لـماذا يجـب أن نـؤمن بالـتـوراة ؟
بقلم : جـون يونان
إقـرأ في هذا الكتاب ..
الفصل الأول : المسيح يصادق على صحة التوراة !
يسوع يواجه التجارب بالتوراة !
الشيطان كان أول محارب وعدو لكلمة الله !
شهادة المسيح بأن نبوات العهد القديم قد تمت بخصوصه!
اجابة على اعتراض ما معنى " الذين قبلي سراق ولصوص " ؟
يسوع يصدق كل كتب العهد القديم .. من أولها لآخرها !
الفصل الثاني : رسل المسيح يثبتون " وحي " التوراة !
الكنيسة المسيحية مبنية على صخرة التوراة والانجيل.
الفصل الثالث : اسئلة واعتراضات !
لو كان موسى هو كاتب التوراة فكيف سجل تفاصيل موته ؟
لماذا لا نكتفي فقط بالإنجيل دون التوراة ؟ وما هي علاقة العهد القديم بالعهد الجديد؟
هل اقتبست التوراة من الأساطير القديمة ؟
وهل أُقتبست التوراة عن قوانين حمورابي ؟
لماذا اعتبرت التوراة اليهود كشعب الله المختار ؟
الفصل الرابع : هل يمكن تحريف التوراة ؟
زؤان جديد !
ابليس لا يعرف الكلل ولا الملل ! فهو في حرب مستمرة ضد الله وكلمته منذ البدء والى يومنا!
وها هو قد زرع بذار " زؤان " جديد ، بغية خنق كلمة الله ونزعها من النفوس .. وهذا الزؤان هو : الطعن في التوراة ! ولا غرابة من مسلك ابليس ، فمكتوب عنه انه :
· " .. يصنع حرباً مع الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح " (رؤيا 17:12).
فقد شاع بين مسيحيين " مزيفين " ومنذ فترة ليست بالطويلة ، فكر جديد لم تسمع به الكنيسة المسيحية منذ نشأتها وحتى منتصف القرن الفائت الا بدرجات ضئيلة. وكان صادراً من قبل مروجي الهرطقات، مفادُه بأنَّ الإنجيل قد ألغى التوراة وحلَّ محلها، وأنه لم يعُد يلزم للمسيحي أن يقرأ العهد القديم! وبسبب شيوع وغرابة هذا الرأي بين بعض المنتمين للمسيحية، رأينا أن نُظهِر الرأي الكِتابي السليم فيما يتعلق بهذه المسألة، وقد أعددنا هذا البحث كرد على بعض الأفكار التي تتعلق بالموضوع من بعض جوانبه، وسنعتمد في بحثنا هذا على إثباتات من العهد الجديد دون الإسترسال في شروحات طويلة، وسنترك المجال لكلمة الله الحيّة والفعّالة في إظهار الحق الإنجيلي الصادق بما يتعلق بهذا الموضوع الخطير .. " لأن كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين"( عبرانيين 12:4).
بالاضافة الى كون البحث دفاعي عن التوراة وسلامتها ، الا انه جاز استخدام ذات الاسلحة الدفاعية، للذود عن الانجيل ايضاً واثبات سلامته. لأن اعداء الكتابين واحد ، ويستقيان من مصدر شرير واحد. هذه لا أعتبرها " مقدمة " ! من التي اعتدنا على قراءتها في معظم الكتب – ولو اجبارياً – فلا أحب المقدمات ، ولا كان الرب يسوع ورسله الابرار يبدأون بها ! انما هذا دخول سريع الى عمق بحثنا ، وخير ما نستهل به جولتنا هو موقف الرب يسوع من التوراة .. فلنبدأ !
_____________
( 1 ) جاء في كتاب ( برهان جديد يتطلب قراراً لجوش مكدويل ص 369 ) : " أثناء القرنين الأولين من العصر المسيحي لا يوجد أي نقد سُجِّل يعد معادياً للكتاب المقدس بين آباء الكنيسة أو في الكنيسة الأرثوذكسية نفسها. وقبل زمان آباء كنيسة نيقية كانوا يعتقدون أن موسى هو الذي كتب الأسفار الخمسة، وأن العهد القديم كتاب مقدس." !
الفصل الأول
المسيح يصادق على صحة التوراة ..!
ماذا تظنون في التوراة ، كتاب من هو ؟
إن الإيمان بكتب العهد القديم هو إيمان بالمسيح يسوع الذي صادق على الكتب المقدسة وإعترف بصحتها وأقّر بها. فلقد نسب المسيح سلطاناً مطلقاً لاسفار العهد القديم واقتبس منها كحكم نهائي ، فان سلطان العهد القديم وسلطان المسيح متصلان بشكل وثيق. قد يؤمن البعض بالمسيح كربهم وسيدهم ولكنهم من جهة اخرى لا يتورعون عن مهاجمة العهد القديم بالفاظ صعبة وفكر هابط !.. وهذا الموقف متناقض لانه لا يمكن ان نؤمن بالمسيح وننتقده في نفس الوقت !
وكما سأل الرب في تلك الايام :
" ماذا تظنون في المسيح ، ابن من هو " ؟
يمكننا ايضاً ان نسأل : " ماذا تظنون في الكتاب المقدس بعهديه كتاب من هو " ؟!
دعونا نلقي الضوء الان عما علمه المسيح وقاله بخصوص العهد القديم ومصداقيته :
المسيح لم يعترض ولا على حرف واحد من التوراة !
إن المسيح المبارك حين وطئت قدماه ارض عالمنا هذا، لم يتوانى من حثَّ اليهود على تفتيش التوراة وقراءتها بتمعن والتحري في معانيها. وأوضح بابسط لغة وأوضحها بأنه لم يأتِ لينقض أو يُبطل التوراة والأنبياء. ومع أن المسيح كان يوبخ اليهود على قساوة قلوبهم وعلى تقاليدهم الباطلة وعلى تمسُّكَهم بقشور الدين والأمور الخارجية بدلاً من الجوهرية، إلاّ إنه لم يوجه يوماً إصبَع الإتهام إلى الأسفار المقدسة ( التوراة وكتب العهد القديم ) بل بالعكس نسمعه يقول:
· "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأُكمل" (متى 17:5).
ولكنه كان يوبخهم لتعلقهم بالتقاليد وتعاليم الناس بدلاً من وصايا الله وكلمته ( التوراة ) لنسمعه يقول :
· " فأجاب وقال لهم حسناً تنبأ إشعياء عنكم . أنتم المرائين كما هو مكتوب هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً وباطلاً يعبدونني وهم يعلّمون تعاليم هي وصايا الناس ، لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس غسل الأباريق والكؤوس وأمور أخر كثيرة مثل هذه تفعلون، ثم قال لهم حسناً رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم " (مرقس 7:7و8 ).
ماذا قصد المسيح بقوله " وصية الله " ؟ اليست هي وصايا التوراة ؟ فكيف يفتري بعض المدعين اليوم إنه لا يلزم وجود التوراة، بينما كان المسيح يعاتب من يرفضونها ؟
ويزيد يسوع له المجد من نبرة دفاعه عن التوراة اذ صرّح أنه بدون الكتب المقدسة فهناك الضلال والضياع ! اذ قال :
· "تُضِلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قدرة الله" (متى 29:22).
حين انهالت توبيخاته على الصدوقيين، فقد كان يمزجها بالتعليم والانذار بأن ضلالهم ناتج ليس عن اتباعهم للتوراة ، بل العكس ! كان الضلال هو عدم طاعتهم لتعاليمها . فالكتب التي قصدها هي كتب التوراة والعهد القديم ، كلمة الرب. فالذي يؤسس عقيدته وسلوكه على كلمة الله لا يضّل.
وقال المسيح بشكل قاطع بأن الأسفار المقدسة لا يمكن أن تُنقض أو تزول أو تُبدَل :
· "الحق أقول لكم أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطه واحده من الناموس حتى يكون الكل" (متى 18:5).
فكيف يجرؤ البعض على انكار وحي العهد القديم والناموس ؟!
فالمسيح يقول : لا يمكن ان ينقض المكتوب، اي كتب التوراة والعهد القديم ، وانه لن يزول حرف واحد منها او حتى نقطة ، بينما المعاندين يعاندون المسيح ويزعمون في ذات الوقت انهم اتباعه!
المنطق السليم ، بل ايضاً رياضي يقول : لو كان المسيح هو اعظم من وطأت قدماه كوكب الارض .. وقد احترم المسيح التوراة وجلّها وعظّمها واقتبس منها، فلتوضع اذن التوراة على رأس وهامة كل مسيحي يؤمن بالمسيح، وكل من يعتبر نفسه من اتباعه. هذا هو القول الفصل وما هو بالهزل !
المسيح يشهد بآيات العهد القديم ويقتبس منها
إنّ المسيح لم يُعلِّم تعاليمه الذاتية الجديدة وحسب، بل كان يقتبس من نصوص العهد القديم وتعاليمه وتاريخه ايضاً ، وقد أوضح ذلك بقوله :
· "كُل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلاً رب بيت يخرج من كنزه جدداً وعُتقاء" (متى 52:13).
