذها رجل منهم . وصعد بعيسى إلى السماء , فلما خرج الحواريون أبصروهم تسعة عشر , فأخبروهم أن عيسى عليه السلام قد صعد به إلى السماء , فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلا من العدة , ويرون صورة عيسى فيهم , فشكوا فيه . وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنه عيسى وصلبوه..".
( جامع البيان - ابن جرير الطبري – النساء 157).
كان يكفي المفسرين والتابعين ( رضي الله عنهم ! ) مثل هذا الخبط الصبياني والخلط والتضارب في تحديد من بالضبط وقع عليه الشبه ؟! ومن أوقع الشبه هل الله أم المسيح ؟ وعدد من كانوا مع عيسى حين وقوع الشبه وعدد من وقع عليهم الشبه ؟ وكيفية وقوع الشبه ؟ وهل شمل الشبه كل شيء الملابس والهيئة والوجه والصوت الخ ؟!
لن أبالغ لو قلت : ان ما قرأناه أعلاه لا يعدو كونه مجرد سيناريو متدني لمجموعة من كبار الصحابة والتابعين يصلح لانتاج فيلم اسلامي كالافلام التي يعرضونها في شهر رمضان او عيدي الفطر والاضحى ، كفيلم الرسالة ، وفجر الاسلام وغيرها.. واقترح عليهم : لم لا ينتجوا فيلماً عن " الشبيه " ؟
ولنا تعليق ضروري على الشاهد السابق من الطبري :
ان كان الله قد أخبر المسيح بانقاذه ورفعه فما الداعي ان يلجأ المسيح الى طريق الغش معرضاً حياة احد تابعيه واصحابه للموت عوضاً عنه بلا داع ؟ هذا الى جانب انه يظهر بمظهر الانانية وحب الذات وهو الأمر المعاكس لإخلاق المسيح الذي بذل نفسه عن الجميع . كما ان هذه الروايات تتهم المسيح بعدم الثقة بوعد الله وبنجاته فخاف ان يتخلى الله عنه فعمد الى طريق ملتوي وأعد احد تلاميذه ليموت عنه عند اللزوم فيما لو نسى الله وعده ! بينما الانجيل يصوره كالفادي الذي واجه اعداءه كاشفاً عنه نفسه لهم طالباً منهم ان يتركوا تلاميذه ليذهبوا ( يوحنا 4:18-9). فالذي واجه الاعداء بهذه الشجاعة وقد سقطوا امامه من هيبته وجلاله طالباً منهم ان يأخذوه وحده دون تلاميذه ، لا يمكن تصديق افتراء مفسري القرآن بأنه خاف وطلب من احدهم ان يموت عوضا عنه وهو رأي فاسد لا يوزن بأن منطق !
فداء للفادي !
نتعجب من محاربة الاسلام لتعليم الفداء الكفاري النيابي ، لينفوا حقيقة نيابة موت المسيح ، بينما أوقعوا أنفسهم في اشكالية " الشبيه " المزعوم الذي فدى بنفسه عن المسيح ليموت عنه ، دون ذنب اقترفه ، ألا يعتبر هذا موتاً فدائياً يرفضه الاسلام ، أم هو الكيل بمكيالين ؟
شعراوي أم شهرزاد ؟
اما الشيخ الشهير متولي الشعراوي فيستفيض في ذكر تلكم القصص الاسطورية حول الشبيه ، وبدلاً من أن يقوم بإعمال عقله ، وجدناه يروى على سامعيه خرافات العرب وألف ليلة وليلة وكأنه أستسمح شهرزاد فى أن يقوم بتمثيل دورها فى رواية تلك الاساطير لتنويم وتخدير الملك ! قال الشعراوي :
· " .. ونعلم أن الحواريين وأتباع سيدنا عيسى كانوا يلفون رءوسهم ويدارون سماتهم، ولذلك قال الحق لنا: وَلَـاكِن شُبِّهَ لَهُمْ أي أنهم قد شبه لهم أنهم قتلوه.واختلفت الروايات في كلمة " شبه لهم ، فمن قائل: إنهم حينما طلبوا عيسى ابن مريم ليقتلوه دخل خوخة، والخوخة هي باب في باب، وفي البيوت القديمة كان يوجد للبيت باب كبير لإدخال الأشياء الكبيرة، وفي هذا الباب الكبير يوجد باب صغير يسمح بمرور الأفراد، وفي سقف يسمح بمرور الأفراد، وفي سقف البيت توجد فتحة وكوَّة اسمها (روزنة) أو (ناروظة).فلما طلبوا عيسى دخل الخوخة، ودخل خلفه رجل اسمه " تطيانوس " وعندما رأى سيدنا عيسى هذا الأمر ألهمه الله أن ينظر إلى أعلى فوجد شيئاً يرفعه، فلما استبطأ القومُ " تطيانوس " خرج عليهم فتساءلوا: إن كان هذا تطيانوس فأين عيسى؟ وإن كان هذا عيسى فأين تطيانوس؟إذن فقد اختلط عليهم الشبه بين " تطيانوس " وعيسى، وألقى الله شبه عيسى على " تطيانوس " فقتلوه. أو أن عيسى عليه السلام حينما دخلوا عليه كان معه الحواريون وقال لهم عيسى: أيكم يُلقي عليه شبهي وله الجنة؟ فماذا إذن يريد الحواري لنفسه أكثر من الجنة؟ وقدم عيسى عليه السلام الجائزة الكبرى لأي مؤمن، وقبل واحد من الحواريين هذه المهمة، ويقال له " سرخس ". فألقى شبه المسيح عيسى عليه، فقتل اليهود " سرخس".وقالوا: إنه حينما عرف بعض الذين ذهبوا لقتل عيسى أنه رُفع، خافوا أن تنتشر حكاية رفع عيسى بين الناس فيؤمنوا برسالة عيسى، وقد ينتقم الناس من الذين أرادوا قتله. ولذلك جاء القتلة بشخص وقتلوه وألقى على هذا القتيل شبه عيسى وأعلن القتلة أنهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم. أو أن القتيل هو واحد ممن باعوا نبي الله عيسى لليهود، ولما رأى المشهد ووجد المتربصين بعيسى يدخلون على الحواريين وفيهم عيسى وسأل المتربصون الحواريين: أيكم عيسى؟ فتيقظت ملكة التوبة في نفس الذي وشى بعيسى وقاده تأنيب الضمير على خيانة الرسول إلى أن يقول: " أنا عيسى ". ولم يتصور المتربصون أن يجيب إنسان على قولهم: " أيكم عيسى ". إلا وهو عيسى بالفعل؛ لأن مشهد المتربصين يوحي أنهم سيقتلون عيسى. وقتلوا الذي اعترف على نفسه دون تثبت. أو أن واحداً باع عيسى لقاء ثلاثين دينارأً وتشابه عليهم كبيراً بتلك الروايات " ( خواطر الشيخ الشعراوي – سورة النساء 157).
فحكى الشعراوي - وكأنه شهرزاد الف ليلة - عن اسماء وهمية اقترحها عن شخصية " الدوبلير " ، فتارة هو " تطيانوس " ، وتارة هو " سرخس " ممن تطوعوا للتبادل طمعاً في الجنة ، وتارة انه احد الخونة تاب في اللحظة الاخيرة وادعى على نفسه انه عيسى فصلبوه !! بربكم، أليس بواسطة هذه الحكايات العجائزية الخرافية كان الشعراوي يضلل ملايين المسلمين على شاشات التلفزة ؟
تعليق عام على روايات الشبيه :
من الملفت ان معظم هذه الروايات مجرد حكايات متناسخة كتناسخ أرواح الهندوس التي تنتقل من جسد إلى الآخر.
صدقوني هذه الاراء السقيمة لا تحتاج لتسفيهها الى ادلة خارجية اذ انها تحمل بداخلها دليل بطلانها لما حوته من خرافات متناقضة .تراهم يركضون في دائرة مفرغة فكيف يتفقون في أمر لا أساس له !
