support تبرع للخدمة

Tuesday, May 10, 2011

تابع الجزء الثاني من كتابي : لماذا يجب أن نؤمن بالتوراة


تابع الجزء الثاني من كتابي : لماذا يجب أن نؤمن بالتوراة


 سؤال :   لماذا اعتبرت التوراة اليهود كشعب الله المختار ؟!

الجواب: نقول إن اليهود كانوا شعباً خاصاً مُختاراً لله وذلك حتى يأتي المسيح منهم وبه تتبارك جميع أُمم وقبائل الأرض، ويُصبح كل مؤمن به إبناً لله، ومُنتمياً لشعب الله الجديد الجامع لكل الشعوب والأجناس. فإن الرسول بطرس يقول:
·        " أنتم (أي الشعب المسيحي) فجنسٌ مُختار وكهنوت ملوكي، أُمة مُقدسة شعب إقتناء لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكُم من الظلمة إلى نوره العجيب، الذين قبلاً لم تكونوا شعباً، وأما الآن فأنتم شعب الله. الذين كُنتم غير مرحومين وأما الآن فمرحومون" (1بطرس 9:2و10).
وفي قراءتنا من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الإصحاحات الهامة 9-11 نرى بولس يوضِّح علاقة شعب الله الجديد (المسيحي) بالشعب القديم (أي اليهود)، فيقول عنهم:
·        "الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والإشتراع والعباده والمواعيد، ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مُباركاً" (رومية 4:9).
 وقد أوضح بولس بعبارات صريحه أن الله لم يرفض كل شعبه إسرائيل، بل أبقى بقية حسب نعمته، والباقون تقسّوا وذلك ليس لكي يسقطوا ويهلكوا بل ليصير الخلاص لجميع الأُمم والشعوب. فيجب على المسيحي ألا يفتخر على اليهود (رومية 1:11-18). وقد أنبأ بولس أن إسرائيل أيضاً سيخلُص أخيراً ويؤمن بالمسيح فيقول:

·        "إن القساوة حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملئ الأُمم. وهكذا سيخلص جميع إسرائيل كما هو مكتوب، من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الإختيار فهم أحباء من أجل الآباء" (رومية 25:11-28).
والله لم يرفض شعبه القديم .. ولكن تركه لاسباب :
·        " فاقول ألعل الله رفض شعبه.حاشا.لاني انا ايضا اسرائيلي من نسل ابراهيم من سبط بنيامين لم يرفض الله شعبه الذي سبق فعرفه." ( رومية 1:11)

فعبارة " شعب الله المختار " صحيحة .. ولكن باعتبارات !
اذ ان الشعب الاسرائيلي هو الشعب الذي اختاره الرب لنفسه – اذ كان يجب ان يختار اي شعب لكي يتسنى ان يأتي منه المسيح المنتظرمخلص العالم أجمع - ولكن برفضهم اياه .. فقد سحبت منهم هذه الرتبة ( ان جاز التعبير ) الى ان يعودوا في أواخر الايام ويؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ..مثلهم مثل الابن الضال الذي ضرب المسيح مثله ( لوقا 15) .. اذ طلب الميراث من ابيه وترك البيت وذهب الى كورة بعيدة، فهو امام الناس لا يعيش في بيت ابيه ولا تحت سلطانه ولا ابوته ( مع كونه بالطبيعة هو ابن ابيه بالولادة). هكذا اليهود سيؤمنون بيسوع انه المسيح ، وسيعودون لبيت الآب ..وستتحقق فيهم النبوة الواردة في سفر زكريا ..بأنهم سينظرون الى الذي طعنوه على الصليب وينوحون عليه كنائح على وحيده :
·        " ويكون في ذلك اليوم اني التمس هلاك كل الامم الآتين على اورشليم .وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون اليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره  "(زكريا اصحاح 12 عدد 10).

ولكن لن يؤمن الجميع .. انما سيهلك ثلثلين من اسرائيل .. ويخلص الثلث بعدما سيعاني من ضيقة عظيمة سميت " ضيقة يعقوب " (راجع : زكريا 9:13). فاليهود سيؤمنون بيسوع انه المسيح قبل النهاية .. ولهذا سمح الرب بعودتهم تمهيداً وعلامة من علامات مجيء المسيح ثانية بمجد عظيم ..اذ سبق ان تنبأ الكتاب المقدس بهذه العلامة وبعودة اليهود ..ثم لم يبقى سوى ان يمروا بالضيقة العظيمة التي ستأتي عليهم وعلى الارض ..وها بوادرها تلوح في الافق .. من تهديدات ايران الاسلامية بمحو اسرائيل من خارطة العالم!( 1 )
وهذا التهديد تنبأ عنه الكتاب بقول الوحي :
·        " قالوا هلم نُبدهم من بين الشعوب , ولا يُذكر إسم اسرائيل بعد "(مزمور 4: 84).
فاليهود سيؤمنون بالرب يسوع بعد عودتهم الى اورشليم ..وبعد حصار الأمم الوثنية والاسلامية لها ومحاولة ابادتهم ..فسينزل الرب على جبل الزيتون .. وسيفيض على شعبه
 " روح النعمة والتضرعات " ليؤمنوا ..وسيعاقب كل الأمم الاتية الى اورشليم، وهذا ما حددته النبوة المباركة في سفر زكريا النبي :
·        " هوذا يوم للرب ياتي فيقسم سلبك في وسطك . واجمع كل الامم على اورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة الى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة فيخرج الرب ويحارب تلك الامم كما في يوم حربه يوم القتال . وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب واديا عظيما جدا وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب . وتهربون في جواء جبالي لان جواء الجبال يصل الى آصل وتهربون كما هربتم من الزلزلة في ايام عزّيا ملك يهوذا. ويأتي الرب الهي وجميع القديسين معك ويكون في ذلك اليوم انه لا يكون نور . الدراريّ تنقبض . ويكون يوم واحد معروف للرب"( زكريا 1:14-7)