فقد اعتبر المسيح بان كل كتب العهد القديم هو موحى بها من الله. واذا ما انتقلنا لنقرأ ما جاء في ( انجيل يوحنا 35:10) نرى انه في حواره مع اليهود كان يدافع عن وجهة نظره بالرجوع الى العهد القديم ، وبعد ان اقتبس عن الكتاب اضاف هذه الكلمات :
· " ولا يمكن ان ينقض المكتوب " !
فما معنى قول الرب : " لا يمكن " ؟ بكل يسر يعني : لا يمكن ! فلا يمكن ان تسقط او تهدم كلمة الله الموحى بها. فالكتاب المقدس لا يمكن ان ينقض والمسيح هو من علمنا هذا !
يسوع يواجه التجارب ... بالتوراة !
نقرأ عن تجربة الشيطان للمسيح في البرية، ونرى أن الشيطان قد تجرأ بأن يهاجم المسيح بثلاثة تجارب قوية ( كما جاء في متى 1:4-11).
فكيف أجاب المسيح وكيف واجه سهام ابليس ؟!
نقرأ بأن ردود يسوع لم تكن فلسفية او تاريخية او ما شابه، بل كانت تعتمد على الكُتب المقدسة الموحى بها من الله، هذا واضح في قوله: (مكتوب) وقد رد المسيح على الشيطان بثلاثة آيات إقتبسها جميعاً من التوراة وبالتحديد من سفر التثنية وحده ، وها هي كالتالي:
§ "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فَم الله" (تثنية 3:8).
§ "مكتوب أيضاً لا تُجرِّب الرب إلهك" (تثنية 16:6).
§ "مكتوب للرب إالهك تسجُد وإياه وحده تعبد"(تثنية 13:6 و 20:10).
فالمسيح علَّمنا أن سِلاح الإنسان المؤمن هو الكتاب المقدس لكي يستطيع أن يواجه التجارب لأنه هو كلمة الله، وهي "حيّه وفعّاله وأمضى من كل سيف ذي حدين" (عبرانيين 12:4).
فلماذا استخدم المسيح سلاح التوراة في مواجهة ابليس وتجاربه ..؟
فلو كانت التوراة مرفوضة ، من جهة الجاحدين والملحدين ، فانهم بذلك يرفضون المسيح نفسه ، الذي يحمل بعضهم اسمه كمسيحي !
داود انتخب خمسة احجار .. ويسوع انتخب خمسة اسفار !
قرأنا بأن الرب يسوع قد استخدم التوراة في مواجهته لتجارب ابليس ، والتوراة كما هو معلوم تحوي خمسة كتب ( التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية ). ولكنه اختار بعناية فائقة سفراً واحداً من الخمسة ليقتبس منه سلاحه في مجابهة ابليس وهو سفر التثنية. اي انه اختار خمسة كتب لكنه اقتصر على استخدام كتاباً واحداً منها .. وانتصر !
وهذه الحادثة نفهم مغزاها بسبب حادثة مماثلة جرت مع داود النبي في مواجهته لجليات الجبار الفلسطيني ( وهو رمز للشيطان المتحدي لكنيسة الرب ) ، اذ انتخب داود لنفسه خمسة احجار من الوادي ! .. خمسة بالتحديد .. لنقرأ :
· " فتقلد داود بسيفه فوق ثيابه وعزم ان يمشي لانه لم يكن قد جرب.فقال داود لشاول لا اقدر ان امشي بهذه لاني لم اجربها.ونزعها داود عنه. واخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له اي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني."(1 صم 17: 40 ).
التوراة .. هي المقلاع !
نقرأ كيف انتصر داود وكيف استخدم الخمسة احجار :
· " وكان لما قام الفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود ان داود اسرع وركض نحو الصف للقاء الفلسطيني ومد داود يده الى الكنف واخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتزّ الحجر في جبهته وسقط على وجهه الى الارض. فتمكن داود من الفلسطيني بالمقلاع والحجر وضرب الفلسطيني وقتله .." ( 1 صم 17: 48 و49 ).
استخدم منها حجراً واحداً .. وانتصر !!
الشيطان كان أول محارب وعدو لكلمة الله !
فالشيطان هو عدو التوراة !
ولأن الشيطان قد تلقى الهزيمة المنكرة بسيف التوراة .. فهكذا أمست التوراة والانجيل عدواً لدوداً لابليس وجنوده !.. ولكن قبل كل هذا زمنياً ، بل وقبل التاريخ المكتوب ، ومنذ اول ظهور للبشر على كوكب الارض، أعتبر الشيطان كأول معتدي وعدو لكلمة الله !!
لأن أول سهم صوبه الشيطان في حربه ضد البشرية ( المتمثلة في ابوينا الأولين ) كان موجهاً الى " كلمة الله " ! فلنقرأ بتدقيق :
· "وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله. فقالت للمرأة: أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟" (تك 1:3).
أحقاً قال الله ؟! وهذا تشكيك بأقوال الله ، وهذه الحرب مازال يمارسها ابليس وعملاؤه ضد الكتاب المقدس الى يومنا هذا ، فهم إما يشككون بسلامته وصحته او يفسرونه بأهوائهم ! فابليس يكره كلمة الله لأنها السلاح " النووي "! الذي يدمر كل اعماله . لذلك فقد واجه المسيح سهام إبليس مستخدماً هذا السلاح الفعال: كلام الله، اي كتب العهد القديم، التوراة !
يشهد المسيح بأن نبوات العهد القديم قد تمت بخصوصه !
لا عجب ان تحتوي التوراة المقدسة ( العهد القديم ) على اكثر من 333 نبوة عن الرب يسوع المسيح ، اذ هي كتاب الله تبارك اسمه !
فالنبوات التي وردت فيها عن المسيح له كل المجد قد شملت حياته وتعاليمه ، بل وحتى مكان ميلاده ، وتفاصيل صلبه وآلامه وقيامته وصعوده .. كلها مسرودة في التوراة بأحرف من نور، وكلها دونت بقلم الانبياء قبل قرون من تحقيقها ، الذي تم في المسيح بالحرف الواحد !
فمنذ دخل المسيح عالمنا كانت التوراة هي سلاحه وسيفه الأمضى الذي به اثبت شخصيته وكونه " المسيا " المنتظر !
ولننظر في مثالين اثنين .. الأول من بداية خدمته ، والآخر من نهاية خدمته !
v ففي بداية خدمة المسيح استشهد بالتوراة :
نقرأ في الانجيل المقدس بأنه دخل مجمع ( كنيس ) الناصرة " كعادته " ! ليقرأ من التوراة ، فقرأ منها في سفر اشعياء النبي ثم فسر لهم النبوة هكذا :
· "فإبتدأ يقول لهم: أنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لوقا 20:4و21).
v في نهاية خدمة المسيح استشهد بالتوراة :
فبعد ان قام من بين الأموات ، ظهر لاثنين من تلاميذه وقام بالقاء محاظرة دراسية في الكتب المقدسة اي من العهد القديم والتوراة ، حول الأمور " المختصة به " ! وهذا يعتبر أول " درس كتاب مقدس " Bible Study ! قد أُلقي في تاريخ الكنيسة ، القاه رب المجد نفسه ! .. اذ نقرأ :
· "ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسر لهما الأمور المختصه به في جميع الكتب" (لوقا 27:24).
· "وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم، أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لوقا 44:24).
وفي هذا نرى الأقسام الرئيسية الثلاثة للعهد القديم: الناموس أي التوراة، الأنبياء، والكتب. وعلى جميعها شهد المسيح واستشهد منها ليبرهن شخصيته وتعاليمه !
فالمسيح انتقد التقاليد اليهودية ووصايا الناس ، بينما تمسك بالمكتوب والكتاب (التوراة ) !
فالتوراة نعتبرها " البنية التحتية " للإنجيل ، والمسيحي الذي يرفض التوراة هو بمثابة من ينتحر مدمراً نفسه وعقيدته. فازالة التوراة معناه انهيار البناء الذي أكمله فوقها المسيح له كل المجد .
لهذا فان المسيح هو مرجعنا واساس ايماننا بالتوراة والكتب المقدسة .. فهو من أمرنا بتصديقها وهو من صدقها وأكملها !