فالتناقض في اقوال الشاهد يسقط القضية برمتها. ألايعقلون هذا ؟
ولن نؤاخذهم كثيراً فالآية تنص انهم ما صلبوه لكن شبه لهم، فكأنهم لما رأوا انفسهم مضطرين الى تفسير الآية اللغز ! ولا تاريخ لهم يعتمد عليه، كيف شبه لهم ولا تلميح الى ذلك في الكتاب المقدس بل بالحري ما ينافيه تماماً ، لجأوا الى التخيل والأوهام ، فهام كل منهم في جهة تباين الاخرى وتناقضها !!
ونسأل : هل من حكوا تلك الروايات كانوا من بسطاء وعوام المسلمين ؟ ام كانوا من كبار التابعين ومفسري القرآن من اهل السلف الذين يعود اليهم " السلفيين " وأهل السنة والجماعة في كل أمور الدين ؟
والجواب : ان حكاية " الدوبلير " او البديل قد رواها كبار التابعين من أهل القرآن كما قرأنا اسماءهم في الشاهد السابق من تفسير الطبري ، فهل كان أهل السلف مجرد ثلة من الكذبة المفترون " الحكواتية " للاساطير او الـ Fairy Tales !!
رواية الشبيه عن ابن عباس صحيحة !!
· " .. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين يعني فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال : إن منكم من يكفر بي اثني عشر مرة بعد أن آمن بي قال : ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له : اجلس . ثم أعاد عليهم فقام ذلك الشاب فقال : اجلس . ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال : أنا فقال : هو أنت ذاك فألقي عليه شبه عيسى ... وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس ورواه النسائي عن أبي كريب عن أبي معاوية بنحوه وكذا ذكره غير واحد من السلف أنه قال لهم أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني وهو رفيقي في الجنة ." باختصار ( تفسير القرآن العظيم – ابن كثير – النساء 158).
صدقوا أم كذبوا ؟
كبار أهل السلف من التابعين ( من عصر خير القرون كما وصفهم محمد) أمثال : قتادة ، مجاهد ، ابن جريج ، وعلى رأسهم الصحابي عبدالله بن عباس ، قد رووا قصة الشبيه المقتول بدلاً من عيسى ، فهل كذبوا أم قالوا الصدق ؟!
هل إفترى الصحابي الكبير عبدالله بن عباس لروايته عن " الشبيه " - الدوبلير البديل - لعيسى أم صدق ؟ هل سيكذبونه ويكذبون كبار التابعين ، ليفروا من مواجهة اسطورة " الشبيه " المكذوبة الركيكة المليئة بالثقوب كالجبنة السويسرية ! بينما الجبنة مفيدة دسمة ، اما نظرية الشبيه فسقيمة سامة.
ينقضون بيتهم بأيديهم !
وبما ان إخوتنا المسلمين يصدعوننا بأنهم لا يأخذون دينهم الا من القرآن والحديث الصحيح ..اذن لماذا صدّق ملايين المسلمين اسطورة " شبيه عيسى " الذي صلب عوضاً عنه ، في حين ان لا القرآن ولا الحديث الصحيح قد ذكرا ذلك ؟
بل كانت مجرد نتاج روايات سرت في مخيلة المفسرين الصحراوية الخصبة !ويكفيها تناقضاتها واختلافاتها الشنيعة ، وصبيانية عقول من اخترعوها !وهم الذين اضطرهم غموض النص القراني للالتجاء الى الخيال . وقد اعترفوا بهذه التناقضات الضاربة في اعماق الخرافة ! فقالوا :
وبما ان إخوتنا المسلمين يصدعوننا بأنهم لا يأخذون دينهم الا من القرآن والحديث الصحيح ..اذن لماذا صدّق ملايين المسلمين اسطورة " شبيه عيسى " الذي صلب عوضاً عنه ، في حين ان لا القرآن ولا الحديث الصحيح قد ذكرا ذلك ؟
بل كانت مجرد نتاج روايات سرت في مخيلة المفسرين الصحراوية الخصبة !ويكفيها تناقضاتها واختلافاتها الشنيعة ، وصبيانية عقول من اخترعوها !وهم الذين اضطرهم غموض النص القراني للالتجاء الى الخيال . وقد اعترفوا بهذه التناقضات الضاربة في اعماق الخرافة ! فقالوا :
· " ثم أخبر تعالى أن بني إسرائيل ما قتلوا عيسى ولا صلبوه ولكن شبه لهم، واختلفت الرواة في هذه القصة وكيفيتها اختلافاً شديداً أنا أختصر عيونه، إذ ليس في جميعه شيء يقطع بصحته، لأنه لم يثبت عن النبي عليه السلام فيه شيء. " ( تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز- ابن عطية ).
اقصوصة خرافية غير صحيحة ، ومع ذلك صدقها المسلمين على مر الاجيال !
بل بلغ تخبط علماء المسلمين فقالوا بأن النصارى ربما يكونوا من قتلوه! نقرأ :
· " .. قال الـكلـبي : اختلافهم فيه هو أن اليهود قالتْ نحْنُ قتلناه، وقالت طائفة من النصارى نحن قتلناه ، وقالت طائفة منهم ما قتله هؤلاء ولا هؤلاء بل رفعه الله إلى السماء، ونحن ننظر إليه، وقيل: كان الله تعالى ألقى شَبه وجه عيسى عليه السلام على وجه صطيافوس ولم يلقه على جسده، فاختلفوا فيه فقال بعضهم قتلنا عيسى، فإن الوجه وجه عيسى عليه السلام وقال بعضهم لم نقتله لأن جسده ليس جسد عيسى عليه السلام، فاختلفوا".( تفسير معالم التنزيل- البغوي ).
لهذا الدرك قد وصل خيال علماءهم.
هل " التشبيه " حكمة أم سفسطة ؟!
هذه هي نتيجة نظرية " الشبيه " الاسلامية ، التناقضات !
فقد تناقض علماء ومفسري القرآن في موقفهم منها .. فمن قائل أنها حكمة بالغة ، وآخر يعاكسه معتبراً اياها بأنها " سفسطة " وتلبيس وتجهيل !
فالمفسر الفاضل ابن كثير يراها حكمة بالغة لنقرأ :
· " خرج أولئك النفر فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه وتبجحوا بذلك وسلم لهم طوائف من النصارى ذلك لجهلهم وقلة عقلهم ما عدا من كان في البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه . وأما الباقون فإنهم ظنوا كما ظن اليهود أن المصلوب هو المسيح ابن مريم حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المصلوب وبكت ويقال إنه خاطبها والله أعلم وهذا كله من امتحان الله عباده لما له في ذلك من الحكمة البالغة " ( تفسير ابن كثير – النساء 157).
أما المفسر الشهير الامام الفخر الرازي فهو يراها تضليلاً وسفسطة !
فقد ساق الفخر الرازي في تفسيره المسمى : ( التفسير الكبير) فى تفنيد القاء الشبه اعتراضات منها:
فقد ساق الفخر الرازي في تفسيره المسمى : ( التفسير الكبير) فى تفنيد القاء الشبه اعتراضات منها:
· " أنه إن جاز أن يقال: أن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة، فإنا إذا رأينا زيداً فلعله ليس بزيد، ولكنه ألقى شبه زيد عليه، وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك، وثوقاً به، وأيضاً يفضي إلى القدح في التواتر لأن خبر التواتر إنما يفيد العلم بشرط انتهائه في الآخرة إلى المحسوس، فإذا جوزنا حصول مثل هذه الشبهة في المحسوسات توجه الطعن في التواتر، وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع، وليس لمجيب أن يجيب عنه بأن ذلك مختص بزمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لأنا نقول: لو صح ما ذكرتم فذاك إنما يعرف بالدليل والبرهان، فمن لم يعلم ذلك الدليل وذلك البرهان وجب أن لا يقطع بشيء من المحسوسات ووجب أن لا يعتمد على شيء من الأخبار المتواترة، وأيضاً ففي زماننا إن انسدت المعجزات فطريق الكرامات مفتوح، وحينئذ يعود الاحتمال المذكور في جميع الأزمنة: وبالجملة ففتح هذا الباب يوجب الطعن في التواتر، والطعن فيه يوجب الطعن في نبوّة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهذا فرع يوجب الطعن في الأصول فكان مردوداً".