__________
( 1 ) صرح الرئيس الايراني احمدي نجاد مراراً بوجوب ازالة اسرائيل من الخارطة ! ويمكن مراجعة هذا الخبر من موقع قناة الجزيرة الاخبارية :  "نجاد يتحدث عن بدء العد التنازلي لزوال إسرائيل"
فمصطلح : " شعب الله المختار " متفق عليه في التوراة والانجيل ، بل في القرآن ايضاً !
كما صرح القرآن بكل وضوح :
·        " وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ " ( الدخان 32).
جاء في تفسير القرطبي :
·        " وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ يعني بني إسرائيل . علَى عِلْمٍ أي على علم منا بهم لكثرة الأنبياء منهم .عَلَى الْعَالَمِينَ أي عالمي زمانهم , بدليل قوله لهذه الأمة : " كنتم خير أمة أخرجت للناس "  آل عمران : 110  . وهذا قول قتادة وغيره . وقيل : على كل العالمين بما جعل فيهم من الأنبياء . وهذا خاصة لهم وليس لغيرهم ; حكاه ابن عيسى والزمخشري وغيرهما . ويكون قوله : " كنتم خير أمة " أي بعد بني إسرائيل . والله أعلم . وقيل : يرجع هذا الاختيار إلى تخليصهم من الغرق وإيراثهم الأرض بعد فرعون ." ( الجامع لاحكام القران - القرطبي - سورة الدخان: 32).
فالقرآن صريح بأن اليهود هم شعب الله المختار ، لاحظ المفردة القرآنية : " إخترناهم "..!  وكذلك اعترف القرآن بتفضيل بني اسرائيل على العالمين ! .. اذ قال :
·        "يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين"( سورة البقرة :47)
وأعاد ترداد ذات الكلام بالحرف في الآية 122 من ذات سورة البقرة لأهميته. كما صرح بأنه أعطاهم الارض من شرقها الى غربها ، وكأن القرآن يقول من النيل الى الفرات !
·        " واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا" ( سورة الاعراف: 137).
فالقران ايضاً يوافق الكتاب المقدس ويثبت في نصوصه ملكية بني اسرائيل لهذه الارض ! نقرأ:
·        " اذ قال موسى : يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم " (المائدة 21-22).
جاء في تفسير الزمخشري : " يعني أرض بيت المقدس " ! وذات التفسير بالحرف جاء في تفسير النسفي والطبري والبغوي والقرطبي والطبرسي ! فهو اجماع من كبار علماء القرآن !
·        " اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم " ( الاعراف 161).
وقال القرطبي والجلالين وابن كثير بان القرية هي : بيت المقدس!
·        وفي سورة الشعراء :59 نقرأ " فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك اورثناها بني اسرائيل " !
سؤال :  أليس اليهود هم من أشاعوا نظرية الشعب المختــار ؟

والجواب على ذلك:
أولاً: إن إختيار الله لهم ليكونوا شعباً خاصاً هو من تدبيره الأزلي وحكمته ليجمع بهم جميع الشعوب والأُمم بالمسيح، وهذا ثابت بشواهد لا حصر لها في كُتب العهد القديم  والتي أثبتنا صحة وحيها وصدق نبواتها بشواهد من الإنجيل صريحة وواضحة.
ثانياً: لا يمكن لليهود تحريف التوراة والإدّعاء أنهم شعب الله، وإلا ما كانت تحتوي كُتب العهد القديم عن قصص إرتدادهم عن الله وعبادتهم العجل وخطاياهم وعبادة البعل والآلهة الكاذبة، ولا كانت قد ذكرت التوراة بأنهم شعب صُلب الرقبة وقاسي القلب (خروج 20:32؛ تثنية 7:9-29؛ 1ملوك 18)؛ وأيضاً ما كانت قد ذكرت مُعاقبة الرب لهم كُلّما أخطأوا في جميع أجيالهم وتركوا وصايا الرب. فلو أنهم حرّفوا التوراة، فالأولى لهم أن لا يذكروا عيوبهم وخطاياهم.
ثالثاً: إن كُتب العهد الجديد (الإنجيل) قد حوت شواهد كثيره تُثبت إختيار الله لبني إسرائيل شعباً، ومن هذه الشواهد:
يوضح الإنجيل أن الله سلّمهم الكُتب المقدسة وقد حافظوا عليها. يقول بولس الرسول :
·        "إذاً ما هو فضل اليهودي...أما أولاً فلأنهم إستؤمنوا على أقوال الله" (رومية 1:3و2).
وقول الرب يسوع للسامرية :
·        "لأن الخلاص هو من اليهود" (يوحنا 22:4).
كذلك المسيح دعاهم بـ أبناء الله و " بنو الملكوت" (متى 12:8؛ 26:15). وقد جعل كل سنوات خدمته لليهود، كما أنه أوصى تلاميذه قائلاً:
·        "إلى طريق أُمم لا تمضوا، وإلى مدينةٍ للسامريين لا تدخلوا، بل إذهبوا بالحري إلى خِراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 5:10و6).
وعندما إنتهت خدمة يسوع على الأرض، أرسل تلاميذه إلى جميع الأُمم والشعوب ولكن إبتداءً من أورشليم وأن "يكرزوا بإسم المسيح بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأُمم مبتدأً من أورشليم" (لوقا 47:24). ولذلك كان الرسل يُنادون بالخلاص لبني إسرائيل أولاً، ومتى رفضوا ، كانوا يذهبون إلى الأُمم (أعمال الرسل 46:13؛ 6:18؛ 28:28).

 سؤال : هل كان هذا الإله عنصرياً لليهود دون غيرهم؟

بالتأكيد لا ! للأسباب الآتية:
 أولاً :
ان الرب اله العهد القديم قد احب كل الشعوب وليس بني اسرائيل وحدهم ، ولكنه اختارهم ليكونوا كالشاهد له بين الشعوب ! " انتم شهودي يقول الرب " ( اشعياء 8:44-20). وهم الذين اختارهم من بين الشعوب ، وهذا ليس دلالاً وغنجاً لهم انما خدمة سيعاقبون ان قصروا فيها :
·        " اياكم فقط عرفت من جميع قبائل الارض لذلك اعاقبكم على جميع ذنوبكم " ( عاموس 3:2).
 فاختيارهم كان مسؤولية ، يحاسبهم عليها بقسوة اضعاف غيرهم .. اذ قال :
·        " وان كنتم مع ذلك لا تسمعون لي ازيد على تأديبكم سبعة اضعاف حسب
خطاياكم" ( لاويين 26:18).
ومن جهة اخرى فقد مدح الرب وتنبأ عن خلاص الأمم الاخرى قائلاً :
·        " في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى اشور فيجيء الاشوريون الى مصر والمصريون الى اشور ويعبد المصريون مع الاشوريين . في ذلك اليوم يكون اسرائيل ثلثا لمصر ولاشور بركة في الارض بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي اشور وميراثي اسرائيل "
( اشعياء 24:19و25).
لذلك لم تتغاضى التوراة عن ذكر شخصيات كتابية عظيمة ،كانت من خارج شعب اسرائيل! مثال :
ملكي صادق ، الذي بارك ابراهيم ! ( تكوين 19:14و20 ؛ عبرانيين 6:5-11 ؛ 1:7-3).
يثرون كاهن مديان وحمو موسى ( خروج 9:18-12).
راحاب من اريحا – جدة المسيح المنتظر - ( يشوع 9:2-12 و عبرانيين 31:11 ويعقوب 25:2).
راعوث المؤابية  - جدة المسيح المنتظر - ( راعوث 16:1-17).
نعمان السرياني ( 2 ملوك 15:5-17).
مدينة نينوى الآشورية ! ( سفر يونان ). وقد دعاها الرب بهذا الوصف : " المدينة العظيمة "!