بعض النبوات التي وردت عن المسيح في التوراة ( العهد القديم )
| |||
النبوة
|
من التوراة
|
اتمامها في الانجيل
| |
يكون من سبط يهوذا
|
تكوين 10:49
|
لوقا23:3-33
| |
يولد في بيت لحم اليهودية
|
ميخا 2:5
|
متى 4:2-8
| |
وقت ميلاده محدد بالسنة
|
دانيال 25:9
|
لوقا 3
| |
يولد من عذراء
|
اشعيا 14:7
|
متى18:1-25
| |
من نسل الملك داود
|
اشعيا 7:9
|
متى 1:1
| |
يدخل الهيكل
|
ملاخي 1:3
|
متى 12:21
| |
يدخل اورشليم راكبا على أتان
|
زكريا 9:9
|
متى 1:21-9
| |
خيانة صديقه
|
مزمور 9:41
|
يوحنا 18:13
| |
يباع بثلاثين من الفضة
|
زكريا 12:11
|
متى 14:26-16
| |
يدفع الثمن لشراء حقل الفخاري
|
زكريا 13:11
|
متى 5:27 و7
| |
يبقى صامتاً في محاكمته
|
اشعيا 7:53
|
متى 11:27-14
| |
يقترعون على لباسه
|
مزمور 18:22
|
متى 35:27
| |
يثقبون يديه ورجليه
|
مزمور 16:22
|
لوقا 33:23
| |
يصلب بين آثمين
|
اشعيا 12:53
|
متى 38:27
| |
في عطشه يسقونه خلاً
|
مزمور 21:69
|
يوحنا 28:19
| |
يُشتم وهو معلق على الخشبة
|
مزمور 7:22و8
|
متى 39:27-43
| |
لا يُكسَر عظم من عظامه
|
مزمور20:34
|
يوحنا 33:19و36
| |
يُدفن مع غني
|
اشعيا 9:53
|
متى 57:27-60
| |
يقوم من الموت
|
مزمور 10:16
|
اعمال 24:2و27
| |
يصعد الى السماء
|
مزمور 18:86
|
اعمال 9:1
| |
لو لم تصدقوا التوراة ، فكيف تصدقون الانجيل ؟!
يقول يسوع بكل وضوح لليهود :
· "فتشوا الكتب، وهي التي تشهد لي، لأنكم لو كنتم تُصدقون موسى لكنتم تُصدقونني، لأنه هو كتب عني، فإن كنتم لستم تُصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي" ؟ (يوحنا 40:5و46و47).
فإن كان المسيحي لا يؤمن بكتب موسى فكيف يستطيع الإيمان بكلام المسيح؟!
و بكلمات اخرى : ان كنتم لا تؤمنون بالتوراة ، فكيف ستؤمنون بالانجيل ..؟!
هل لكم اذنان للسمع يا اعداء التوراة لتسمعوا ..؟ من لا يؤمن بكتب موسى فهو لا يؤمن بكلام المسيح !
فالمسيح في حديثه هنا قد القى ثلاثة حقائق بارزة :
§ صحة التوراة وصدقها !
§ بأن موسى النبي هو الذي كتب التوراة { كتب عني } ! رداً على الناقدين الذين زعموا بأن موسى لم يكن هو كاتب التوراة .
§ وبأن التوراة قد تنبأت عن مجيء المسيح كما جاء في (تث15:18-19). ولم تكن تتنبأ عن نبي خارج شعب اسرائيل !
فالسيد المسيح قد حسم الاعتراض الذي اثاره النقاد الملحدون في القرن التاسع عشر ، بأن التوراة لم تكن بقلم موسى ، اذ في اقتباسه من التوراة كان ينسبها لموسى ! كما قرأنا اعلاه، وكما بأقواله الاخرى مثل :
· " اذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم " ( متى 4:8) .
فلو لم يكن موسى هو الكاتب لصحح المسيح هذا الخطأ ، والمسيح له المجد لم يكن يتسامح مع اي ضلال ، لأن من اسماءه الحسنى اسم : " الحق " ( يوحنا 6:14) وهو الذي " جاء ليشهد للحق " ( يوحنا 37:8). اذن فقد شهد المسيح لقانونية أسفار العهد القديم وبكل شفافية ووضوح. وكما قلنا أنه إعترض على تقاليد الفريسيين (يوحنا 21:10-32) لكنه لم يعترض ابداً على الأسفار القانونية !
سؤال نطرحه على رافضي التوراة :
لو كان المسيح له المجد قد رفض التوراة وعارضها فما الذي منع الكتبة والفريسين من الدفاع عنها واتهامه برفضها ، وهي تهمة توازي الكفر والتجديف ؟! لماذا صمتوا وهم الذين كانوا يراقبونه لكي يصطادوه بكلمة ؟! ما الذي حال بينهم وبين تقديم هذه التهمة كشكاية ضده ، اثناء محاكمته أمام مجلس السنهدريم ..؟!
تأملوا وفكروا جيداًَ بهذا السؤال ...!
استشهادات المسيح من التوراة والعهد القدم .. دليل صدقها !
واقتبس المسيح آيات أُخرى كثيرة من العهد القديم لا يُمكن حصرها، فنورد منها لِلذكر لا للحصر الآيات التالية:
· " فقال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكُتب الحجر الذي رفضه البناؤُون هو قد صار رأس الزاوية" (متى 42:21). اقتبسها من ( سفر اشعياء 16:28).
· "إني أُ ريد رحمة لا ذبيحة" (متى 9: 13). مُقتبسة من (هوشع 6:6).
· " يا مراؤُون، حسناً تنبأ اشعياء قائلاً: يقترب إلي هذا الشعب بشفتيه، وأما قلبُه فمُبتعد عني بعيداً" (متى 7:15و8) مقتبسة من (اشعياء 13:29).
· "لأني أقول لكم أنه ينبغي أن يتم فيَّ هذا المكتوب، وأُحصي مع أثمة" (لوقا 37:22) مقتبسة من ( اشعياء 53).
· " وحينئذٍ يُبصرون إبن الإنسان آتياً في سحاب بقوةٍ كثيره ومجد"(مرقس 26:13) مقتبسة من (دانيال 13:7و14). وعلى الصليب إقتبس يسوع قول المزمور )1:22 ) :
· "إلهي إلهي لماذا تركتني" (متى 46:27). وإقتبس قول المزمور (5:31) :
· "في يديك أستودع روحي" (لوقا 46:23).
· "وبعد هذا رأى يسوع أن كل شئ قد كمل فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان" (يوحنا 28:19) وذلك حتى يتم قول المزمور 21:66 "في عطشي يسقوني خلاً ".
وغيرها من النبوات والنصوص الكثيرة.
"فتشوا الكتب " .. المسيح فتش التوراة !
حوادث التوراة والعهد القديم التي ذكرها المسيح واستشهد بها مؤكداً على صحتها :
§ خلق آدم وحواء والزواج ( تكوين 24:4) ذكرها المسيح في ( متى 4:19).
§ هابيل ( تكوين 8:4) ، ذكره المسيح في( متى 35:23).
§ حادثة الطوفان ونوح والفلك ( تكوين اصحاح 6- 9) ، ذكرها المسيح في
( متى 37:24).
§ حرق سدوم وعمورة ولوط وامرأته التي نظرت الى الوراء ( تكوين 19) ، ذكرها المسيح في( لوقا 18:17) و ( لوقا 32:17).
§ ابراهيم واسحق ويعقوب ( تك 50:12) ، ذكرهم المسيح في ( يوحنا 56:8)
( متى 11:8 ؛ متى 32:19).
§ موسى ( خروج 4 و16 و 18 و 20 ) ، ذكره المسيح في ( لوقا 37:20).
§ الوصايا العشر ( التي يزعم الجاحدون بأن موسى اقتبسها من حمورابي ) ( خروج 20) ، استشهد بها المسيح في ( متى 18:19).
§ داود واكل خبز التقدمة ( 1 صم 6:21 ) ، ذكره المسيح في( متى 3:12-4).
§ سليمان وثيابه الملكية وحكمته وملكة التيمن التي جاءت لتسمع حكمته ( 1 مل 10 ) ، ذكرها المسيح في ( متى 27:6 ) ( متى 43:12).
§ ايليا النبي ومنع المطر بصلاته واعاله ارملة صرفة صيدا ( 1 مل 8:17-17) ، ذكره المسيح في ( لوقا 25:4).
§ اليشع النبي ومعجزة شفاء نعمان السرياني من البرص ( 2 مل 5) ذكره المسيح في ( لوقا 27:4).
§ يونان النبي وبقاؤه في جوف الحوت ثلاثة ايام ، اعتبره المسيح " الآية " التي سيخلص بها العالم ! (إنجيل متى 12: 38-40).
وكل هؤلاء الانبياء القديسين والابرار قصصهم مسرودة بتفصيل في العهد القديم. فلو كانت التوراة تحوي اساطير .. فما الذي منع المسيح من رفضها ؟ هل كان يخشى احداً ، ام كان يجامل على حساب الحقيقة ؟ اليس ذكر المسيح لجميع اولئك الانبياء فيه دلالة جلية كالشمس على صدق الحوادث التي جرت معهم والتي ذكرتها التوراة بكل امانة.