وفي النهاية أراح الرازي رأسه والقى بالمسألة جنباً وترك علمها لله وحده! فقال:
" وهذه الوجوه متعارضة متدافعة، والله أعلم بحقائق الأمور." (تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير- الرازي تفسيراً لسورة النساء 157).
عزيزي القارئ كنا سنتفهم وضع علماء القرآن ان كانوا قد اختلفوا حول معنى آية تعليمية أو رمزية . لكن الطامة الكبرى انهم اختلفوا حول آية تتكلم عن حدث تاريخي أجمعت عليه تواريخ الأمم . وهو أمر جلل !
شبيه محمد .. والسينما !
لنطرح على المسلمين سؤالاً خطيراً وهو : هل سيرضى محمد بأن يأخذ أحد شبههُ وشخصيته ؟!
لقد عادت بي الذاكرة الى ايام المرحلة الاعدادية واذ كنت في مكتبة المدرسة وقعت في يدي اعداد قديمة من مجلة الوعي الاسلامي ، ولشغفي بقراءة المؤلفات الاسلامية قمت بتصفح تلك الاعداد فعثرت على مقالاً ملفتاً ، فقد ورد في مجلة الوعي الاسلامي ( عدد يوليو 1968 ) جواباً عن سؤال يطرحه مسلم وخلاصة السؤال والجواب ما يلي :
· " لماذا لا يبيح العلماء المسلمون ظهور الرسول محمد ص على شاشة التلفزيون وعلى المسرح فيما غيره من الانبياء كالمسيح وموسى لا يجد علماء المسيحية واليهودية حرجاً في ظهورهما. فالايام قد تبدلت فضلاً عما في الظهور على الشاشة من سبيل للدعوة الاسلامية لغير المسلمين " ويجيب الشيخ رضوان البيلي على السائل قائلاً : " ان الأمر يتصل بالدين ، وما يتصل بالدين لا يقلد فيه الاسلام غيره. فتكريم الانبياء والرسل في الاسلام اصل من اصول العقيدة ، وتمثيل النبي والرسول هو قيام انسان آخر بتقليده في اقواله وحركاته في موقف من المواقف، ومهما بلغ الممثل من اتقان دوره والاندماج في شخصية من يمثل فانه لن يكون مثله تماماً وهو كذب على النبي وكذب على الله . على ان الشخص المقلد لم يتجرد من شخصيته الاصلية بما فيها من نقص وعيب .. وان الله عز وجل قد حال بين شياطين الجن وبين الظهور في صورة الانبياء والمرسلين رحمة بالناس وتعظيماً لسفرائه الى خلقه ..".
اكتفي الى هذا الموضع من جواب الشيخ ولنذهب سائلين احد مشايخ الاسلام الكبار حول قضية تجسيد الانبياء ( 1 ) في الاعمال السينمائية :
· " أجمع علماء المسلمين على تحريم تقديم الشخصيات الإسلامية في أعمال فنية ومن ينادي بأن هذه الأعمال تعطي صورة للإسلام وتساعد الغرب على فهمه واعتناقه أيضا أقول هذا هراء". (الشيخ يوسف البدري - عضو مجمع البحوث الإسلامية - مفتي الشارقة السابق ).
ولنقرأ ما قررته لجنة الرقابة في مصر :
· " يمنع ظهور صورة الرسول (ص) صراحة أو رمزا أو صورة أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة وسماع أصواتهم وكذلك إظهار صورة السيد المسيح وصور الأنبياء بصفة عامة وعلى أن يراعى الرجوع في كل ما سبق للجهات الدينية المختصة". ( وزارة الإعلام والثقافة المصرية - لجنة الرقابة على المصنفات الفنية - الفقرة (5) من قرار رقم 220 لعام 1976 ).
__________________________
( 1 ) في العام 1926 حاول الفنان المصري يوسف وهبي تجسيد شخصية محمد في فيلم وقد واجهته عاصفة من احتجاجات شديدة من علماء الأزهر وطالبوه باعتذار علني ، حتى ان القضية قد وصلت الى الملك فؤاد الذي هدده بسحب الجنسية المصرية منه اذا قام بتأدية الدور !! فلماذا لا يعتذرون عن فكرتهم حول صلب المسيح ، وان ما حدث ليلة القبض على عيسى كان مجرد " تمثيل " ودوبلير لشخص عيسى ؟!
والآن بعد الاطلاع على موقف المسلمين الحازم والصارم برفض ظهور اي تشخيص وتمثيل لمحمد أو حتى احد من صحابته في الاعمال التلفزيونية ، ألم يتبادر الى خاطرك عزيزي القارئ ما سبق ان تبادر الى خاطري حينما قرأت المقال في مجلة الوعي الاسلامي ، وهو اسطورة " الشبيه " اي القاء الله شبه المسيح على سواه . وهنا نسأل اخوتنا المسلمين سؤالاً محرجاً : ألا يكون الله استناداً الى تعليلات الشيوخ السابقة قد أتى منكراً بالنسبة الى المسيح وبالنسبة الى ذاته وايضاً بالنسبة الى الناس ؟! وهل ما فعله ذلك الاله من القاء شبه المسيح على انسان بريء يعتبر " رحمة بالناس وتعظيماً لسفرائه الى خلقه " على حد ما جاء في كلام الشيوخ ؟ وهل عظّم الله المسيح في نظر خلقه بواسطة هذه الحيلة ، أم انه حط من شأنه ومكانته اذ يؤمن أغلب سكان الارض بأن المسيح مات مصلوباً ، في حين انه لم يكن هو الذي صلب بل شبيه له ؟ ان كانوا يتحرجون من اظهار "شبيه " لمحمد ليمثل دوره ، فكيف لا تطرف لهم عين حين ينسبون هذا الفعل الذميم الى الله وانه القى شبه المسيح على آخر ليصلب ، ليس على خشبة مسرح ، بل على مسرح التاريخ .!
كيف ينزهون الله من هذا التعوج في الفعل اذا هم ظلوا على القول باسطورة الشبه ومن تبعة هذا العمل البهلواني الذي لم يكن الله في حاجة اليه لانقاذ المسيح من يد صالبيه وتضليل الناس بمثل هذه " البلفة " الغريبة كيفما قلبتها ونظرت فيها ؟!
إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ !
هل تذكرون العبارة الشهيرة التي اطلقها الدكتور المصري المسلم " حسن حنفي " حين قال : " أن القرآن سوبرماركت " !! بمعنى : يمكن لأي أحد أن ينتقي منه أي فكرة يريد دعمها ! والآن لنفحص هذه العبارة التي قيلت عن ليلة القبض على عيسى :
" وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ " ( النساء :157).
من هم الذين اختلفوا فيه ؟ هل تصدقون بأن المفسرين المسلمين هم الذين "اختلفوا" في تحديد الذين " اختلفوا " ؟! دائرة مغلقة القاهم القرآن في دهاليزها !
· " قيل: إنه عن جميعهم. وقيل: إنه لم يختلف فيه إلا عوامّهم؛ ومعنى ٱختلافهم قول بعضهم إنه إلۤه، وبعضهم هو ابن الله. قاله الحسن: وقيل ٱختلافهم أن عوامهم قالوا قتلنا عيسى. وقال من عاين رفعه إلى السماء: ما قتلناه. وقيل: ٱختلافهم أن النُّسْطُورِيّة من النصارى قالوا: صلِب عيسى من جهة ناسُوته لا من جهة لاهُوته. وقالت المَلْكانية: وقع الصلب والقتل على المسيح بكماله ناسوتهِ ولاهوتهِ. وقيل: ٱختلافهم هو أنهم قالوا: إن كان هذا صاحبنا فأين عيسى؟! وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا؟ ٰ وقيل: ٱختلافهم هو أن اليهود قالوا: نحن قتلناه، لأن يهوذا رأس اليهود وهو الذي سعى في قتله. وقالت طائفة من النصارى: بل قتلناه نحن. وقالت طائفة منهم: بل رفعه الله إلى السماء ونحن ننظر إليه." ( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – النساء 157).