  اسفار في العهد القديم بأسماء غير يهودية !
فنقرأ عن أيوب الذي لم يكن يهودياً، ونقرأ قصة حياته ونرى تعاملات الله معه، وقد دّون سفر كامل في الكتاب المقدس باسمه ( سفر أيوب ) !
ونقرأ عن راعوث المؤابية ( غير يهودية ) وعلاقتها بالرب وكتابة سفر كامل باسمها ، وكيف اصبحت جدة للملك داود الذي سيأتي من نسله المسيا المنتظر ( المسيح ) !
هل كنا سنحلم ان نقرأ بأن جدة المسيا المنتظر هي من غير شعب اسرائيل ، أي من الأمم البعيدة ، لو كانت التوراة من صناعة وطبخ اليهود وليس وحي الروح القدس ؟!

 في التوراة :  لا فرق بين ابيض وأسود !
التوراة لا تفرق بين الشعوب ولا بين الابيض والاسود !
فموسى النبي ( كاتب التوراة الملهم ) كان قد تزوج بسيدة سوداء ( كوشية ) !
وحين اعترضت اخت موسى :
·        "و تكلمت مريم و هرون على موسى بسبب المراة الكوشية التي اتخذها لانه كان قد اتخذ امراة كوشية "( سفر العدد 12: 1)
يخبرنا الكتاب المقدس بأن الرب قد حمي غضبه على مريم وضربها بالبرص ! ( العدد 10:12)
ولكن لماذا البرص بالذات وليس بأي عقاب آخر ؟
ونجيب : بأن البرص كان العقاب الملائم لعنصريتها ضد المرأة الكوشية ذات الجلد والبشرة السوداء ! فضرب الرب مريم " بجلدها " وجعله ابيض بزيادة ، برصاء !                                   ولسان حال الرب كان : هل ترفضين امرأة بسبب لون جلدها الاسود ، اذن تمتعي يا مريم بالبرص الذي حول لون جلدك الى بياض ومرض خطير !!
التوراة لا تفرق بين الشعوب ولا الألوان !
ولن ننسى ان نخبر بأن الذي انقذ إرمياء النبي حين القي في البئر الموحل كان رجلاً كوشياً اسوداً ! ( راجع سفر إرمياء الاصحاح 38) واقرأ عن " عبد ملك الكوشي " !

 ثانياً :
يخاطب الرب شعبه بأنهم كمثل الشعوب الاخرى ! ( عاموس 7:9 ؛ اشعياء 24:29-25)
·        " التفتوا اليّ واخلصوا يا جميع اقاصي الارض لاني انا الله وليس آخر. " ( اشعياء 21:45-22).
وابناء الغريب مقبولون عند الرب ولهم اسم ، لأن الهيكل هو لكل الشعوب !
·        ".. وابناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيدا كل الذين يحفون السبت لئلا ينجسوه ويتمسكون بعهدي آتي بهم الى جبل قدسي وافرحهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لان بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب." ( اشعياء 3:56-7).
ورسالة بني اسرائيل هي ان تخبر بمجد الرب بين الامم لأنهم اخوتهم !
·        " ويحضرون كل اخوتكم من كل الامم تقدمة للرب على خيل وبمركبات وبهوادج وبغال وهجن الى جبل قدسي اورشليم قال الرب كما يحضر بنو اسرائيل تقدمة في اناء طاهر الى بيت الرب." ( اشعياء 21:66).
فالرب يعتبر الأمم الاخرى كأخوة لبني اسرائيل !
وكل الأمم ستمجد اسم الرب :
·        " لأنه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يُقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لأن اسمي عظيم بين الأمم قل رب الجنود .."              ( ملاخي 11:1)
·        " لأني انا ملك عظيم قال رب الجنود واسمي مهيب بين الأمم " ( ملاخي 14:1)
والأمم الاخرى ستعبد الرب اينما كانوا :
·        " فسيسجد له الناس كل واحد من مكانه ، كل جزائر الأمم " ( صفنيا 11:2).
 وعبادتهم تلك سيقبلها الرب عندما ينطقون باسمه كل واحد في ارضه وبلغته :
·        " لأني حينئذ أحول الشعوب الى شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة " ( صفنيا 9:3)
فأي انسان من اي أمة ولسان ولغة يدعو باسم الرب يخلص !
·        " ويكون ان كل من يدعو باسم الرب ينجو " ( يوئيل 32:2).