إعتراض: ما معنى الذين قبلي سراق ولصوص !؟
قد يتقدم احد الادعياء بعد قراءة كل تلك الاستشهادت التي استخدمها المسيح من العهد القديم والانبياء وقد غصت في حلقه ، فيزعم وكأنه يحتضر بأن المسيح قد اتهم انبياء العهد القديم بأنهم كانوا " سراق ولصوص " بقوله :
" جميع الذين أتوا قبلي هم سراق و لصوص " ( يوحنا 8:10). وللرد نقول بنعمة الرب :
اولاً :
جرت عادتهم على اقتباس هذا النص مقتطعاً من نصفه الثاني ! .. لأن النصف الثاني من النص يشرح الاول .. وها هو كاملاً :
"جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص، ولكن الخراف لم تسمع لهم " ( يوحنا 8:10).
فمن غير المنطقي ان يكون قصد المسيح هو انبياء العهد القديم ، لأن الشعب القديم قد سمع لهم وعرف رسائلهم وآمن بكتبهم .. وها هي اسفار الانبياء المقدسة بيد اليهود منذ القدم والى اليوم ! فكيف لم يسمعوا لهم ( لو كان المقصود باللصوص هو الانبياء ، حاشا ) ..؟
فمن غير المنطقي ان يكون قصد المسيح هو انبياء العهد القديم ، لأن الشعب القديم قد سمع لهم وعرف رسائلهم وآمن بكتبهم .. وها هي اسفار الانبياء المقدسة بيد اليهود منذ القدم والى اليوم ! فكيف لم يسمعوا لهم ( لو كان المقصود باللصوص هو الانبياء ، حاشا ) ..؟
ثانياً :
كيف يكون قصد المسيح هو الانبياء في حين انه قد جعل فرحة الملكوت هو رؤية الانبياء في ملكوت الله !!
· " متى رأيتم ابراهيم واسحق ويعقوب وجميع الانبياء في ملكوت الله .." ( لوقا 26:13).
فهل يدخل السراق واللصوص الى ملكوت الله ...؟! وهل يتكئ المؤمنون في مجلس واحد مع " سراق ولصوص " في ملكوت الله ..؟! سؤال اطرحه على المعترضين ولن يجيبوا عليه الا في حالة واحدة وهي : ان يرفضوا المسيح ذاته !!
وقد قال الرب يسوع بأن المؤمنين به من كل الشعوب سيتكئون مع الانبياء في ملكوت السموات وكأنها حفلة سماوية لا تنتهي :
· " وأقول لكم: إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات" ( متى 11:8).
فلو كان الانبياء " سراق ولصوص " فكيف سيتكئ المؤمنون بيسوع معهم في ملكوت السموات الا ان كان المؤمنون قد انضموا الى تلك " العصابة " السماوية !!!
ونسأل : هل يكتب السراق واللصوص عن مجيء المسيح ...؟ لنقرأ :
· "ثم إبتدأ ( يسوع ) من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسر لهما الأمور المختصه به في جميع الكتب" (لوقا 27:24).
وقال الرب ايضاً بأن موسى قد شهد له ، وبأن من لا يصدق كلام موسى فلا يصدق كلام المسيح :
· " لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي"(يوحنا 46:5).
فلو كان موسى سارقاً ولصاً .. فمعنى هذا ان شهادته عن المسيح ملفقة لأن شهادة اللص والسارق باطلة امام اي محكمة في العالم .. وهذا المنطق لا يتمكن من صده اغبى معاند !!
ونسأل : لمن يشهد سراق ولصوص ... وهل تصدق شهادة لص ؟
· " له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا " ( اعمال 43:10).
لذلك نجد بولس الرسول وهو يقول :
· " هكذا أعبد إله آبائي، مؤمناً بكل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء. " (اعمال 14:24).
والانجيل المقدس قد مدح الانبياء القديسون ..وامر بالتمثل بصبرهم :
· " خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات والاناة الانبياء الذين تكلموا باسم الرب " (يعقوب 10:5 ).
ويأمر بحفظ كلامهم ووصفهم بالقديسين :
· " لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلّص " ( 1 بطرس 3:2).
· " ثم قال لي هذه الاقوال امينة وصادقة . والرب اله الانبياء القديسين ارسل ملاكه ليري عبيده ما ينبغي ان يكون سريعا " ( رؤيا 6:22).
ولا ادري كيف تفتقت للجاحدين عقولهم السقيمة وآفاقهم الضيقة ان يتجرؤا على القاء هكذا اعتراض واهن ، لمجرد اثارة الغبار ضد التوراة ؟! ولو قلبوا عدة صفحات في الانجيل المقدس لادركوا معنى وقصد الرب يسوع في كلامه .. اذ كان يقصد الانبياء الكذبة والمعلمين والرعاة الفاسدين قبله .. وقد ذكر لنا سفر اعمال الرسل اسم شخصين من الذين ادعوا انهم "المسيح " ( اعمال الرسل اصحاح 5 ) وهما ثوداس ويهوذا الجليلي .. فالمسيح لم يشير باصبع الاتهام ضد اي نبي ، ولم يقل ابداً بأن السراق واللصوص من قبله كانوا هم الانبياء ، فمن اين اخترع اعداء التوراة هذه الفرية ؟
والادهى ان بعض اولئك الجاحدين من يقف في الكنيسة ايام الآحاد ، وفيها يتلى " قانون الايمان " الذي يحوي احد بنوده على هذه الكلمات :
· " وأومن بالروح القدس الرب المحي .. الناطق بالأنبياء " !
فالروح القدس ناطق بالانبياء .. فهل ينطق في " سراق ولصوص " ؟!
ام انهم يتلون الصلوات دون فهم ولا وعي ؟ ويصدق فيهم كلام الرب :
· " لأنهم مبصرين لا يُبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون" ( متى 13:13).
لذا فان هذا الاعتراض يحتاج الى عقل كعقول مدعيه ليتم استيعابه !
فلنترك هذا الاعتراض الذي هشمناه حطاماً ، ولنواصل مع شهادة الرب يسوع لكتب العهد القديم .. ونقول :
يسوع يصدق كل كتب العهد القديم .. من أولها لآخرها !
جاء في انجيل البشير لوقا 51:11 وانجيل البشير متى 30:23 كلام السيد المسيح وهو يلوم اليهود ويقرعهم، لأنهم بقتلهم إياه سيأتي عليهم دم جميع الأنبياء، من دم هابيل إلى دم زكريا، قائلاً :
· " لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح " !
وهنا يشهد المسيح بقانونية جميع الأسفار المقدسة (أي العهد القديم)، فهابيل هو الشهيد الأول (تكوين 8:4) وزكريا هو آخر شهيد رُجم وهو يشهد في الهيكل (2 أخبار أيام 21:24). وبحسب ترتيب أسفار العهد القديم عند اليهود نجد بأن سفر التكوين هو السفر الأول، وسفر أخبار الأيام هو السفر الاخير ، فكأن المسيح يقول من التكوين الى ملاخي !
اي كل اسفار العهد القديم، دون استثناء سفر واحد !
قال يسوع : مكتوب !
نسأل القارئ الكريم : ماذا قصد يسوع مراراً بــ : " مكتوب " ؟
الا يقصد بأن مرجعيته تكمن في التوراة والعهد القديم ؟ لدرجة انه في حالة اقسى الجدالات مع المناوئين لم يحتاج الرب يسوع الى اي سلاح آخر سوى الكتاب ، " انه مكتوب " ( راجع : متى 4: و7 و10 ؛ لوقا 4: و8 ). فمن هنا فان قبولنا لسلطة وصدق العهد القديم انما اساسه قبول السيد المسيح نفسه ، فهو سلمنا اياه واخبرنا انه كلام الله ، وان الانبياء تكلموا بواسطة الروح القدس ، وان العهد القديم لا يمكن ان ينقضّ . والمسيح باقتباساته المتعددة من العهد القديم قام بتوحيده ودمجه بالعهد الجديد بحيث اصبحا الان يشكلان كتاباً واحداً ، بعنوان مفرد هو : الكتاب المقدس ! وبالانجيلزية The Bible وهي من اصل يوناني βιβλία " بيبلوس " وتعني : كتاب ! فهو " الـكتاب " بالمفرد ! فالعهدان ليبس لهما سوى صوت واحد ، ويجب ان يثبتا أو يسقطا معاً !
فيستحيل ان نقبل بازدواجية المعايير وانقلاب المقاييس عند المدعين بأنهم مسيحيين ، والذين يرفضون التوراة ، مع بقاءهم مسيحيين ! وما اصدق المثل الانجليزي القائل : " ليس أعمى كمن لا يريد أن يرى " !
اذ من غير المنطقي ان نقبل بالانجيل دون القبول بالتوراة ..
فما يحل بهذا يحل على ذاك ، فلا انتقائية هنا ولا اختيار شخصي ولا انتخابات حرة. فنحن أمام كلمة الله كما هي .. فاما ان نقبلها كاملة او نرفضها كاملة ..
والعهدان القديم والجديد اما صحيحان معاً ، او باطلان معاً ..!
الفصل الثاني
رسل المسيح يثبتون " وحي " التوراة !