قيل .. وقيل الخ !! لن نبالغ بكلمة ، ان قلنا بأن أكثر الذين اختلفوا في ما حدث ليلة القبض على عيسى هم : المسلمون !
فمحمد لم يكن شاهد عيان ، ولا الصحابة ولا مفسري القرآن ، ومع ذلك فقد طرحوا مئات القصص والحكايات والقال والقيل عن الشبيه الدوبلير ، وكلها ظنون وتهيؤات ! والقرآن يرفض اتباع الظن : " وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً " ( يونس :36). " إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" ( يونس :66).
فأتبع المسلمون الظن وهم يخرصون ، عوضاً عن ان يطيعوا وصية قرآنهم الذي أحالهم الى أهل الكتاب ان اعتراهم الشك في قضية دينية ما بقوله :
" فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" (يونس : 94).
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"(النحل : 43 ).
فإن كان المسلم لا يعلم ما حدث ليلة القبض على عيسى فليسأل أهل الذكر أي اهل الكتاب ، وهم سيعلموه من نور انجيلهم الذي يتلونه بين أيديهم !
فلو كان أهل الكتاب مختلفون في حادثة صلب المسيح ( وهذا غير صحيح ابداً ) فلماذا لم يتقدم القرآن ليوضح لنا و " يبين " الذي اختلفنا فيه بحسب قوله :
" وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( سورة النحل :64). وانتبهوا لقوله : " إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ "! يبين ، فأين تبيانه عن صلب المسيح لو كانوا حقاً قد اختلفوا فيه ؟
بينما الذين اختلفوا فيه ولم يتبعوا إلا الظن ، ما هم سوى المسلمون ! الذين اختلفوا بقصص عشوائية عن الشبيه القوها على عقول عوام المسلمين – وكأنه قصف عشوائي – فتناقلوها بتناقضاتها واهتراءها ! واختلفوا كذلك في وفاة المسيح وعبارة " إني متوفيك " ( آل عمران:55). بل واختلفوا حتى بعبارة " وما قتلوه يقيناً " كما سيأتي بيانه بعد صفحات . فعلى ماذا اتفقوا إذن ؟
بين نجاة عيسى ونجاة ابراهيم !
قال القرآن عن قصته حول احراق ابراهيم بواسطة قومه :
" فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ" (العنكبوت :24). قارنوا الآن :
- اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار
- وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
والآن يا اخي المسيحي اسأل صديقك المسلم : لماذا لم يحدد الله ما حدث ليلة صلب عيسى بكلمات شفافة مفهومة تشفي الغليل وتدخل للذهن فكرة نجاة عيسى من الموت بكل يُسر ، بذات الوضوح الذي قاله عن نجاة ابراهيم : " فأنجاه الله من النار " ؟ بأن يقول مثلاً: فأنجاه الله من الصلب ؟!
لماذا كان واضحاً هنا ، وغامضاً هناك كغموض مثلث برمودا !؟
الفصل الثاني
طائفة الأحمدية : المسيح صُلب لكنه لم يمت !!
ملايين قالوا ان هناك " شبيه " مقتول بدلاً من عيسى . وانتشرت هذه النظرية ، في العالم الاسلامي وعلى مدى 14 قرناً ، الى ان ظهرت الطائفة الاحمدية (القاديانية ) ! وحاولت ايضاح ما غمض في النص القرآني ، فزعمت بأن المسيح قد صُلب ولكن قد أغمي عليه ولم يمت ، وبعد ان ساعده اتباعه سافر الى الهند ومات شيخاً بعمر 120 سنة ، وقبروه في كشمير !!
وقد ادعى مؤسس الجماعة المدعو غلام ميرزا غلام أحمد النبوة وبأنه مجدد دين الاسلام . وانه المهدي المنتظر المسيح الموعود. وتتركز عقيدة الأحمدية عن صلب المسيح في رسالتين بعنوان :" المسيح الناصري في الهند " ، وهي من تأليف ميرزا غلام أحمد نفسه ، والثانية بعنوان " وفاة المسيح ابن مريم والمراد من نزوله ". والنظرية تدعى بالانجيلزية : The swoon theory
الشيخ أحمد ديدات المروج الأول للأحمدية !
لسنا نتهم الشيخ ديدات بأنه كان قاديانياً ، فهذه التهمة قد وجهها اليه مسلمين كثر في جنوب افريقيا ، ولكننا نقول بأنه المروج الأنشط لمعتقدها بخصوص صلب المسيح ، الذي اعتنقه ودعا اليه وركز على نشره في محاظراته ومناظراته وكتيباته فألف مجموعة كتيبات بهذا الخصوص مثل : " صلب المسيح حقيقة أم افتراء " و " قيامة أم انعاش " و " من دحرج الحجر " الخ وقد وزع مركزه العالمي لنشر الاسلام IPCI مئات الألوف من نسخها مجاناً ! وجلها تتمحور حول الفكر القادياني بأن المسيح قد صُلب وعلقوه على الصليب ولكنه لم يمت !!!
ميرزا غلام احمد " المسيح المهدي " !! الشيخ أحمد ديدات مروج لفكر الأحمدية
وقد كفانا أحد الاساتذة المسلمين مؤونة الرد على احمد ديدات وتناقض وغموض موقفه من صلب المسيح ، وهو الاستاذ يوسف الطويل الذي ألف كتاباً يثبت فيه بأن ديدات كان قاديانياً ، وسأقتبس هذه الفقرات من كتاب الطويل اذ قال :
· " من خلال ما تقدم يتضح لنا ان موقف أحمد ديدات من قضية صلب المسيح يطابق وجهة نظر القاديانيين، هذا بالرغم من انه يبدو للبعض انه يشوبه كثير من عدم الوضوح أو ربما التناقض ، فهو يقول :
"لا أتوقع أن يسألني أي شخص عن عقيدتي كمسلم فيما يتعلق بموضوع الصلب، عقيدتي هي عقيدة القرآن كما وردت بدقة في الآية 157 من سورة النساء" . (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء. ترجمة علي الجوهري. دار الفضيلة. ص88.) وعندما نرجع إلى كتاباته ومناظراته نرى العجب، فهو يقول:
1 - إن المسيح صُلب وأُغمي عليه، ولكنه لم يمت على الصليب، وأن الشبهة هنا هي الاشتباه في موته. ويورد ما يدعى أنه ثلاثين دليلاً على عدم موت المسيح على الصليب.( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء، من دحرج الحجر، آية يونان.)
2 - وفي موضع آخر يقول إن الذي صُلب هو شخص آخر يشبهه. "أما إنجيل برنابا فيؤيد النظرية التي تقول إن شخصاً آخر قُتل محله على الصليب، وهذا يتفق مع وجه نظرنا نحن المسلمين. فهنا الشبهة التي حصلت بقتلهم شخصاً آخر يشبهه " . (عيسى إله أم بشر أم أسطورة؟ ترجمة محمد مختار. ص138-139.)
3 - ومرة ثالثة يقول: فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه. ولكن بدا لهم كأنهم فعلوا ذلك، فقد ظنوا أنهم فعلوا but it was made to appear to them so ولكنهم لم يصلبوا ولم يقتلوا المسيح.. لأنه من المؤكد أنهم لم يقتلوه، هذا هو مفهوم المسلمين لشبهة صلب المسيح وقتله، هي أنهم لم يقتلوه، ولكن هذا ما ظنوه في عقولهم أنه فعلوه .( المرجع السابق. ص112.)..".
"لا أتوقع أن يسألني أي شخص عن عقيدتي كمسلم فيما يتعلق بموضوع الصلب، عقيدتي هي عقيدة القرآن كما وردت بدقة في الآية 157 من سورة النساء" . (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء. ترجمة علي الجوهري. دار الفضيلة. ص88.) وعندما نرجع إلى كتاباته ومناظراته نرى العجب، فهو يقول:
1 - إن المسيح صُلب وأُغمي عليه، ولكنه لم يمت على الصليب، وأن الشبهة هنا هي الاشتباه في موته. ويورد ما يدعى أنه ثلاثين دليلاً على عدم موت المسيح على الصليب.( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء، من دحرج الحجر، آية يونان.)