 ثالثاً :
اهتم الرب ان يوحي بأيات ووصايا عديدة توصي بمحبة الغريب والاعتناء به ومعاملته بالضبط كما يُعامل اليهودي ! يقول الكتاب المقدس وبالتحديد من التوراة المقدسة :
·        " لا تكره ادومياً لانه اخوك لا تكره مصرياً لانك كنت نزيلا في ارضه ") التثنية 7:23).
"لا تكره مصرياً"، هذه هي وصية التوراة لشعب اسرائيل ، لأنهم عارفون نفس الغريب  !!فلو كان هذا الكتاب عنصرياً او محرفاً ، او كارهاً لغير اليهود فهل يُعقل ان تجد في مضمونه أمراً ووصية وتعليماً بعدم كراهية اي مصري ؟ لدرجة حمل الجميل والامتنان لهم، لأن الشعب الاسرائيلي كان نزيلاً في ارض مصر، في حين ان المصريين قد إستعبدوهم بقهر !
لا بل أوصاهم الرب بأن يحبوا كل الغرباء " كأنفسهم " ولو كانوا وثنيين .. مثلهم مثل "الوطني " الاسرائيلي :
·        "كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك لانكم كنتم غرباء في ارض مصر . انا الرب الهكم " ( لاويين 34:19).
فهل هذا كلام عنصري من أناس عنصريين ؟
·        " فاحبوا الغريب لانكم كنتم غرباء في ارض مصر " (تثنية  19:10).
هل هذا كلام عنصري من كتاب عنصري ؟
ونقرأ عن كيفية استخراج جزءاً من المحصول ليتم تخصيصه للغريب الاجنبي وللارامل والايتام وبما في هذا من خير ورحمة وانسانية وبركة :
·        " اذا حصدت حصيدك في حقلك ونسيت حزمة في الحقل فلا ترجع لتأخذها للغريب واليتيم والارملة تكون لكي يباركك الرب الهك " ( تثنية 24:19).
·        "واذا خبطت زيتونك فلا تراجع الاغصان وراءك . للغريب واليتيم والارملة يكون" (تثنية 24:20).
·        "وعندما تحصدون حصيد ارضكم لا تكمل زوايا حقلك في حصادك ولقاط حصيدك لا تلتقط . للمسكين والغريب تتركه . انا الرب الهكم" (لاويين 23:22).
وحصة اللاويين ( الكهنة ) من مدخول الارض والعشور والبواكير .. يعطي نصيب منه للغرباء الاجانب المقيمين مع بني اسرائيل ! لنقرأ :
·        "فيأتي اللاوي لانه ليس له قسم ولا نصيب معك والغريب واليتيم والارملة الذين في ابوابك وياكلون ويشبعون لكي يباركك الرب الهك في كل عمل يدك الذي تعمل" (تثنية 14:29).
فالرب يحب الغريب الاجنبي ويرزقه المعيشة والكسوة كما يرزق اليتيم والارملة من بني اسرائيل !لنقرأ :
·        " الصانع حق اليتيم والارملة والمحب الغريب ليعطيه طعاما ولباسا "( التثنية 10:18).
ويحتفل حتى الغريب ويفرح في كل اعياد بني اسرائيل مثله مثل كل الشعب بكل فئاته :
·        " وتفرح في عيدك انت وابنك وابنتك وعبدك وامتك واللاوي والغريب
واليتيم والارملة الذين في ابوابك"(تثنية 16:14).
ويحذر الرب تحذيراً شديداً كل من يعوج قضاء وحكم الغريب الاجنبي ! لنقرأ :
·        " لا تعوج حكم الغريب واليتيم ولا تسترهن ثوب الارملة " (تثنية  17:24).
ويشدد محذراً من ان يتم اضطهاد او كراهية الغريب الاجنبي في ارض اسرائيل ! فلنقرأ :
·        "ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه . لانكم كنتم غرباء في ارض مصر" (خروج 22:21).
وليس فقط الاضطهاد .. انما لا تجوز حتى مضايقته  !!
·        "ولا تضايق الغريب فانكم عارفون نفس الغريب . لانكم كنتم غرباء في ارض مصر" (خروج 23:9).
لا بل يتجاوز الى ما هو ارفع من هذا ، اذ يعتبر الغريب كالوطني من بني اسرائيل .. ويحبه كنفسه!
·        " كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك لانكم
كنتم غرباء في ارض مصر . انا الرب الهكم "( لاويين 19:34).
والاحكام القضائية والجنائية تكون احكاماً عادلة متساوية بين المواطنين والاجانب !
·        "حكم واحد يكون لكم . الغريب يكون كالوطني . اني انا الرب الهكم" (لاويين24:22).
لا بل يأمر وبكل صراحة بمحبة الغريب الاجنبي !
·        "فاحبوا الغريب لانكم كنتم غرباء في ارض مصر"( تثنية 10:19).
اسأل متعجباً هل هناك يهود يقولون من انفسهم :
" في ذلك اليوم يكون اسرائيل ثلثا لمصر ولاشور بركة في الارض "( اشعياء 24:19) ؟

اعتراض  :   هل تم تحريف التوراة ؟

ولهذا الاعتراض قد أفردنا فصلاً كاملاً لمناقشة هذه التهمة الزائفة بتمهل وتفصيل !
الفصل الرابع  
هل يمكن تحريف التوراة ...؟

 علامات الاستفام كلها !

ان اكذوبة تحريف التوراة ترفع امام أعين الزاعمين اسئلة لا حصر لها بل كل علامات الاستفهام التي نعرفها: متى ، أين ، كيف ، من ، لماذا ..؟
ولنطرح أول علامة استفهام وهي : من هو المتهم ؟

 فمن الذي حرف التوراة ؟
اتراهم اليهود ؟ فإن كانوا هم ، فلماذا لم يتكلم المسيحيون ؟ لماذا لم يكشفوا تحريفهم للتوراة وقد امست التوراة كتاباً مقدساً لدى المسيحية ؟
لماذا لم يوبخهم المسيح ورسله ..؟
بل بالعكس نرى الانجيل يصرح بأوضح الكلمات بأن اليهود قد استؤمنوا على اقوال الله ...!

 اليهود استؤمنوا على اقوال الله !
هذا ماقاله الانجيل .. وبكل صراحة ووضوح .. اذ قال عن اليهود :
·        " اذا ما هو فضل اليهودي ، أو ما هو نفع الختان كثيرٌ على كل وجه ،  أما أولاً فلأنهم اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللّهِ " ( رومية 3: 1 و2 )
وهذا يعني أنهم استحفظوا على أقوال الله ,أي على كتب العهد القديم والتوراة.
لقد استأمن الله تسامت حكمته أنبياء اليهود وأحبارهم لحفظ أقواله, فهل  يستأمن الله أناساً يحرفون كلمته، وهو العليم الخبير؟
كلام الانجيل قاطع كالسيف بأن اليهود استؤمنوا على كلام الله ، ولكنه لا يعجب الخارجين عن الايمان والجاحدين للمسيح ..!
 ثلاثة تسابيح .. تمجد شعب اسرائيل !
بل اننا اذا قلبنا صفحات انجيل القديس لوقا سنجد فيه ثلاثة تسبيحات او ترانيم على فم ثلاثة قديسين .. أولهم قديسة الاجيال مريم العذراء ! والقديس الكاهن زكريا والد يوحنا المعمدان، والثالث هو سمعان الشيخ البار الذي حمل الطفل يسوع !
والثلاثة قد سبحوا بوحي الروح القدس المتكلم فيهم .. والثلاثة قد مجدوا شعب اسرائيل !!
نقرأ في نشيد مريم العذراء :
·        "عضّد اسرائيل فتاه ليذكر رحمةً. كما كلم لآبائنا إبراهيم ونسله إلى الأبد" (لوقا 54:1).
كذلك أنشد زكريا الكاهن قائلاً:
·        "مُبارك الرب إله إسرائيل لأنه إفتقد وصنع فِداءً لشعبه" (لوقا 68:1).
وفي صلاة سمعان الشيخ أيضاً نقرأ:
·        "لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قُدام جميع الشعوب نور إعلان للأُمم ومجداً لشعبك إسرائيل" (لوقا 30:2-32).