إننا نحن المسيحيين نؤمن إيماناً ثابتاً بأن أسفار العهد القديم قد كُتبت بإلهام ووحي الروح القدس، إستناداً على تعاليم الرب يسوع المسيح نفسه ورُسُلِه الكِرام في الإنجيل كما سنوضح فيما يلي:
داود النبي يتكلم بالروح القدس
يقول يسوع سائلاً اليهود عن المسيح ونسبه :
· "إبن من هو فقالوا إبن داود. فقال يسوع: فكيف إذاً يدعوه داود بالروح قائلاً: قال الرب لربي إجلس عن يميني" (متى 41:22-43) .
فقوله (بالروح) معناه بوحي الروح القدس وذلك في مزمور 110. فيسوع يخبرنا بصريح العبارة بأن داود كان يكتب مسوقاً من الروح القدس ! وتلك شهادة داود النبي عن نفسه ايضاً : " روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني " ( صموئيل الثاني 2:23).
وأوضح الرسول بطرس ذلك أيضاً قائلاً:
· "كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا" (اعمال الرسل 16:1) .
اذ قد إستشهد بطرس بالمزامير (مزمور 9:41 و 25:69 و 8:109).
الله أوحى لجميع الأنبياء !!
وقال بطرس أيضاً بأن الله كان يتنبأ بأفواه الانبياء ، فقال:
· "وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح" (أعمال 18:3).
وأيضاً قال بأن كل النبوات السابقة قد تكلم بها الانبياء بالروح القدس :
· "لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس" (2 بطرس 21:1).
أي أن كُتُب العهد القديم قد كتبها رجال الله بوحي الروح القدس. ويقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس أن كل كتب العهد القديم موحى بها من الله ونافعة :
· " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البِر، لكي يكون إنسان الله كاملاً مُتأهباً لكل عمل صالح" (2 تيموثاوس 16:3و17).
أما من جهة فوائد العهد القديم فنقول إن له فوائده العظيمة لجميع المؤمنين بالمسيح.
اذ يقول الإنجيل:
· "لأن كل ما سبق فكُتِب، كُتِب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء" (روميه 4:15).
فقول الرسول بولس واضح هنا عن أهمية كتب العهد القديم. كل " ماسبق فكتب كتب لأجلنا " ! فهل يعترض احد على أهمية " ما سبق فكُتب " ؟
ويقول الرسول ايضاً بأن وصايا موسى والأنبياء هي من أجلنا ولصالحنا :
· " أم يقول مطلقاً من أجلنا إنه من أجلنا مكتوب " (1 كورنثوس 10:9).
وعن تاريخ بني إسرائيل في العهد القديم، إنها كُتبت لإنذارنا وفائدتنا، إذ يقول:
· "فهذه الأُمور جميعها أصابتهم مثالاً وكتبت لإنذارنا نحن الذين إنتهت إلينا أواخر الدهور" (1 كورنثوس 11:10).
وقد تكلم أيضاً عن فوائد الكتب المقدسة وعدّد مزاياها، فهي :
· "نافعة للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب والعمل الصالح" (2 تيموثاوس 15:3-17).
يجب على كل مسيحي أن يؤمن بالعهد القديم ويقرأه. فمن أهم فوائد العهد القديم اضافة الى وصاياه وتعاليمه ومزاميره وصلواته وتواريخه، فهو يوضح لنا إلى جانب ذلك كله من هو المسيح حقيقة ويتنبأ عنه في كل آياته وكتبه، وقد فهم ذلك تلاميذ المسيح وإستشهدوا به في جميع أقوالهم وكتاباتهم لسيرة المسيح. فهُم دائماً يُكررون القول: (لكي يتم ما قيل بالنبي القائل...) أو (حتى تُكمل الكُتب...) أو (لكي يتم أيضاً هذا المكتوب...).
وقد أشار الرسل إلى هذه النبوات الإلهيه في التوراة في الشواهد التالية:
· "الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن إبنه" (رومية 2:1-4).
· "أما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا" (أعمال 18:3).
· "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال بإسمه غفران الخطايا" (أعمال 43:10).
· "ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة" (أعمال 29:13).
· "فدخل بولس إليهم حسب عادته وكان يُحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب موضحاً ومُبيناً أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات، وأن هذا هو المسيح يسوع" (أعمال 2:7و3).
· "المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (1 كورنثوس 3:15و4).
فلماذا ينكر بعض الجاحدين صحة العهد القديم والتوراة مع علمهم بقبول المسيح ورسله لها ؟ لماذا يخالفون الاجماع المسيحي على مر العصور ؟!
لو كانت التوراة مزيفة فكيف شهد لها المسيح وجميع رسله وتلاميذه ؟
لو شهد للتوراة شاهد واحد فقط لربما دخل الشك في شهادته بحسب القاعدة الكتابية :
"شاهد واحد لا يشهد" (عدد 30:35). بينما التوراة قد شهد لها المسيح وكل رسله ، والكنيسة جمعاء وعلى مر العصور ، فكيف تُرفض شهادتهم ( ؟ )
الكنيسة المسيحية .. مبنية على صخرة التوراة والانجيل !
قال القديس اغسطينوس : " ان العهد الجديد مخبوء في القديم ، والعهد القديم مكشوف في الجديد " !
إن الكنيسة المسيحية ومنذ نشأتها وإلى يومنا هذا قد نفَّذت أمر المسيح ورسله من جهة أسفار العهد القديم، وحافظت عليها بكل حرص، وإقتبست منها في كتابات الآباء الأولين أو اللاحقين، وقد فسرّه الآباء القديسين في مجلدات ضخمة، وتأملوا فيه وفي تعاليمه ووصاياه. ومع أن المسيحية قد تفرّقت إلى طوائف ومذاهب، إلاّ أنهم جميعاً يتفقون على كتاب مقدس واحد بعهديه القديم والجديد، ويقرأونه ويفسرونه في كنائسهم وإجتماعاتهم ويصلون بصلواته ويستقون من تعاليمه وآدابه كل ما هو بركه وخير جزيل وتقدم ورقي لأي مجتمع وبلد .
اذ يقول يوحنا الرسول بأن الكنيسة لها البصيرة والحق:
· "إننا نعلم أن إبن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق والحياة الأبدية"(1يوحنا 20:5).
وقد أعطى المسيح كنيسته الروح القدس (روح الحق) الذي يُرشدهم إلى الحق، فلذلك حافظت المسيحية طوال تاريخها على أسفار العهد القديم، كما حافظت على أسفار العهد الجديد، لأن العهد القديم يشهد للمسيح ولخلاصه. فبكتب العهد القديم كان الرسل والتلاميذ يخلصون الناس !
سفر اشعياء .. يخلص وزير الحبشة !
إذ نقرأ في بداية عهد الكنيسة وفي أعمال الرسل عن الشماس القديس فيلبس كيف بشر وزير ملكة الحبشة وعمّدهُ بعد أن كرز له عن يسوع المسيح الذي كان يقرأ عنه الوزير في سفر اشعياء الاصحاح (7:53و8) وهو الاصحاح الشهير الذي يسرد آلام وصلب المسيح بتفصيل دقيق ، فنقرأ : "ففتح فيلبس فاه وإبتدأ من هذا الكتاب (أي من سِفر اشعياء) فبشره بيسوع" (أعمال 30:8-35).
فآمن واعتمد .. وذهب في طريقه فرحاً ! وكان السبب في ادخال بشارة الخلاص الى اثيوبيا !
وبنفس الطريقة كان الرسول بولس يكرز بالمسيح معتمداً على الكتب (أعمال 1:17-3) والذين آمنوا يقول عنهم سفر أعمال الرسل 11:17 "فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا". وتلك الكتب ما هي إلا أسفار العهد القديم.
كما نقرأ أيضاً عن القديس أبلوس أنه كان إسكندري الجنس رجل فصيحاً مقتدراً في الكتب (أعمال 24:18)، أي مُلماً ومعتمداً بقوه على كُتب العهد القديم ، وقد إستخدم قدرته هذه في تبشير اليهود أن يسوع هو المسيح ، إذ نقرأ عنه :
· "لأنه كان بإجتهاد يُفحم اليهود جهراً مُبيناً بالكتب أن يسوع هو المسيح" (أعمال 28:18).
فكُتُب العهد القديم ضرورية جداً لإثبات أن يسوع هو المسيح لليهود الذين يُنكرون ذلك.
والرسول بولس كان يكتب لتلميذه المُبشر تيموثاوس مادحاً إياه على إعتماده على الكتب المقدسة (أي العهد القديم) في عمله الكرازي، اذ كتب اليه بوحي الروح القدس :
· "وإنك منذ الطفولية تعرف الكُتب المقدسة القادرة أن تُحكمّك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع" (2 تيموثاوس 15:3).
فهل بعد هذا النص الواضح يتجرأ البعض ان يرفضوا العهد القديم والتوراة؟
كما نقرأ في الانجيل ( العهد الجديد ) مديح الرسول بطرس بشدة للكنيسة لتمسكها وثباتها بكُتب العهد القديم والأنبياء لأنها نور وسراج لسبيلنا، فيقول:
· "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسناً إن إنتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مُظلم" (2 بطرس 19:1).