2 - وفي موضع آخر يقول إن الذي صُلب هو شخص آخر يشبهه. "أما إنجيل برنابا فيؤيد النظرية التي تقول إن شخصاً آخر قُتل محله على الصليب، وهذا يتفق مع وجه نظرنا نحن المسلمين. فهنا الشبهة التي حصلت بقتلهم شخصاً آخر يشبهه " . (عيسى إله أم بشر أم أسطورة؟ ترجمة محمد مختار. ص138-139.)
3 - ومرة ثالثة يقول: فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه. ولكن بدا لهم كأنهم فعلوا ذلك، فقد ظنوا أنهم فعلوا but it was made to appear to them so ولكنهم لم يصلبوا ولم يقتلوا المسيح.. لأنه من المؤكد أنهم لم يقتلوه، هذا هو مفهوم المسلمين لشبهة صلب المسيح وقتله، هي أنهم لم يقتلوه، ولكن هذا ما ظنوه في عقولهم أنه فعلوه .( المرجع السابق. ص112.)..".
( أحمد ديدات بين القاديانية والاسلام – يوسف العاصي الطويل – ص 268 و269 – الناشر مكتبة مدبولي 2002).
قام أحد مترجمي كتب الشيخ ديدات وهو المدعو " علي الجوهري " بالتعليق على موقف ديدات المتهرب من تناقضات وظنون المسلمين حول صلب المسيح بقوله :
· "وهكذا ببراعة منقطعة النظير هرب الشيخ أحمد ديدات من الخوض في كيفية نهاية شأن المسيح مع قومه، أو بالأصح هرب من الخوض فيما يختلف فيه المسلمون في هذا الصدد، واكتفى بإعلان أن عقيدته في هذه المسألة تعبر عنها الأية 157 من سورة النساء دون أي تفاصيل. وخيراً فعل. لقد كان يكافح ويفند عقائد المسيحيين ودعواهم في هذا الشأن، ولم يكن من الحكمة إطلاقاً أن يفتح جبهة ثانية بين المسلمين، وهي جبهة أشد وطيساً ".
( أخطر المناظرات. هل مات المسيح على الصليب. مناظرة بين أحمد ديدات، وفلويد كلارك. ترجمة علي الجوهري. البشير للتوزيع والنشر. ص175.)
واقول : ان الجبهة الثانية مع المسلمين أشد وطيساً بسبب التناقضات الشديدة في موقفهم من صلب المسيح الذي اختلفوا فيه اشد الاختلاف !
ونقول : ذلك كان رأي مسلمين في أفكار احمد ديدات ( القاديانية – الأحمدية ) ، وشهد شاهد من أهلها !
ولكن هذه الطائفة الاسلامية المشبوهة والمرفوضة من عموم المسلمين ومذاهبهم ، لم تقدم أي حل شافي لغموض النص القرآني - والمناقض للتاريخ - لأن إكذوبة اغماء المسيح على الصليب ، سيرفضها الاسلام المحافظ من الدقيقة الأولى لسماعها ، لكونها ببساطة ستخالف نص سورة النساء 157 كما يفهمها المسلم بأن المسيح لم يوضع على الصليب ولا ثانية واحدة !
ومازال النص القرآني " وما قتلوه وما صلبوه .." يُحير المسلمين ويلقيهم في مطبات وعرة من التفسيرات الشائكة المتشابكة !
ديدات وتفسيره المفضل !
كان الشيخ ديدات لا يقتبس إلا من ترجمة عبد الله يوسف علي للقرآن بالانجليزية، ولا يكاد يخلو كتيب من كتيباته عن اشارة او دعاية لهذه الترجمة الاكثر تحريفاً ! وكان يقول مادحاً فيها :
· " ان إمتلكت هذه الترجمة ، فلا تحتاج لأخرى " !
· “…If you own this one, you do not need another.”
(Christ in Islam- Deedat - page.6).
ومن المفيد ان نوضح بأن المفسر والمترجم عبد الله يوسف علي يذكر الرأيين المختلفين حول موت المسيح ، ويتوقف عن الجزم بأيهما الصحيح ، وياللعجب !
“ 158. Nay, Allah raised him up(664) unto Himself; and
Allah is Exalted in Power, Wise.
664 There is difference of opinion as to the exact interpretation of this verse. The words are: The Jews did not kill Jesus, but Allah raised him up (rafa'ahu) to Himself. One school holds that Jesus did not die the usual human death, but still lives in the body in heaven, which is the generally accepted Muslim view. Another holds that he did die (5:117) but not when he was supposed to be crucified, and that his being "raised up" unto Allah means that instead of being disgraced as a malefactor, as the Jews intended, he was on the contrary honoured by Allah as His Messenger: (see 4:159). The same word rafa'a is used in association with honour in connection with al Mustafa in 94:4. (R).” ( Abdullah Yusuf Ali's Qur'an commentary).
صورة لصفحة من كتاب الباحث المسلم يوسف الطويل ، ينشر فيها صورة من صفحة مجلة اسلامية صادرة في جنوب افريقيا تسمى : The Muslim Digest تدين أفعال احمد ديدات وترويجه لمعتقدات الطائفة القاديانية !
حتى مجرد ظهور ديدات مع أحد مشايخ المسلمين على الشاشة ، كان يصحبه اختلافاً في عقيدة صلب عيسى الغامضة في الاسلام ! ولنا مثال حين ظهوره مع الشيخ " مولانا أ . ر . صوفي " وهذا الشيخ قد اشترك مع ديدات في ندوة تلفزيونية في الحوار مع قسيس وكاهن حول صلب المسيح .. وكان موقف الشيخ صوفي هو : ان المسيح لم يصلب بل قد القي شبهه على شخص آخر صلب مكانه!! وهو موقف متناقض مع فكر ديدات الذي تبنى فكر القاديانية بإغماء المسيح على الصليب. والندوة بعنوان : Islam & Christianity Debate on SABC TV اذ يقول مولانا صوفي :
" ونحن نؤمن بأنه ( المسيح ) لم يٌصلب ، شخص آخر قد صُلب مكانه . وقد رُفع الى السماء وقبل يوم الدين سيظهر. وهذا المعتقد قد تكرر مراراً بواسطة نبي الاسلام المقدس " !!
“ .. And we believe that he has not been crucified, somebody else has been crucified on his place, and he has been raised up to the forth heaven and before the Day of Judgment he is going to make his reappearances. This has been stated over and over by the holy prophet of Islam”.
الفصل الثالث
تخيلات .... أوهام جماعية!
آخرين زعموا بأنه لا وجود لشخص " شبيه " او دوبلير ، انما الذي جرى ليلة القبض على عيسى كان مجرد " تخيلات " !
وها هو البيضاوي بعد أن تلعثم حول عبارة " شبه لهم " و سرد مجموعة روايات مضحكة من القيل والقال حول الشبيه المزعوم ! اعقب بقوله :
· " و { شُبّهَ } مسند إلى الجار والمجرور كأنه قيل ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول أو في الأمر على قول من قال: لم يقتل أحد ولكن أرجف بقتله فشاع بين الناس، أو إلى ضمير المقتول لدلالة إنا قتلنا على أن ثم قَتيلاً." ( تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل- البيضاوي ).
بمعنى :أناس قالوا وقع التشبيه بين عيسى والمقتول ، وآخرين قالوا : لم يقتل أحد لكن ارجف بقتله ! وهنا نتسائل بالمنطق والعقل الواعي : هل الله يخدع جماهير غفيرة بهذا الشكل المتكلف الساذج ؟ وهل معنى { شُبه لهم } تعني " تخيلوا " ؟
في حين ان النص القرآني لم يقل : " خُيل " اليهم ، انما " شُبه لهم ". فهل التشابه هو " التخيل " ؟ فحين قال القرآن : " إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا " ( البقرة :70 ).
هل عنى اليهود بذلك انهم " تخيلوا " البقر ؟ فلو كان يقصد انهم " تخيلوا " فلماذا لم يستخدم عبارة : التخيل ، كما فعل في هذا النص القرآني ، اقرأه عزيزي المسلم وفكر : " قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى " (طه : 66). " يخيل اليهم " . لماذا لم يفعل ذلك مع نص النساء 157 ؟
في حين ان النص القرآني لم يقل : " خُيل " اليهم ، انما " شُبه لهم ". فهل التشابه هو " التخيل " ؟ فحين قال القرآن : " إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا " ( البقرة :70 ).