فكيف لعاقل ان يتهم اليهود بهذه الجريمة بعد شهادة الانجيل لهم ؟!
ثم لو كان اليهود هم المحرفين ، فلماذا ابقوا كل تلك النبوات عن المسيح يسوع في التوراة وكتب العهد القديم ، ما الذي صدهم عن تحريفها ؟
مثل الاصحاح 53 من سفر النبي اشعياء وهو الاصحاح الذي يسبب لهم كل الاحراج ، لكونه يسرد بالتفاصيل الدقيقة حادثة صلب المسيح ! .. وهذا بعض ما فيه :
·        "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (اشعياء 53: 4-5).
لماذا أبقوا عليه ولم يشملوه بالتحريف ؟!

 لماذا لم يحرفوا عيوبهم ؟
فلو قام اليهود بتحريف توراتهم ، فالمنطق البشري يقول بأنهم ما كانوا سيبقون القصص والحوادث التي تسرد إرتدادهم عن الله وعبادتهم العجل وخطاياهم وعبادة البعل والآلهه الكاذبة، ولا كانت قد ذكرت التوراة أنهم شعب صُلب الرقبة وقاسي القلب (خروج 20:32؛ تثنية 7:9-29؛ 1ملوك 18). وأيضاً ما كانت قد ذكرت مُعاقبة الرب لهم كُلّما أخطأوا في جميع أجيالهم وتركوا وصايا الرب. اذ قد ورد الكثير من التفاصيل حول كل ذلك كما جاء في سفر ( مراثي إرمياء ). فلو أنهم حرّفوا التوراة، فالأولى لهم أن لا يذكروا عيوبهم وخطاياهم.
فمؤرخي الشعوب عادة ما يتحاشون ذكر ما يسيء الى شعوبهم وملوكهم ، في حين امتازت التوراة ( والانجيل ) بالنزاهة والصدق والعدل في كل احكامها ، مثال النبي موسى الذي اعترف في سفر العدد انه ارتكب خطية نال بسببها عقاباً شديداً وهو حرمانه من دخول أرض الموعد ! ( العدد 2:20-12). وهذه النزاهة قلما تشاهدها في كتابات البشر ، انما تجدها في الكتاب المقدس لأنه كتاب الله الموحى به من الروح القدس !

 يقتلون من يخالف تفسير التوراة ، فكيف بمن يحرفها !!
لنتصور في اذهاننا ولنتأمل في أحوال شعب كان لا يتورع من ايقاع حكم الموت بالقتل على صاحب اي تفسير يخالف تفسيرهم هم للتوراة .. !
فكيف كانوا سيفعلون بمن يتجرأ على تحريفها ؟!
اذ نقرأ في الانجيل بأن الرب يسوع قد خالف تفسير احدى مدارس التفسير اليهودي التي كانت تمنع فعل الخير يوم السبت ، اذ قام يسوع بالشفاء يوم السبت مبطلاً تقاليد تلك المدرسة ( مع ملاحظة بأنه لا ينتقد النص التوراتي ابداً ، انما ينتقد تفسيرهم ) اذ قال :
·        " ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضى ويسقيه، وهذه هى ابنة ابراهيم قد ربطها الشيطان ثمانى عشرة سنة، أما كان ينبغى أن تُحل من هذا الرباط فى يوم السبت" (لوقا 13: 15، 16).
وكذلك حين شفى في المجمع الرجل ذو اليد اليابسة وكان يوم سبت :
·        " ثم دخل ايضا الى المجمع.وكان هناك رجل يده يابسة. فصاروا يراقبونه هل يشفيه في السبت.لكي يشتكوا عليه. فقال للرجل الذي له اليد اليابسة قم في الوسط. ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر.تخليص نفس او قتل.فسكتوا. فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مدّ يدك.فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى .فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه " ( انجيل مرقس الاصحاح 3 ).
لقد تشاروا ان يهلكوه .. لأنه خالف تفسيرهم .. فكيف لو وجد من يرفض التوراة نفسها !؟

 نذر اربعين ان يقتلوا بولس !
ولنا مثال لتشديدهم على حفظ التوراة وتقاليدهم وحتى تفاسيرهم ، ما فعلوه مع الرسول بولس ، الذي خالف تفسيرهم المتشدد. اذ نذر اربعون شخصاً منهم ان لا يأكلوا طعاماً إلا بعد ان يقتلوه ! ( راجع سفر اعمال الرسل اصحاح 23 ).
 اربعون ليقتلوا رجلاً واحداً !!
ان مجرد معارضة صغيرة ، تقوم في وجه التفسير اليهودي للتوراة كانت تواجه بالعنف والموت، فكيف كانوا سيفعلون مع من يجرؤ على تحريف نص التوراة نفسها !!!