وفي الرسالة الى العبرانيين 7:3 يقتبس الكاتب كلمات صاحب المزمور ناظراً اليها ككلمات الروح القدس :
· " لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم " ( مزمور 7:95 ).
وكذلك نرى في سفر الاعمال ان كلمات داود في المزمور 10 : 16 ينسبها الرسول بولس الى الله : " لذلك قال ايضاً في مزمور آخر : لن تدع تقيك يرى فساداً " ( اعمال 35:13 ).
ويمكننا ان نلاحظ ان الرسل كانوا يمزجون كلمات العهدان وكأنهما كتاب واحد ! .. فبولس الرسول يمزج سفر التثنية بالانجيل حسب لوقا تحت عنوان مشترك " الكتاب ". وذلك أمر طبيعي جداً ، فيقول :
· " لان الكتاب يقول لا تكّم ثوراً دارساً ، والفاعل مستحق أجرته " . ( راجع : تثنية 4:25 ولوقا 7: 10 ).
إنَ هذه الآيات والنصوص الواضحة والصريحة في الإنجيل تشهد لسلامة وصحة وضرورة التوراة وكُتُب العهد القديم جميعها، وتُلزِم المسيحيين في كل الأجيال على التمسُك بها وعدم رفضها لأنها كلمة الله المُقدسة ، كما تمسكت بها الكنيسة المسيحية والى اليوم !
سؤال خطير :
نسأل الرافضين للتوراة : ما هي الكنيسة او الطائفة التي لم تعترف بالتوراة ككتاب مقدس مع الانجيل ...؟!
هل يمكن ان يدلنا اعداء التوراة على كنيسة ازالت التوراة من كتابها المقدس وطرحته بعيداً ، مع تحديد في اي زمان ومكان وجدت مثل تلك الكنيسة او الطائفة ...؟!
والى ان يجيبوا على هذا السؤال التحدي .. سنتركهم لقرون ونواصل مع نقطة اخرى وهي اعتراضات المعترضين .. ضمن الفصل الثالث .
الفصل الثالث
اسئلة واعتراضات !
اعتراض :
لو كان موسى هو كاتب التوراة فكيف سجل تفاصيل موته (تثنية 34: 5 – 12) ؟
والجواب بسيط :
1- لقد نسب الرب يسوع التوراة الى موسى وانه هو كاتبها وهذا يقطع الشك باليقين لأن المسيح كما قلنا هو " الحق " !
2- لماذا لا تكون تفاصيل موت موسى قد أوحيت اليه من الرب الذي يعرف الغيب ؟ ألم يوحي الرب اليه بتفاصيل خلق الخليقة ( تكوين 1 ) وبتفاصيل حياة الاباء الأولين ابراهيم واسحق ويعقوب ؟! وقد أوحى اليه النبوة بمجيء المخلص مستقبلاً (تثنية 18:18) والتي نسبها المسيح الى نفسه كما شرحنا اعلاه ؟
فان كان الرب قد أوحى اليه بتفاصيل كثيرة لم يشهدها موسى فهل يكون عظيماً على الفهم ان يكون قد أوحى اليه ان يكتب تفاصيل موته ؟!
سؤال:
لِماذا لا نكتفي فقط بالإنجيل دون التوراة ؟ وما هي علاقة العهد القديم بالعهد الجديد؟
لأن الكنيسة المسيحية الحقة قد آمنت بكتب العهد القديم والجديد ككتاب واحد ، لكون اليهودية تعتبر " تمهيد " للمسيحية .. وهذا ما اعلنه الوحي المقدس حين قال على لسان الرسول بولس :
· " لأن غاية الناموس هي المسيح " ( رومية 4:1).
فاليهودية تعتبر اساس البناء والمسيحية هي البيت كاملاً، وان كانت المسيحية هي الشجرة فان اليهودية هي جذروها العميقة .. ومن هدم الاساس سينهار البيت ! لهذا قال الرب بكل وضوح:
فلا يمكن ترك التوراة والاكتفاء بالانجيل .. لأسباب :
1- أننا سنحذف كنزاً من الروحيات جاءت في العهد القديم، ونكون قد حذفنا وصايا إلهية وأدبية وحِكَم وصلوات ومزامير وتسابيح وتواريخ وسير حياتيه هي في غاية الأهمية دون فائده تُذكر من حذفها.
2- ولو حذفنا التوراة فإننا والحالة هذه يجب أن نحذف الإنجيل أيضاً، لأنه يحتوي على آيات ووصايا ونبوات لا حصر لها مُقتبسه حرفياً ومعنوياً من العهد القديم، لدرجة أنه قلَّما تجد صفحة في الإنجيل لا تحتوي على آيات أو إشارات من العهد القديم. فالتوراة متغللة في جميع صفحات الانجيل كانتشار الدم في جميع اوردة وشرايين الجسم !
3- ولو حذفنا التوراة، نكون قد حذفنا أقوى وأعظم شاهد ودليل أن يسوع هو المسيح بسبب النبوات والإشارات الكثيرة الوارده عنه في العهد القديم. ونكون كذلك قد هدمنا الكثير من العقائد المسيحية مثل حقيقة التجسد والفداء وأُلوهية المسيح وغيرها.
أما عن القسم الثاني من السؤال عن علاقة العهد القديم بالجديد، فنقول :
يجب أن لا يغيب عن أذهاننا حقيقة هامة للغاية وهي أن وصايا التوراة نوعان:
(1) طقسية، فرائضية.
(2) أدبية روحية.
والوصايا الطقسية هي خاصة ببني إسرائيل وهي محدودة ووقتية، والغرض منها:
أولاً: عزل اليهود عن الأُمم الوثنية في تلك العصور المُظلمة حتى لا يتأثروا بعقائد الوثنية الفاسدة.
ثانياً: حتى يتعلموا عملياً بأن تلك الطقوس وإن كانت أوامر إلهية، إلا أنها لم تكن إلا رموزاً إلى حقائق روحية هي المقصودة بالذات. فكل الطقوس والشعائر اليهودية الوقتية قد تمت تماماً في ملئ روحانية العهد الجديد ، ولم يعد على المسيحي اي ثقل لكي يطبقها ويمارسها فقد كانت رموزاً وقتية. فالإنجيل لم ينسخها ولم يُبطلها، بل قد أكملها وأوضحها. ومن تلك الوصايا والشرائع
:
:
1) الذبائح الحيوانية: كذبيحة المحرقة وذبيحة الخطية وذبيحة الاثم وذبيحة السلامة ( اربعة انواع من الذبائح ) كلها تكملت في المسيح ( كما اثبتت الاربعة اناجيل !) والمسيحيون لا يقدمونها الآن، إكتفاءً بذبيحة المسيح التي كانت تلك الذبائح تُشير إليه (عبرانيين 1:10-10).
2) الكهنوت الهاروني: وقد أمسى في العهد الجديد أعظم وأكمل، إذ تكمّل بكهنوت الكاهن الأعظم يسوع المسيح ، اذ "أقسم الرب ولن يندم، أنت كاهن إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق" (مزمور 4:110). فالكهنوت الهاروني تكمّل بالكهنوت المسيحي الأكمل والعام الذي يشمل كل المؤمنين سواء رجال ونساء . (عبرانيين 7؛ 1 بطرس 5:2).
3) الختان : وكان غرض التوراة أيضاً من الختان، هو إشارة إلى ختن القلب من الشهوات (تثنية 16:10؛ 6:30). ولما كمل العهد القديم بالجديد، عيّن الله سراً أعظم بدلاً من الختان وهو المعمودية (متى 19:28؛ كولوسي 5:3-17).
وهناك فرائض طقسية أُخرى لا مجال لذكرها كلها، والمُراد منها توجيه القلب إلى الحقائق الروحية، والإنجيل لم ينسخها بل أثبتها ورفع درجتها، وهذا ما عناه السيد المسيح بقوله: " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأُكمِل" (متى 17:5). فالنقض من مناقضة ، تناقض، والمسيح لم يأت " ليناقض " التوراة انما ليكملها ! فلا " تناقض " بين العهدين انما مسيرة وتوافق !