هل عنى اليهود بذلك انهم " تخيلوا " البقر ؟ فلو كان يقصد انهم " تخيلوا " فلماذا لم يستخدم عبارة : التخيل ، كما فعل في هذا النص القرآني ، اقرأه عزيزي المسلم وفكر : " قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى " (طه : 66). " يخيل اليهم " . لماذا لم يفعل ذلك مع نص النساء 157 ؟
ولو افترضنا بعدمية وجود شبيه " كومبارس " - بديل - فما معنى النص القرآني اذن وما معنى " شبه لهم " ؟
ألا يقول ربهم: " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " (هود: 1). فإن كان هذا الحكيم الخبير قد فصل آيات قرآنه مثل الملابس المفصلة لدى الخياط فلماذا لم نقرأ او نسمع منه اي " تفصيل " حول ما حدث في ليلة القبض على عيسى ؟! ألم يقل ايضاً : " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " ( سورة القيامة :17-19). فلماذا لم يبين مالذي جرى في ليلة القبض على عيسى ؟ المفترض ان يكون كلام الله هو توضيح للحقيقة للانسان وليس نثر الالغاز والفوازير ليحلها الانسان ويحتار بها !
فلو كرروا زعمهم متلعثمين وقالوا : تخيلوا ! فما هو هذا الذي تخيلوه ؟
هل تخيلوا عيسى مصلوباً ؟ هل كان مناماً ، ام رؤيا لهم .. او اضغاث احلام ؟
وكيف يمكن ان " يتخيل " جميع كبير يرفض المسيح ويريد التخلص منه ومن تعاليمه ؟ هل كان " وهماً " جماعياً ؟ هل كانت اعراض هلوسة لجمهور كبير ، ومع ذات التخيل وذات المنظر ؟ لو افترضنا ان " يتخيل " شخص واحد او اثنان او حتى خمسة ، بنفس " التخيل " والوهم - مع كونه بعيد عقلاً - فكيف يدخل "التخيل " والوهم على جمع كبير ؟ تخليوا انهم قبضوا على المسيح .. وتخيلوا انهم جلدوا المسيح .. وتخيلوا انهم صلبوا المسيح .. وتخيلوا ان المسيح مات .. وتخيلوا انهم دفنوا المسيح .. وتخيلوا ان المسيح قام من الاموات ! ومن هم الذين تخيلوا ؟ الشعب .. الجنود الرومان .. الولاة .. الكهنة.. قائد المئة .. التلاميذ .. مريم العذراء؟ وما هى مدة هذا التخيل المزعوم ثلاثة ايام وما بعدها ؟
هل قضت اورشليم بكل ما فيها أياماً طوال تتخيل اشياء لم تحدث في الواقع ؟
هل هذا تاريخ أم اختلال عقلي ؟
فلو كرروا زعمهم متلعثمين وقالوا : تخيلوا ! فما هو هذا الذي تخيلوه ؟
هل تخيلوا عيسى مصلوباً ؟ هل كان مناماً ، ام رؤيا لهم .. او اضغاث احلام ؟
وكيف يمكن ان " يتخيل " جميع كبير يرفض المسيح ويريد التخلص منه ومن تعاليمه ؟ هل كان " وهماً " جماعياً ؟ هل كانت اعراض هلوسة لجمهور كبير ، ومع ذات التخيل وذات المنظر ؟ لو افترضنا ان " يتخيل " شخص واحد او اثنان او حتى خمسة ، بنفس " التخيل " والوهم - مع كونه بعيد عقلاً - فكيف يدخل "التخيل " والوهم على جمع كبير ؟ تخليوا انهم قبضوا على المسيح .. وتخيلوا انهم جلدوا المسيح .. وتخيلوا انهم صلبوا المسيح .. وتخيلوا ان المسيح مات .. وتخيلوا انهم دفنوا المسيح .. وتخيلوا ان المسيح قام من الاموات ! ومن هم الذين تخيلوا ؟ الشعب .. الجنود الرومان .. الولاة .. الكهنة.. قائد المئة .. التلاميذ .. مريم العذراء؟ وما هى مدة هذا التخيل المزعوم ثلاثة ايام وما بعدها ؟
هل قضت اورشليم بكل ما فيها أياماً طوال تتخيل اشياء لم تحدث في الواقع ؟
هل هذا تاريخ أم اختلال عقلي ؟
العـالم مجرد وهـم !
فإكذوبة " التخيل " واشاعتها بين الناس ، سيردها المسلمون أنفسهم لأن الأخذ بها سيفتح باباً للطعن في عقائدهم وعلى حوادث نبيهم . لأنه اذا جاز القول بأن صلب المسيح وعقيدة الفداء التي انتشرت بين الملايين في كل اصقاع الأرض كان من قبيل الاشاعات والتخيلات فيجوز ايضاً بأن محمد لم يكن له وجود يقيناً ولا ظهور ولا هاجر ولا حارب ولا نكح ولا مات يقيناً انما أرجف واشيع بوجود نبي يدعى محمد ، واصبحت الاشاعة والتخيل عقيدة آمن بها الناس ..!! فنظرية " التشبيه " والتخيل تفتح أبواباً على المسلمين يصعب اغلاقها ، وتطعن في كل حوادث الانبياء ، وتدخل السفسطة في المسائل الشرعية والفقهية وتبطل عقود الزواج والمعاملات التجارية والتملك وكل فعل وهذا لا يرضاه عاقل !
أخواني المسلمين هل ستقبل محاكمكم الشرعية دعوة شخص يطعن في صحة نكاح محمد من زينب مدعياً ان الزواج لم يحدث انما شُبه وخُيل للمأذون ان الزوجين وقعا عقد الزواج وتراضيا عليه ، وبأن الشهود ايضاً قد شُبه لهم انهم وقعوا العقد وهم لم يوقعوا ! هل سيحكم القاضي ببطلان الزواج ام سيقوم برفض هذا الادعاء الفاسد جملة وتفصيلاً ؟
أو إذا قدمت لمحكمة الجنايات قضية أتهم فيها عُمر بقتل جرجس وتوفرت الشهود والأدلة والتقارير الطبية واعتراف المجرم . فقام المحامي عن المتهم وقال : ان عمر لم يقتل جرجس وانه لم يمت ولكن " شُبه " للشهود بحادث القتل ، وكذلك شبه لطبيب التشريح ، وان اعتراف القاتل امام المحكمة ليس الا وهماً وتخيلاً . وبناء على ذلك يطالب ذلك المحامي ببراءة القاتل الذي قتل جرجس ، وان القتيل موجود وحي في مكان ما ! فهل ستوافق المحكمة على مرافعة ذلك المحامي ام ستضرب بأقواله عرض الحائط وتحكم بالعقوبة على المجرم ، وتوصي باحالة المحامي المعتوه الى اقرب مصحة نفسية للتأكد من خلوه من أي امراض عقلية !!
او اذا تقدم مسلم الى أحد مشايخ الاسلام وقال بأن السيرة النبوية لم تكن سوى "خيالاً " وان ما جاء عن الرسول في صحيح البخاري ومسلم وابن هشام والطبري لم تكن سوى أوهام وخيالات ، وأن محمد لم يتزوج الطفلة عائشة ذات التسع سنوات ، انما وقع شبهه على آخر فتزوجها باعتباره محمد وهو ليس بمحمد انما تخيلوه !؟ فهل سيوافق الشيخ على كلام ذلك المعتوه ام سيرمقه بنظرة ثاقبة تجعله يفر مهرولاً قبل ان يُطبق عليه حكم الردة ويهدر دمه ؟!