 اليهود والرقم القياسي !
اليهود يعد الشعب الذي حصل على الرقم القياسي في مدى اعتنائه وحفظه لكتبه المقدسة !
فقد جاء في احد كتبهم وهو " برقي ابهوث " ثلاثة قواعد على كل مسؤول يهودي ان يلتزم بها وهي : احترس في القضاء – علم كثيرين – كن حصناً منيعاً للتوراة !
لذلك بذل اليهود قصارى جهدهم في صيانة التوراة وبدرجة تفوق التصور ، وما من أمة اعتنت بكتابها كما فعلت الأمة اليهودية لدرجة انهم احصوا كلماتها وحروفها ، بل احصوا عدد احرف كل سطر !
بل احصوا الحرف الاوسط من كل سفر ، بل عينوا الايات التي تحتوي كلماتها على كل الاحرف الابجدية ، وعند القراءة منه لم يكن مسموحاً بلمس الكلمات بالاصبع ، انما يخصصون قلماً خاصاً للمتابعة !
واطرح عليك عزيزي القارئ هذا السؤال وهو : ما معنى كلمة : " سفر " ..؟ اعلم بأن كثيرون قد لا يملكون الجواب !
ان معناها هو : " يُحصي " ! لأن كل كتاب من كتب التوراة كان عبارة عن جدول احصاء! وكان كتبة التوراة يدعون بـ " السوفريم " Sopherim وكلمة " سافار " من الفعل العبري : يُحصي ، ومنه جاء مصطلح : السوفريم " اي المشرفون على احصاء كل كلمات وحروف التوراة . فأي محاولة للتحريف كان سيتم اكتشافها .. وهم لا يتساهلون في هذا !
وما اصدق قول الرب يسوع عن التوراة المحصاة كل حروفها :
"الحق أقول لكم أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطه واحده من الناموس حتى يكون الكل" (متى 18:5).
ولنطرح علامة استفهام اخرى :
 علامة استفهام عن التحريف : كيف ؟!
كيف حرفوا ؟ هل حرفوا التوراة كلها وجاؤوا بكتاب جديد ، ام اكتفوا بتحريف جزء فقط، هل حرفوا اسفاراً وتركوا اخرى ؟ وكيف اختفت النسخة الاصلية التي لم يعتريها التحريف ، والتي شهد لها المسيح ورسله وكنيسته ؟
لا توجد نسخة او مخطوطة للتوراة تخالف التي بين ايدينا ، والمحفوظة بعناية في اشهر متاحف العالم الأول !
وتلك اكتشفت بعد المسيحية ويرجع تاريخها الى ما قبل قرون قبلها ، فمن يا ترى وكيف حرف هذه ايضاً وهي قابعة في جوف الارض وغياهب الكهوف والجرار الاثرية القديمة ، كالتي أكتفشت في مغاير قمران ؟ أم انضمت الى عصابة المحرفين مجموعة من الجن والعفاريت التي ساعدتهم على تحريف مخطوطات التوراة الاثرية !!!
ولنطرح علامة استفهام اخرى :

 علامة استفهام : مـــتى ؟
فلو سألناهم متى وقع التحريف المزعوم ، لتخبطوا وتضاربوا ! ولنزيدهم حيرة بهذا السؤال :

 متى تم تحريف التوراة ..؟ هل قبل مجيء المسيح ام ما بعده ؟  
فلو كان اليهود قد حرفوا التوراة قبل مجيء المسيح .. فاننا نسأل : لماذا اذن قد صادق عليها المسيح واثبت صحتها واستخدمها لاثبات شخصيته ؟
لو كانت التوراة محرفة ، فلماذا لم يفضح المسيح فعل اليهود وتحريفهم ؟!
لماذا قال : لا يمكن ان ينقض المكتوب !؟ بينما لم يشير باصبع الاتهام الى التوراة ابداً!
لماذا لم يحدد ويشير الى مواضع التحريف او الاساطير في التوراة ، ليقوم بالتالي بتوضيح الحقيقة لكي لا تضل كنيسته فيما بعد ؟!
وان كان التحريف في التوراة قد حدث بعد مجيء المسيح ، فنقول :
ان المسيحيون قد احتفظوا بالتوراة بسبب تصديق المسيح عليها وامضائه بصحتها ، واصبحت كتابهم المقدس ، وبالتالي كان من المستحيل على اليهود ان يحرفوها ، هذا لو فكروا في ذلك اصلاً في اي وقت من الاوقات !
فما مصلحة المسيحين الاوائل – والى اليوم – في احتفاظهم بالتوراة ككتاب مقدس لهم ، يتلونها في الكنائس ويحفظونها وينكبون على دراستها بشغف وخشوع ؟! من الذي اجبرهم على الايمان بها ...؟!
ام انهم فعلوا بناء على ايمانهم بربهم المسيح الذي أنزلها وأوحى بها ، لأنه كان هو الله الظاهر في الجسد وهو كان رب موسى وداود واشعياء ودانيال ..!
ثم كيف حدث هذا التحريف بعد المسيح ، مع كتاب منتشر في المسكونة بشكل لا يحد ، ويقرأ ويتعبد به في المجامع والكنائس ؟!