أما من جهة الوصايا الأدبية، فهي أزلية أبدية، والبشر مُلزمون بها في كل زمان ومكان، ومنها:
عبادة الله الواحد و الوصايا العشر والوصايا الأخلاقية. وهي ثابتة لأنها مُتعلقة بالله، فهي في العهد القديم عينها كما في العهد الجديد، إلا انها مشروحة في العهد الجديد شرحاً كاملاً. فمثلاً:
إن القتل مُحَّرم في التوراة (خروج 30:20). أما المسيح فشرح القتل أنه الغضب الذي يؤدي إلى القتل (متى 21:5و22). لم ينقض الوصية انما شرحها شرحاً أكمل ! فالذي ينقض يفعل العكس .. " لا تقتل " نقيضه هو : اقتل ! والمسيح لم ينقض بل أكمل ! وكذلك حرمت التوراة الزنا (خروج 14:20؛ تثنية 18:5) أما المسيح فإعتبر أن كل من ينظر إلى إمرأة وإشتهاها فقد زنى بها في قلبه ، وهذا اكمال وليس نقض (متى 27:5و28). وقد حرّمت التوراة القسم بغير الله وعدم النطق بإسمه باطلاً (خروج 7:20؛ تثنية 11:6). أما المسيح فأمر بترك القسم نهائياً والإكتفاء بالكلام الصادق ، سواء الايجابي او السلبي هكذا : "نعم نعم ولا،لا"(متى 23:5-27). لذلك تنبأت التوراة عن مجئ عهد جديد لتكملة العهد القديم. فقد قال النبي إرمياء:
· "ها أيامٌ تأتي يقول الرب، فأقطع مع بيت إسرائيل وبيت يهوذا عهداً جديداً ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأُخرجهم من أرض مصر. بل هذا هو العهد الذي قطعته مع بيت إسرائيل، بعد تلك الأيام يقول الرب، أجعل شريعتي في داخلهم، وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً" (إرمياء 31:31-34 )
فالعهد القديم كان كان عقداً مبرماً بين الله وبني إسرائيل فقط، أما العهد الجديد الذي تنبأ عنه إرمياء النبي فهو بين الله وبين المؤمنين بالمسيح سواء كانوا من بني إسرائيل أو من الأُمم. فالعهد الأول القديم كما قلنا يُشبه بذرة في الأرض، والعهد الجديد يُشبه شجرة نامية. فكأن بذرة العهد القديم قد أنبتت شجرة العهد الجديد والإثنان واحد جوهراً. فلا يصح أن يُقال أن الشجرة قد نَسخت وأبطلت البذرة، بل أتمتها. فلا نسخ ولا إبطال لأن كلمة الله ثابته لا تزول ولا تتبدل.
فالشرائع الطقسية قد اتمها المسيح واكملها ولا يلزم لنا كمسيحيين ممارستها ، اما الوصايا الادبية الروحية والمزامير والنبوات والاحداث التاريخية وسير الانبياء فهي جميعها نافعة لنا روحيا.فالتوراة تعتبر اساس البيت، والانجيل هو البيت المقام عليه كاملاً .
اعتراض :
هل اقتبست التوراة من الأساطير القديمة ؟!..
وهذا سؤال بات يطرحه البعض، ويبني عليه الابراج الوهمية لنزع قدسية التوراة من نفوس المؤمنين .. بينما الأمر في غاية البساطة ، لأن الأمم القديمة كالبابلية والآشورية والسريانية.. مازالت حية قائمة ، وهذه الأمة قد آمنت بالمسيح له كل المجد ..وبكل كتب العهد القديم والجديد كاملة ..لا بل ترجمتها ايضاً الى السريانية وتدعى " البشيطا " اي البسيطة !
وتتم تلاوة نصوص من العهد القديم في كل قداس يقام فيها !
فما يزعمه البعض بأنه انتحال من حضارات قديمة نعتبره سخف علمي ، والا لما وجدت اليوم الكنيسة السريانية بكافة فروعها ! تؤمن بالاله الواحد وبكتب العهد القديم، وبالمخلص الآتي من اسرائيل يسوع المسيح !ولكانوا قد عارضوا كل من اتى ليبشرهم بأنه سارق من الاساطير البابلية !؟ وأما عن تلك الحقائق حول : قصة الخليقة ، وجنة عدن ، وآدم وحواء، ونوح والطوفان ، وايوب .. فليست سوى حقائق تاريخية حدثت ودونت في كتب تراثيات وتواريخ ( بابل وآشور ) لكنها اختلطت بالاساطير الوثنية والاسماء المختلفة فيما بعد ..وجاءت التوراة المعصومة ( الموحى بها من الروح القدس ) لتعيد رواية تلك الاحداث ببساطة ووضوح ودقة (خالية من اي اثر للاساطير والخرافات ) فالعكس اذن هو الصحيح !اذ ان تواريخ تلك الشعوب حول احداث الخليقة والطوفان الخ قد زادت من وثاقة التوراة ورسخت الايمان أعمق في قلوب المؤمنين بها ! فما تذكره التوراة عن حوادث سابقة هو توثيق رسمي لتلك الحوادث.
فما يزعمه البعض بأنه انتحال من حضارات قديمة نعتبره سخف علمي ، والا لما وجدت اليوم الكنيسة السريانية بكافة فروعها ! تؤمن بالاله الواحد وبكتب العهد القديم، وبالمخلص الآتي من اسرائيل يسوع المسيح !ولكانوا قد عارضوا كل من اتى ليبشرهم بأنه سارق من الاساطير البابلية !؟ وأما عن تلك الحقائق حول : قصة الخليقة ، وجنة عدن ، وآدم وحواء، ونوح والطوفان ، وايوب .. فليست سوى حقائق تاريخية حدثت ودونت في كتب تراثيات وتواريخ ( بابل وآشور ) لكنها اختلطت بالاساطير الوثنية والاسماء المختلفة فيما بعد ..وجاءت التوراة المعصومة ( الموحى بها من الروح القدس ) لتعيد رواية تلك الاحداث ببساطة ووضوح ودقة (خالية من اي اثر للاساطير والخرافات ) فالعكس اذن هو الصحيح !اذ ان تواريخ تلك الشعوب حول احداث الخليقة والطوفان الخ قد زادت من وثاقة التوراة ورسخت الايمان أعمق في قلوب المؤمنين بها ! فما تذكره التوراة عن حوادث سابقة هو توثيق رسمي لتلك الحوادث.
فالخلق والخليقة لم تظهر من العدم الى الوجود نتيجة مصارعة ومعارك بين آلهة وربات وارباب كما علمت اساطير بلاد النهرين ! بل "بكلمة الرب صُنعت السماوات " (مزمور 32: 6).
فحادثة الطوفان ونوح مسرودة بتفاصيل عديدة في المكتشفات الاثرية لبلاد اشور وبابل ( مع اختلاطها باساطير الآلهة وصراعاتها ) في حين انها في التوراة تخلو من عنصر الاسطورة والخرافة. فالحادثة حقيقية قد وقعت ولكن التفاصيل الصغيرة تختلف بين الاسطورة البابلية و الحقيقة التوراتية. كإسم بطل حادثة الطوفان الذي اسمه هو " نوح " في التوراة ،بينما هو "اوتنابشتيم " في اسطورة ملحمة جلجاميش ، لأن حادثة الطوفان قد جرى تداول قصتها بين الاجيال المتعاقبة بعد نوح شفوياً فاختلطت بالحكايات والاساطير الى ان تمت كتابتها على الاثارات البابلية ، فتحول اسم "نوح " مع الزمن الى " اوتنابشتيم " ! لكن لن يعوق اختلاف الاسم عن الاعتقاد بأن الحادثة قد وقعت احداثها !
فما ورد في كتابات الاشوريين والبابلين حول احداث الخليقة والطوفان الخ .. تعتبر المدماك التي تزيد من صدقية التوراة المقدسة وتسندها بالتوثيق !
فحادثة الطوفان ونوح مسرودة بتفاصيل عديدة في المكتشفات الاثرية لبلاد اشور وبابل ( مع اختلاطها باساطير الآلهة وصراعاتها ) في حين انها في التوراة تخلو من عنصر الاسطورة والخرافة. فالحادثة حقيقية قد وقعت ولكن التفاصيل الصغيرة تختلف بين الاسطورة البابلية و الحقيقة التوراتية. كإسم بطل حادثة الطوفان الذي اسمه هو " نوح " في التوراة ،بينما هو "اوتنابشتيم " في اسطورة ملحمة جلجاميش ، لأن حادثة الطوفان قد جرى تداول قصتها بين الاجيال المتعاقبة بعد نوح شفوياً فاختلطت بالحكايات والاساطير الى ان تمت كتابتها على الاثارات البابلية ، فتحول اسم "نوح " مع الزمن الى " اوتنابشتيم " ! لكن لن يعوق اختلاف الاسم عن الاعتقاد بأن الحادثة قد وقعت احداثها !
فما ورد في كتابات الاشوريين والبابلين حول احداث الخليقة والطوفان الخ .. تعتبر المدماك التي تزيد من صدقية التوراة المقدسة وتسندها بالتوثيق !
سؤال : هل اقتبست شريعة موسى من شريعة حمورابي ؟!
ونُجيب بنعمة الرب :
ان وجود تشابه بين بعض الوصايا لا يعني نقلاً ، انما هو توافق في " صيغ " انسانية ! لأنه ان كانت شريعة حمورابي المدنية تعتمد على العدل في محاسبة المخطئ ، فيمكن اعتبارها شريعة الهية في ضمير البشر ، قد زرعت فيهم منذ ايام آدم وحواء والى نوح. والحق يبقى حقاً لانه من الله ، فهو الذي أمر بأن " يُشرق نور من ظلمة " ( 2 كورنثوس 6:4). وهو يقدر ان يجعل نبياً عرافاً ان ينطق بكلام الحق حتى لو كان بغير ارادته كما حدث مع بلعام ! ( سفر العدد 17:24).