بينما يستغرب المسلمون بأننا لا نقتنع بخرافة " التشبيه " والأوهام . فهل من المنطق والمعقول ان يترك المسيحيون عقيدتهم الثابتة والمؤيدة بأقوى الأدلة التاريخية ويقبلون نظرية " شبه لهم " ( مهما كان معناها سواء شبيه بديل او تخيلات وهمية ) والمبنية على عبارة ملتبسة غامضة وردت في نص واحد وحيد لا غير، في كل القرآن من جلدته الى جلدته ! وهو نص تحير منه أئمة المسلمين ومفسري القرآن ، بل وتخبطوا حتى في ترجمته !
" شُبه لهم " في ترجمات القرآن !
لأن واقع النص القرآني عن الشبيه مغلف بالغموض ، فقد حيرهم في ترجمته للانجليزية. فقام بعض مترجمي القرآن بترك النص كما هو، وآخرين قد ترجموه واضعين فيه نظرية " شبيه " عيسى الذي تشّبه به في ليلة القبض عليه ! ولنقرأ هذه الترجمات القرآنية لنص سورة النساء: 157 :
.. and they did not kill him nor did they crucify him, but it appeared to them so (like Isa)
and their statement that they murdered Jesus, son of Mary, the Messenger of God, when, in fact, they could not have murdered him or crucified him. They, in fact, murdered someone else by mistake.
And because of their saying (in boast), "We killed Messiah Iesa (Jesus), son of Maryam (Mary), the Messenger of Allah," - but they killed him not, nor crucified him, but the resemblance of Iesa (Jesus) was put over another man (and they killed that man), and those who differ therein are full of doubts.
And [for] their saying, "Indeed, we have killed the Messiah, Jesus, the son of Mary, the messenger of Allah." And they did not kill him, nor did they crucify him; but [another] was made to resemble him to them.
Qaribullah
and for their saying, 'We killed the Messiah, Jesus the son of Mary, the Messenger (and Prophet) of Allah. ' They did not kill him, nor did they crucify him, but to them, he (the crucified) had been given the look (of Prophet Jesus).
فهل كان هناك " شبيه " بدلاً من عيسى كدوبلير كما قالت بعض الترجمات القرآنية ، ام ان الأمر مجرد خيالات ؟ وبماذا سيؤمن قراء هذه الترجمات القرآنية ممن يجهلون العربية وهم أكثرية العالم الاسلامي ، هل بشبيه لعيسى ام لا ؟
هل إله القرآن : خير الماكرين ...؟
الماكر أول من اخترع " الدوبلير " !
اذن الاسلام كان له السبق في اختراع الدوبلير ، وهو شخص غير حقيقي يشبه الممثل ويؤدي دوره ولكنه ليس هو .. مجرد خدعة سينمائية من خدع الاخراج ، وتلك بالضبط كانت خدعة الهية من " أمكر الماكرين " ، " المخرج الالهي " الله الذي خدع العالم لفترة ستة قرون بسبب الشبيه الدوبلير .
ان التكنلوجيا الحديثة قد سهلت الفرص للمزيفين بالتلاعب وتزييف الحقائق صوتاً وصورة وهيئة !
فماذا يا عزيزي القارئ لو اعطاك شخص ما فيلماً يصور لك رئيس الولايات المتحدة كمسلم ، وانه كان يقوم بطواف الكعبة ، ثم تبين لك بأنه فيديو تركيب مزيف. أفلن تصف الذي زيف الفيلم بأنه غشاش محتال مضلل ؟!
والآن اسألك : اليس تزييف هيئة وشكل المسيح ووضعها على رجل آخر ليصلب بدلاً منه تعتبر " فيلم مركب مزيف " وخدعة تصويرية من مخرج محتال ؟
والخداع لا يمكن أن يدوم . قال أحد الحكماء: تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
والآن اسألك : اليس تزييف هيئة وشكل المسيح ووضعها على رجل آخر ليصلب بدلاً منه تعتبر " فيلم مركب مزيف " وخدعة تصويرية من مخرج محتال ؟
والخداع لا يمكن أن يدوم . قال أحد الحكماء: تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
ومن هذا المبدأ نتساءل عن مكانة الله وفعله في ليلة القبض على عيسى .
فمن يعتقد بهذه المسرحية الهزلية أي اسطورة " الشبيه " كأنه ينسب الى الله المكر والتضليل وكأنه المخادع الواهن الذي أراد أن يخدع اليهود فخدع الملايين من البشر بسبب قلة حيلته ؟ ونعلم بأن طرق الغش تلك يلجأ اليها الضعفاء والمحتالون!
فلماذا ضلل هذا الله حتى تلاميذ ورسل المسيح الذين بشروا بموته وصلبه في كل المسكونة وتبعتهم الكنيسة لمدة ستة قرون ، لماذا لم يكشف لهم الحقيقة بل تركهم في ضلال ؟ اليسوا هم من سماهم القرآن بـ " أنصار الله " ( آل عمران :52). هل يعقل ان يقوم الله بخداعهم والتشبيه عليهم بأن معلمهم وحبيبهم ومسيحهم قد صُلب بينما هو لم يصلب ؟! اليست من اسماء الله الحسنى عند المسلمين هو " الحكيم " فهل من الحكمة ان يقوم بالتلبيس والتدليس على رسل المسيح الحواريين الذين قيل عنهم : " وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ( آل عمران:55).
أين كان الله مدة هذه القرون الستة بين صلب المسيح وبين ظهور محمد ، هل كان نائماً فاستيقظ أو في سهو فتذكر، حتى ارسل محمداً بعد قرون ليستدرك خطأ أوقعه هو على الناس يوم خدعهم وغش عيونهم حين انقذ المسيح سراً بعد ان اوقع شبهه على غيره أو جعلهم " يتخيلون " الصلب ..؟ لماذا لم يبادر – وهو القدير – على ارسال نبي بعد الصلب مباشرة ليحذر الناس من حادثة الصلب ويخبرهم بحقيقة وتفاصيل كل ما حدث في ليلة القبض على عيسى ؟!
ونسأل من المسؤول عن ضلال ملايين المسيحيين طوال تلك العصور التي آمنت بصلب المسيح ؟ هل سيعاقبهم هذا الاله لأنهم اعتقدوا بالصلب والفداء بينما كان هو من خدعهم بهذه الخدعة البشعة ؟ ألن يتقدم حينها الملحدون ليعترضوا قائلين : ان الذنب ليس ذنب من آمنوا بصلب المسيح انما ذنب من غشهم و " شبّه " عليهم. هل يليق بقداسة الله وعدله ان يطرحهم في البحر مكتوفي الايدي قائلاً لهم : احذروا البلل ؟!
إله هندوسي أم روماني ؟
اليست اسطورة " الدوبلير " – البديل الشبيه – تجعل الله شبيهاً بآلهة الرومان كزيوس وأبولو وجوبتير ومارس ونبتون ، أو أحد آلهة الهندوس كفشنو وكالي وكرشنا، الذين كانوا يغشون ويحتالون ويتقاتلون .
وهكذا بالضبط ما اقترفه الله في ليلة القاء القبض على عيسى اذ يقول القرآن :
" وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ . إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " ( آل عمران 54و55). يقول ابن كثير في تفسيره :
· " نجاه الله تعالى من بينهم ورفعه من روزنة ذلك البيت إلى السماء وألقى الله شبهه على رجل ممن كان عنده في المنزل فلما دخل أولئك اعتقدوه في ظلمة الليل عيسى فأخذوه وأهانوه وصلبوه ووضعوا على رأسه الشوك . وكان هذا من مكر الله بهم فإنه نجى نبيه ورفعه من بين أظهرهم وتركهم في ضلالهم يعمهون يعتقدون أنهم قد ظفروا بطلبتهم وأسكن الله في قلوبهم قسوة وعنادا للحق ملازما لهم " ( تفسير القرآن العظيم – ابن كثير – ال عمران 54).
وجاء في القرطبي :
· " ومكر الله : استدراجه لعباده من حيث لا يعلمون ; عن الفراء وغيره . قال ابن عباس : كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة . وقال الزجاج : مكر الله مجازاتهم على مكرهم ; فسمي الجزاء باسم الابتداء ; كقوله : " الله يستهزئ بهم " [ البقرة : 15 ] , " وهو خادعهم " [ النساء : 142 ] . وقد تقدم في البقرة . وأصل المكر في اللغة الاحتيال والخداع . " ( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – آل عمران 54).