 التوراة أول كتاب ديني يُترجم في التاريخ !!
 اضافة الى سعة انتشاره المذهلة ، فإن التوراة والعهد القديم هو أول كتاب في التاريخ تتم ترجمته من لغته الاصلية الى لغة اخرى ! ويطلق على تلك الترجمة : الترجمة السبعينية ! نسبة الى 72 عالماً يهودياً قاموا بترجمته من العبرانية الى اليونانية ( لغة العالم المتمدن حينها ) في الاسكندرية بأمر من بطليموس الذي بدوره قد عمل بنصيحة يهودي اخبره بالفوائد الجزيلة التي ستعم البلاد لو ترجم كتاب الله الى لغتها ، فأرسل وفداً لأليعازر رئيس الكهنة في أورشليم الذي اختار ستة من الشيوخ المترجمين من كل سبط من أسباط إسرائيل الأثني عشر وأرسلهم للإسكندرية، ومعهم نسخة معتمدة من التوراة مكتوبة على رقوق جميلة. وقد لقي العلماء المترجمون كل عناية ملكية وأقاموا في جزيرة فاروس، حيث كانت المنارة الشهيرة. وقد أكملوا ترجمة الأسفار الخمسة في 72 يوماً وقد تم ذلك سنة 250 قبل الميلاد. ( راجع : برهان جديد يتطلب قراراً – الفصل الرابع – جوش مكدويل).
ومن المعلوم بأنه كلما زادت ترجمات الكتاب فهي دلالة على صلاحيته وتأثيره كما حدث مع الكاتب الشهير نجيب محفوظ الذي نال جائزة نوبل لتعدد ترجمات مؤلفاته !
 الكتاب المقدس مترجم الى 2000 لغة ولهجة !
واليوم بلغت ترجمة الكتاب المقدس الى ألفي لغة ولهجة! وكلها نسخه واحدة عند الجميع اليهود والمسيحيين !
ففي عام 1998 تم توزيع 20.751.515 نسخة في العالم وبـ 2212 لغة ولهجة !! (رقم مخيف حين يتعلق بتوزيع كتاب واحد وبسنة واحدة ! )                                                         فالكتاب المقدس ( توراة وانجيل ) متوفر لأكثر من 89% من سكان الأرض !  وأحياناً تبلغ معدلات توزيعه اسبوعياً الى مليون نسخة ! انه الكتاب الفريد الذي لا يضاهيه كتاب ولا يقترب اليه اي مؤلف من مؤلفات البشر ! فكل اجناس البشر قد قبلته ورضت به دستوراً وحياة  ، الشرقي والغربي ، والأسود والأبيض ، انه الكتاب العالمي بلا منازع ! وكل ترجماته وبأي لغة لا تنزع منه صفة القدسية والتوهج ولا تفقده الطلاوة والجمال ، بل حين قراءة ترجمته تحسبه قد كُتب باللغة التي ترجم اليها .                                                              فكيف يمكن لكتاب عظيم كهذا ان يُحرف ؟ كيف تم جمع كل نسخ التوراة من كل ربوع الارض لتحريفها ؟  لا سيما بأن وسائل الطباعة حينها كانت بدائية ، فالنسخ كانت تنسخ باليد بشكل مرهق ، مع كتاب ضخم يتطلب بذل الوقت والجهد والاموال ، فليخبرنا اعداء التوراة كيف حدث هذا ..؟
 هل صمت المسيحيون ؟
ثم اين كان المسيحيون ؟ والتوراة قد اصبحت كتابهم المقدس ، كيف سمحوا بتحريفها وهل وافقوا على ذلك دون معارض منهم ؟!
وكيف يتجرأ اليهود على تحريف كتابهم الذي بدوره كان بيد المسيحيين الذين يتلونه ويحفظونه ويتعبدون بتلاوته ؟ الم يكن سيظهر التباين والاختلاف بين الذي مع اليهود والذي مع المسيحيين ؟ ولو حدث التحريف بيد اليهود فلماذا لم يظهر صوت مسيحي واحد يرفض التوراة باعتبارها محرفة ؟ صوت واحد عبر القرون ليجلي الحقيقة .. ولا اثر له !
ام ان الخيال الصحراوي الواسع بإمكانه الزعم بأن اليهود والمسيحيين قد اتفقا معاً على التحريف !؟
 تحذير لكلا الفريقين !
كيف يتفقون على التحريف ، بينما الانجيل يحذر المسيحيين من مغبة الزيادة والحذف في كلمة الله ( سفر الرؤيا 18:22و19 ).
والتوراة تحذر اليهود من جريمة الحذف والزيادة بالدينونة ( التثنية 2:4 و 32:12).
فهل قام كل فريق بنكران ايمانه في سبيل التحريف الذي هو على عكس صالحه ، ويصب في مصلحة الفريق المضاد ؟!
 اتفاق وهمي !
كيف ومتى حدث التقاء بين ملايين في العالم لعقد اتفاق مشترك بين الخصوم الافرقاء اي اليهود مع المسيحيين ، على اقتراف تلك الفعلة وهما فريقين مختلفين ؟
بل ان كل فريق كان واقعاً تحت سلطة سياسية من فريق ثالث اجنبي !
فهل وجد مؤرخ من اي ديانة ، مسلماً او هندوسياً او ملحداً قد تحدث او كتب عن مؤتمر او مجمع ضم اليهود والمسيحيين باختلاف اجناسهم لتحريف التوراة ؟
وكم من السنوات استغرقت لعقد ذلك الاتفاق ؟ وكيف اتفقوا وهم المتباعدين عن بعضهم جغرافياً بل في قارات متفرقة ، بل متفرقون حتى في لغاتهم !
كان يمكن استيعاب هذا لو كانوا جميعاً يعيشون في بقعة جغرافية واحدة ولهم لسان واحد ، حينها كان يمكنهم ان يحرفوا ! على فرضية ان جميعهم – بلا استثاء – قد ماتت ضمائرهم !
بل كيف اتفقوا على التحريف مع تعدد مذاهبهم ، وكل اتباع مذهب يثبت أفكاره من الكتاب المقدس ! فلو تجرأت فرقة على التحريف لفضحتها الفرقة الاخرى ! فأي مذهب من مذاهب اليهود قد حرف التوراة اذن ؟! كيف تواطئوا ولم يختلفوا بحرف واحد ، لدرجة ان التوراة التي بيد كل منهما هي مطابقة للاخرى بالحرف والفاصلة وكأنها نسخة كربونية خرجت من مطبعة واحدة !
وكيف حرفوا التوراة ولم تنج نسخة واحدة منها في اي مكان لتبقى شاهدة على جريمتهم ؟!
ولو افترضنا بأنهم تمكنوا بقدرة اعجازية على جمع جميع نسخ التوراة مع ترجماتها ، فقد كان عليهم ان يحرفوها بطريقة تخدع القياس المعروف بــ " الكربون المشع " الذي من خلاله يتم التعرف على عمر المخطوطات الاثرية ، حتى اذا اكتشفت تلك المخطوطات بعد قرون وفحصت بالكربون ، فلا يعثر العلماء على اثر التحريف !!
وطبعاً عليهم بعد التحريف ان يعيدوا كل تلك النسخ الى اماكنها في القارات المختلفة .. وبسرية تامة
بأن تكتب على تلك النسخ : سري للغاية !
وبعد ذلك عليهم ان يجمعوا كل كتابات الآباء المسيحيون الاوائل والاباء اليهود في كل الاجيال  وتفاسيرهم من تلمود ومشنا ، لكي يحرفوا كل اقتباس من التوراة والكتاب المقدس وجد فيها ، والتي لا تحصى بالملايين !
وطبعاً لا يجب ان ينسوا اعادتها مع السرية التامة !
حتى كتب الخرافات كألف ليلة وليلة التي تحكي عن مارد الجن الذي يمكنه ان يبني قصراً في لمح البصر وفي وقت واحد ، لا توازي خرافاتها مع خرافة من يعتقد بأن كل نسخ التوراة قد تم تحريفها في كل مكان في ارجاء المعمورة باتفاق الملايين المختلفين وفي وقت واحد!
 نظرية داروين ونظرية التحريف !..
نظرية داروين ثبت بطلانها باكتشاف اقدم هيكل لكائن يشبه البشر والذي اطلق عليه اسم             " آردي " والذي اثبت استحالة تطور الانسان من قرد( 1 )  .. كذلك الحال مع نظرية التحريف التي ثبت زيفها !
وكما ان نظرية التطور الداروينية قد تأسست على " الحلقة المفقودة " ! والتي لم يعثر عليها أحد. هكذا نظرية التحريف مؤسسة على " النسخة المفقودة " من الكتاب المقدس ، والتي لم يعثر عليها احد ولمدة قرون .. وبالتالي لم يقدمها احد ليثبت نظرية التحريف !!
________________
( 1 ) تم اكتشاف المستحاثة "على يد فريق من العلماء بقيادة تيم دي وايت" ، وفي الأول من أكتوبر 2009 نشرت مجلة ساينس مجموعة من 11 مقالاً مفصلة مجموعة من خواص نوع أرديبيثيكوس راميدوس وبقايا الهيكل العظمي المكتشفة. يدعم الكشف عن هذا الهيكل نظريات كان قد طرحها بعض العلماء حول وجود أصل مشترك للإنسان والشامبانزي، دون أن يكون الأول قد تطور من الثاني. وقد عثر على حفريات هذا الكائن في إثيوبيا عام 1992، لكن الكشف عن أهميتها تطلب سبعة عشر عامًا.  راجع : http://www.sciencemag.org/ardipithecus/
 لكل جريمة ثلاثة عناصر !
ان جريمة التحريف لا حدود لفظاعتها ، لذا وجب ان تتوافر معها كأي جريمة اخرى ثلاثة عناصر وهي :
·        من هو المجرم ؟
·        اين وقعت الجريمة ؟
·        ومتى حدثت الجريمة ؟