وجعل رئيس الكهنة قيافا يقول كلمة حق كنبوة ! ( يوحنا 50:11). وهكذا قد اشرق بعض النور بين ظلام الوثنية وسطع في قلب حمورابي، فوضع احكاماً عادلة نافعة لذلك العصر.
فالوحي استخدم بعض الالفاظ المتعارف عليها عند البشر ، وكلمهم كما يفهمون ، واستخدم صيغ ما يدركون .. فان كان الرب قد استخدم " صيغة " قديمة لصياغة بعض الوصايا المقدسة في التوراة ، فان هذا استخدام لما هو مفهوم ومتداول عند الناس ، وقد صار لتلك الوصية بعداً مقدساً وسلطة .
يقول العلامة ف. كنيون: F. Kenyon "من الطبيعي أن شرائع تعالج مشاكل مماثلة في بلاد مجاورة قد تكون بينها عناصر وعقابات متشابهة. ولكن حمورابي أغفل معظم ما ذكره موسى والعكس بالعكس."
لذلك نسأل بناء على استنتاج كنيون :
لو كانت التوراة قد نقلت من شريعة حمورابي فلماذا لم تنقل بالضبط كنسخة كربونية ؟ لماذا لم تنقل كل شيء ؟ اذ نجد اختلافاً في الصيغ ، بل اختلافاً ايضاً في الجوهر !
اختلافات جوهرية بين شريعة التوراة وقوانين حمورابي !
فلننظر في بعض هذه الاختلافات الجوهرية :
- في قانون حمورابي رقم 6 نقرأ بأن من يسرق معبداً او ممتلكات حكومية فعقوبته هي الاعدام والموت . بينما في شريعة التوراة فالعقوبة هي التعويض للمجني عليه (خروج 21: 37). اختلاف جوهري !
- في قانون حورابي رقم 16 نقرأ بأن من يساعد عبداً هارباً أو آواه فعقوبته هي الاعدام ! اما في شريعة التوراة فلا يجب اعادة العبد الهارب الى سيده ( سفر التثنية 15:23 ).
- في قانون حمورابي رقم 154 نقرأ إذا ما قام رجل برتبة بمجامعة ابنته، فإن الأب سيجبر على مغادرة المدينة ! اما في شريعة التوراة فعقوبته هي الاعدام !( سفر اللاويين 29:19).
- في قانون حمورابي رقم 195 نقرأ : " من ضرب أباه تُقطع يده " ، بينما في شريعة التوراة : "من ضرب أباه أو أمه يُقتل قتلاً " (خروج 15:21).
- في قانون حمورابي رقم 230 نقرأ عن تشريع يقول بأنه اذا سقط بيت فوق ابن صاحبه فإن ابن الباني يساق الى الموت ! وهذا جرم بحق البريء ويشابه هذا القانون القانون رقم 210 الذي يقول اذا ضرب رجل حر امرأة حرة وماتت ، فان ابنة الضارب تستوجب الموت !
بينما في التوراة هذا ظلم شديد لأن الابناء لا يؤخذون بذنب آبائهم ! " النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من اثم الاب ، والآب لا يحمل من ذنب الابن " ! ( حزقيال 20:18).
- في شريعة حمورابي يُلاحظ التفريق في مستوى العقوبة وشدتها اعتماداً على الطبقية بين الاحرار والعبيد. في حين ان التوراة تمنع المهادنة مع السيد على حساب العبد.
وهكذا فإن هذه الفوارق الشديدة تظهر البون الشاسع بين شرع البشر وبين حكم الرب في التوراة المقدسة والتي شهد لها المسيح ورسله .
جاء في الكتاب الشهير (برهان جديد يتطلب قراراً ) هذه الشروحات من علماء واساتذة حول شريعة حمورابي ما يلي :
· " يشرح أرشر أنه يجب أن يكون مفهوماً أن الاختلافات بين التوراة وشريعة حمورابي مذهلة أكثر من تشابههما، وأن الاختلافات تنتج من المجموعة النظامية من المفاهيم في موضوع الحياة أو الثقافة البشرية التي تتقيد بها كل واحدة من هاتين الثقافتين. (Archer, SOTI,162). ومن ناحية أخرى: فإن الشريعة البابلية تزعم أن حمورابي تلقاها من إله الشمس. وموسى تلقي قوانينه (الناموس) من الله. بالرغم من ادِّعاء حامورابي أنه تلقى قوانينه من إله الشمس فإنها تأخذ سمعتها من المقدمة والخاتمة، فهو وليس إله الشمس الذي أسس النظام والعدالة في كل الأرض، وعلى العكس من ذلك، فإن موسى كان مجرد أداة، فالتشريعات تقول: «هكذا يقول يهوه». (Unger, AOT,156)
علاوة على ذلك، «فإن القوانين العبرانية وضعت قيمة أكبر على الحياة البشرية، واهتماماً أكبر لتكريم المرأة، ومعاملة آدمية للعبيد، فضلاً عن ذلك فإن مجموعة القوانين البابلية لا يوجد بها شيء يتماثل مع ذلك الخيط الذهبي الموجود في التشريع الموسوي - حب الله وحب الجار (متى 22:37-40). (Unger, AOT,157). واستمر انجر فيقول إن قوانين حمورابي تتكيف مع حضارة الري وزرع الأرض، ومع التجارة في المجتمع المدني (منسوب إلى المدينة) في أرض ما بين النهرين. ومن ناحية أخرى فإن وصايا موسى تناسب شعباً تقوم حياته على الزراعة والرعي في أرض جافة مثل فلسطين، التي هي أقل تقدماً في التطور الاجتماعي والتجاري، ولكنهم واعون في كل مراحل حياتهم على دعوتهم الإلهية». (Unger, AOT, 156). وأخيرا،ً تحتوي مجموعة القوانين العبرية الكثير من الوصايا والطقوس الدينية، أما مجموعة قوانين حمورابي فهي قوانين مدنية. على أي حال فإن النواميس الكهنوتية في سفر اللاويين تحتوي على كثير من نقط التلامس مع الطقوس الكهنوتية في غرب آسيا سواء في كنعان أو فينيقية أو في ما بين النهرين». (Unger, AOT, 156) يجد فري عدم وجود ارتباط حقيقي بين القوانين الموسوية (الناموس) وقوانين حمورابي. مثل هذه المعلومة قالها بارتون وهو أستاذ ليبرالي في جامعة بنسلفانيا، الذي قال «إن المقارنة بين مجموعة قوانين حمورابي ككل مع شرائع أسفار موسى الخمسة ككل في حين أنها تكشف لنا تشابهات معينة، فإنها تقنع الدارس أن قوانين العهد القديم لا تعتمد مطلقاً على القوانين البابلية، التي تحتوي على قوانين خاصة بالجنود، وجامعي الضرائب، وتجار الخمور.(Free, ABH,121) ويتوصل سايس وهو عالم متخصص في الحضارة الأشورية إلى أن الاختلاف بين التشريعيين فيما يتعلق بتجار الخمور على وجه التحديد هو سمة مميزة للاختلاف الذي يظهر في كثير من الأمور بينهما، كما يجعل التباين بينهما أكبر بكثير وأكثر حدة من أي اتفاق يمكن أن يشار إليه. (Sayce, MFHCF,72) .." ( كتاب : برهان جديد يتطلب قراراً – ص 389).
ومن جهة اخرى : فإن المعترضون على التوراة بسبب هذه الحجة الواهنة انما يعترضون ايضاً على قرآن المسلمين ! فكيف يشهد القرآن لكلام مقتبس من حمورابي علي انه وحي ؟
اذ جاء في سورة المائدة قوله :
· "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ") المائدة 45).
فالقرآن يشهد بأن الله هو من " كتب " تلك الوصايا في التوراة لبني اسرائيل.
والسؤال الذي يحيرني : لماذا يعترض السطحيون على التوراة بسبب شريعة حمورابي ، في حين انهم يصمتون صمتاً مطبقاً امام القرآن الذي حوى ذات الصيغ ؟!
مجهود رائع
ReplyDeleteربنا يبارك خدمتك
هل من الممكن اضافة مدونة الكتب المسيحية لقائمة المدونات على البلوجر هنا و على البوردبرس ان امكن
دي مدونة الكتب المسيحية
http://coptic-books.blogspot.com/
و دي صفحة الفيس بوك
https://www.facebook.com/copticbooks4u
خدمتنا اننا نعمل سكان للكتب المسيحية و مكتبتنا فيها لغاية دوقتي اكتر من1400 كتاب مسيحي pdf
شكرا مقدما
ابحاث في غاية الدقة و القوة
ReplyDeleteالرب يباركك و يعطيك العافية استاد