فهل الله مخادع كذاب محتال ؟! هل يمكن ان نصدق بأن الرب الاله القدوس يعتبر " خير الماكرين " والمخادعين وكأنه اله وثني ! بل ان المسلمين اعتبروا ان احد اسماء ربهم الحسنى هو " الماكر " ! يقول القرطبي في ذات المرجع :
· " اسم فاعل من مكر يمكر مكرا . وقد عده بعض العلماء في أسماء الله تعالى فيقول إذا دعا به : يا خير الماكرين امكر لي . وكان عليه السلام يقول في دعائه : ( اللهم امكر لي ولا تمكر علي ) . وقد ذكرناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " ( القرطبي – آل عمران 54).
هل اضطر اله الاسلام ان يكشف عن شخصيته الحقيقية أمام صليب المسيح معترفاً بانه " خير الماكرين " الذي قام بالخدعة الكبرى مشبهاً على الناس ؟
ألا يخبرنا الكتاب المقدس بأن صفة المكر والاحتيال هي صفات الحية ( ابليس ) بقوله : " وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ " ( تكوين 1:3).
لكن حاشا للرب ان يكون ماكراً أو خير الماكرين، لأن المكر هي صفة الشيطان والآلهة المزيفة ! فأي اله يوصف بأنه " خير الماكرين " فتأكد يقيناً بأن هذا الاله هو " شبيه " الله وليس الاله الحقيقي تعالى عن ذلك علواً كبيراً !
ميكافيلي مظلوم !
الم يحن الوقت للاعتذار من السياسي الايطالي " ميكافيلي " صاحب مبدأ : "الغاية تبرر الوسيلة " ؟ اذ قد اكتشفنا انه لم يكن مخترع ذلك المبدأ ، انما ناقل له من الاسلام ، الذي يجيز اقتراف اي فعل ووسيلة لبلوغ الغاية ولو بالمكر والخداع! ألم يحن الوقت لتتركوا يا مسلمين وتلفظوا تلك الاقصوصة المهينة عن " شبه لهم " والشبيه ، وتؤمنوا بأن المسيح حقاً صلب ومات على الصليب ثم قام في اليوم الثالث قيامة عزيز مقتدر ، وذلك لخلاص نفوسكم الغالية عليه ؟
اله الاسلام حفظ عيسى .. ولكنه أهمل الانجيل !
نتعجب من هذا الاله " الماكر " ( وهو احد اسماءه في القرآن ) انه قام بإنقاذ وحفظ رسوله عيسى ، في حين تهاون وأهمل في حفظ " الإنجيل " الذي ارسله مع رسوله عيسى ، وترك الاشرار يزيفونه ويحرفونه ( بحسب معتقد المسلمين بأن الانجيل محرف ) . ومن هنا نسأل : من أكثر أهمية لدى الملك ، هل الساعي وحامل الرسالة الى الشعب أم الرسالة ذاتها وهي " كلام الملك ووصاياه وقوانينه"؟ فهل للرسول أهمية لو لم تكن هناك رسالة يحملها ؟ حتى لو كان الرسول مهماً فلن نختلف على ذلك ، لكن للرسالة أهمية أعظم. فلماذا حفظ الله رسوله ونجاه بينما ترك رسالته لتتحرف وتُضل الملايين على مر العصور . وبذلك يكون الشر الذي اقترفه هذا الاله متمثلاً في حالتين :
1- إضلال البشر لمدة ستة قرون في عميلة احتيال ومكر قام بها في انقاذ نبيه تاركاً البشر في ضلال معتقدين بصلبه ..!
2- اضلال البشر في تعريض رسالة هذا الرسول للتحريف !
فلماذا لم يتصرف هذا الاله ويحفظ رسالته ( الانجيل ) من التحريف ، لكي ينقذ ما يمكن انقاذه بعدما قام بالقاء البشر في ضلالة اعتقادهم بان المسيح صلب بينما هو لم يصلب ؟ لماذا لم يتعلم من أخطاءه ؟ فهل هذا مستوى اله وقدرته العقلية ؟
ولو كان اليهود أبرياء من دم المسيح ، فلماذا أبطئ هذا الاله اظهار برائتهم على مدى ستة قرون ؟! هذا السؤال عن تبرئة اليهود ، يقودنا حتماً الى كشف المبرء الحقيقي لليهود من دم المسيح .. وهو القرآن !
الفـاتـيكـان .. أم القـرآن ؟
القرآن أول وثيقة تبرئ اليهود من دم المسيح !
لن يفوتنا ان نُذكر بموقف المسلمين العدائي والرافض بشدة لوثيقة الفاتيكان بتبرئة اليهود المعاصرين من دم المسيح عام 1963 م والتي رأوا فيها مؤامرة ضدهم
ولم يلتفتوا الى ما هو مكتوب في كتابهم الذي بين ايديهم ، عن تبرئة القرآن لليهود من دم المسيح ! بقوله : " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " ( النساء :157).
فالقرآن قد سبق الفاتيكان في هذه التبرئة بمدة 1350 عام تقريباً ، فلماذا هم غاضبون؟
الشيخ ديدات يبرء اليهود !
الشيخ أحمد ديدات يعتبر الشيخ الأشهرعلى مستوى العالم الاسلامي في التخصص في المقارنة بين المسيحية والاسلام. لذا سأقتبس كلامه بالحرف الواحد من أحد أشهر كتيباته لنرى كيف سيدافع عن اليهود ويبرأهم من دم المسيح معتبراً اياهم أبناء عمه واقربائه ! لنقرأ ما سطره قلم ديدات بالحرف :
· " لا ينبغي لنا ان ننسى أن اليهود انما هم في قفص الاتهام لأنهم متهمون بقتل عيسى المسيح ونحن المسلمين مكلفون بالدفاع عنهم ضد اتهام المسيحيين ، لأن العدالة ينبغي ان تأخذ مجراها. ومهما كانت خطايا اليهود .. فإن الله سبحانه وتعالى قد برأهم من تهمة قتل المسيح اذ قال عز من قال : " وما قتلوه يقيناً " النساء 157. لقد كان العالم المسيحي يضطهد ويطارد ويقتل أبناء عمومتنا اليهود على مدى حوالي ألفي عام، بسبب جريمة قتل لم يرتكبوها. هل هي شروع في القتل ؟ يجوز لكنها ليست جريمة قتل. وبتخليصنا اليهود من جريمة قتل لم يرتكبوها فاننا نسحب الهواء من شراع اصحاب الاناجيل .." ( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء – ديدات – ترجمة علي الجوهري – ص 23 و24).
“ We must not forget that the Jews are in the dock, alleged for the murder of Jesus Christ; and we as Muslims are constrained to defend them against the Christian charge, because justice must be done. Whatever their sins of commission and omission, Allah exonerates them from the charge of murder. He says: FOR OF A SURETY THEY KILLED HIM NOT. (Holy Qur’an 4:157) ... The Christian world has been unjustly persecuting, and hounding and killing our Jewish cousins for nearly two thousand years for a murder they did not commit. Attempted murder? — may be! But murder?
— NO!”.
(Crucifixion or Cruci-Fiction? - Deedat – page 8-9).
وهكذا تتضح لنا الجهة الاساسية التي منحت اليهود صك البراءة من دم المسيح، وكانت القرآن وليس الفاتيكان ! وبوثيقة رسمية دينية لا تقبل المراجعة او الانكار وهي ( سورة النساء 157) !!
لكن لو تفحصنا القرآن حول آخرة المسيح كوثيقة كاملة جيداً ، فهل سنعثر على اثباتات موته ؟ لنرى ...
!
اسمحي اقول لك انت مريض نفسي و عندك نقص في الفهم، لو عندك اقل ادراك لفهمت ما يتحدث عنه الدين الإسلامي بالطريقة الصحيحة، و نعم نحن نحب سيدنا المسيح عليه السلام آلاف المرات مما تحبوه، و عندما يعود للأرض سنكون نحن المسلمين حوارييه و انتم ستكون اعدائه ستحاربونه انتم و تحاولون قتله، و ستريك الأيام صدق قولي،
ReplyDelete