وقد فحصنا بتدقيق بأن هذه العناصر لا يمكنها ان تتوفر مع التوراة والكتاب المقدس ، الا بعد ان يلغي المرء عقله ! وبالتالي فالمحكمة امام جريمة لا تملك اي عناصر ، اذن فلا لا وجود لها !

 رابع المستحيلات !
جميعنا قد سمع بالمثل الفرنسي الشائع : "ان هذا من رابع المستحيلات" !
لأن المستحيلات الثلاثة هي الغول و العنقاء و الخل الوفى.
وانني اقول بأن تهمة تحريف التوراة هي : المستحيل الرابع !
انه المستحيل الذي يحاكي ان يتقدم شخص ويزعم بأن حجارة الهرم خوفو في مصر ليست هي الاصلية بل قد بُدلت بحجارة غيرها !!                                                                             في حين ان كتابنا المقدس أكثر ثباتاً من الهرم الأكبر  لأن المؤرخين قد اثبتوا أعمار أقدم المخطوطات للكتاب المقدس والتي بلغت اكثر من عشرين الف مخطوطة ، وهم الرقم القياسي الذي لم يبلغه اي كتاب في عدد مخطوطاته الاثرية.
وأهمس في أذني الكافرين بالتوراة ، بهذه الهمسة  :                                                                                 اذا كان العهد القديم محرفاً ، فالعهد الجديد محرف كذلك !! نعم ..
كونهم يكفرون بالتوراة ويتهمونها بالتحريف ، فانهم يقفون في صف واحد وخندق واحد مع المسلمين الذين يتهمون الانجيل بذات التهمة ، .. أفلا يعقلون !؟
ليسمعوا وليفهموا :
التوراة وكلمة الله .. باقية وهم الراحلون ، ان التوراة في شباب دائم .. اما فهم فيشيخون ويمرضون ويهلكون ! .. ومن كان له اذنان للسمع فليسمع !
  كلمة قبل الختام !

ليواصل المفترون اتهاماتهم وليواصلوا الهدم والنقض للتوراة .. وسنواصل تبشيرهم بنهاية واحدة وهي الفشل ..!
انهم اشبه بمن ينطح الصخر .. وان كانوا هم صخرة ، فكلمة الله هي المطرقة :
·        " اليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر " ( إرمياء 29:23).

لم يلق كتاب في تاريخ البشر من الاضطهادت والمقاومة كما لقيه الكتاب المقدس والذي صمد كجبل هملايا على مر القرون! فقد تغلب الكتاب على كل تشكيكات معارضيه لدرجة انه لم تبقى اي شبهة جديدة تقال ، كلها سقطت وتلاشت وبقي هو وقد استعرت قوته، وتوسع انتشاره !
 الكتاب المقدس كالذهب النقي .. كلما ادخلته في اتون النار يزداد نقاءه وصفائه !
بل انه يشبه الملك " مايدس " في الاسطورة اليونانية الذي كانت لمسته تحول الشيء الى ذهب! الكتاب المقدس هو الذهب الذي يحول القلوب الحجرية الى قلوب من ذهب نقي .. فهو يلمس الروح والقلب والنفس ، ويغير الحياة ويخلص الملايين ..
انه يُغير .. ولا يَتغير !

انه كتاب البشرية جمعاء .. كتاب العظماء والخالدين ..
ان أعظم دولة على سطح كوكب الارض ، القوى العظمى بلا منازع ..                                     تتميز بأن رئيسها ، لا ينتصب رئيساً على البيت الابيض .. الا بعد ان يرفع يده ويُقسم على هذا الكتاب !!!

صلاتي ان يستخدم الرب هذا العمل المتواضع لمجد اسمه وخلاص النفوس .. له كل المجد !

أخي القارئ الكريم ، فقط ومن خلال عملك ومحبتك للرب بامكاننا ان نواصل خدمتنا المسيحية. لذا ندعوك ان تكون " عاملاً مع الله " ( 1كورنثوس 9:3 ).  بإمكانك أن تبذر بذار البشارة بمختلف الوسائل، ومنها مساعدة خدام المسيح ولو بكأس ماء بارد (متى 42:10). فنرحب بأي مساعدة لخدمة حقل الرب، سواء مالية او معنوية. أذكرنا في صلواتك.

لو كان لديك اي سؤال، أو أردت محاورة مؤلف هذا الكتاب سواء بالتشجيع او حتى المخالفة، فمرحباً بكل الآراء ولو كانت ناقدة. ولو اردت الحصول على المزيد من هذا الكتاب او الكتب الاخرى فإطلبها الآن ! العنوان الالكتروني هو : bloodbrothers303@yahoo.com



No comments:

Post a Comment